عقب إدانة الأمم المتحدة.. من قتل العراقيين في ساحات التظاهر؟
منذ قرابة الخمسة شهور ويتم استهداف المحتجين في العراق بالرصاص الحي من قِبل الميليشيات الإيرانية؛ ما أدى إلى مقتل العشرات حتى هذا اليوم، ونددت الأمم المتحدة في العراق، باستهداف المحتجين بأسلحة الصيد في ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها وسط العاصمة بغداد.
وقالت البعثة في بيان: إنه تواصل متابعة وتوثيق استهداف المحتجين السلميين ببنادق الصيد على الطريق الرابط بين ساحتي التحرير والخلاني في بغداد مساء 14، و15، و16 من شهر فبراير الجاري؛ ما أدى إلى إصابة 50 شخصًا على الأقل وكذلك إصابة عدد من أفراد الأمن بواسطة كريات من أسلحة الصيد أو الحجارة أو قنابل المولوتوف.
ووردت من كربلاء أيضًا مزاعم حول استخدام مقذوفات مماثلة؛ ما تسبب في إصابة أكثر من 150 محتجًا في شهر يناير وحده.
وأدانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جنين هينس بلاسخارت، بشدة استخدام بنادق الصيد ضد المحتجين، والتي تسببت (مرة أخرى) في أعداد كبيرة من الإصابات في الاحتجاجات الأخيرة.
بيان متأخر
اعتبر الدكتور اللواء محمد عاصم شنشل، المحلل السياسي العراقي والخبير الإستراتيجي، أن إدانة الأمم المتحدة لاستهداف المتظاهرين في العراق، سابقة تأخرت كثيرًا، لافتًا أنه كان لا بد من إصدار البيان منذ بدء عملية الاستهداف في أكتوبر الماضي.
أضاف شنشل لـ"العرب مباشر": "ولكن السؤال هنا لماذا التأخير ولِمَ لم تحدد الأمم المتحدة لأعضائها ومجلس أمنها، من هم القائمون على استهداف المتظاهرين رغم كشفهم وفضحهم من قِبل الشعب العراقي، بدلائل قاطعة ومثبتة"، معتبرًا أن الاتحاد الأوروبي أيضاً يتحرك خطوات بطيئة حتى يصدر بيان إدانة لقمع المتظاهرين.
أشار إلى أن العالم وكافة المنظمات الدولية تحديدًا يعلمون من يقف خلف استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي، وقنابل الغاز، التي تعادل وزنها عشرة أضعاف؛ ما يجب استخدامها لتفريق التظاهرات، والمحرمة دوليًّا أيضاً.
تابع شنشل: "كما وأن عمليات القنص والخطف والتصفيات الجسدية وملاحقة جميع النشطاء، ولكلا الجنسين تحت مرأى ومسامع الحكومة، ولكن الحقيقة هي بيد الميليشيات الإيرانية، ومنها الحشد الشعبي"، مؤكداً أنهم يقومون باستخدام الدين ذريعة وهم الأكثر دموية"، لافتاً أن الاستهداف القمعي يحدث تحت تواطؤ من قوات الأمن.
الكشف عن المتورط الحقيقي
ولفت إلى أنه كان من الأجدر أن تعلن الأمم المتحدة وغيرها عن كشف من الذي استهدف المتظاهرين والعمل على تصفية الكثير منهم، دون استثناء ومن هم المندسون الذين كشفتهم هيئة أمن المتظاهرين، مضيفاً: "ومع ذلك فإن بيان الإدانة خطوة لا بأس بها ولربما ستتبعها خطوات أكبر، وأكثر قيمة خاصة بعد استلام حزب الله الملف الأمني العراقي وهذا ما سيزيد من حدة التوتر والعنف لاحقًا".
تدخل إنساني
من جانبه اعتبر الدكتور عبدالكريم الوزان، الخبير السياسي العراقي، أن الأمم المتحدة تدخلت بشكل واضح، لافتاً أن هذا التدخل يعد إنسانيًّا وأمميًّا ومنطقيًّا، ولاسيَّما بعد تزايد استهداف المتظاهرين بالرصاص، والتفنن في قتلهم بأسلحة محرمة مثل القنابل الدخانية والحربية ورصاص الصيد؛ ما أدى إلى تزايد أعداد القتلى.
الميليشيات الإيرانية
أضاف الوزان: "لا يوجد أي مندس بالتظاهرات، المندس الوحيد هم عناصر الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، والأحزاب السياسية"، مشيراً أن الثورة حاليًّا تدور معاركها بين طرف أعزل وهم الثوار وطرف مسلح وهم الميليشيات.