سوريا ما بعد الأسد.. 14 قتيلًا في كمين وقوات إضافية لتعزيز الأمن
سوريا ما بعد الأسد.. 14 قتيلًا في كمين وقوات إضافية لتعزيز الأمن
أعلنت وزارة الداخلية في الإدارة السورية الجديدة، صباح اليوم الخميس، عن مقتل 14 من عناصر الأمن في هجوم "كمين" نفذته قوات تابعة للنظام السابق بقيادة بشار الأسد، وذلك في ريف منطقة طرطوس.
وأفادت الوزارة، بأن الهجوم أسفر أيضًا عن إصابة 10 ضباط بجروح، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
تعزيز الأمن
وتابعت الشبكة، أن الهجوم جاء بعد ساعات من إعلان قيادة العمليات العسكرية التابعة للحكومة الانتقالية أن قواتها قتلت "مجموعة محاصرة من فلول النظام السابق" في نفس المنطقة، ويأتي ذلك في إطار الجهود المستمرة من السلطات الجديدة لتثبيت الأمن في أعقاب فرار الأسد من البلاد إثر تقدم قوات المعارضة نحو العاصمة دمشق.
وأكدت قيادة العمليات العسكرية -في بيانها - نشر قوات إضافية "لإعادة الأمن ومعاقبة فلول النظام السابق الذين يحاولون زعزعة الاستقرار وترهيب السكان في بعض مناطق الساحل السوري".
وأعلن مدير الأمن العام في محافظة اللاذقية، أن السلطات لن تتهاون مع أي "عصابة إجرامية تسعى لتقويض أمن وسلامة شعبنا"، وذلك وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
مرحلة انتقالية
وتابعت الشبكة، أنه في مشهد يعكس التحولات الجارية، أظهرت مقاطع فيديو لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) عناصر من قوات النظام السابق في اللاذقية وهم يسلمون أسلحتهم للحكومة الانتقالية المرتبطة بالمعارضة، كما أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بتنفيذ مبادرات مماثلة في مدن أخرى مثل درعا.
وأعلنت السلطات الجديدة عن إصدار بطاقات مؤقتة لعناصر النظام السابق تتيح لهم حرية الحركة داخل سوريا حتى اكتمال "الإجراءات القانونية".
وأوضحت إشعارات حكومية نُشرت خارج المكاتب الإدارية، أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز الاستقرار، دون تقديم تفاصيل إضافية عن طبيعة المحاكمات المنتظرة.
وتأتي هذه التطورات في ظل إرث ثقيل من الانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد، بما في ذلك التعذيب وسوء معاملة السجناء.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 306 ألف مدني في سوريا خلال الفترة الممتدة بين اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011 وحتى مارس 2021.
مخاوف من القادم
في سياق متصل، شهدت محافظة اللاذقية احتجاجات محلية يوم الأربعاء، وفقًا لمقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تداول نشطاء مقطعًا يُظهر تدنيس موقع يُعتقد أنه مزار ديني للطائفة العلوية في حلب، حيث ظهر في الفيديو حريق يشتعل داخل المزار وأربعة جثث ملقاة خارجه.
أقرت وزارة الداخلية الجديدة بصحة الفيديو، مشيرة أن الحادثة وقعت قبل أسابيع خلال "تحرير مدينة حلب" من قبضة النظام السابق، وأن الجناة غير معروفين حتى الآن.
وأضافت الوزارة -في بيانها -، أن الهدف من إعادة نشر مثل هذه المقاطع هو "إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة".
وتُعد الطائفة العلوية، التي تقطن بشكل رئيسي في المناطق الساحلية، من أبرز الطوائف التي حظيت بمكانة بارزة في المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية خلال حكم الأسد ووالده حافظ الأسد.
وتُظهر الأحداث الأخيرة تصاعد التوترات في المناطق الساحلية، وسط جهود حثيثة من السلطات الانتقالية لاحتواء الأوضاع وفرض سيطرتها على البلاد.