نيويورك تايمز: قطر تشعل أزمة أخرى مع العرب بسبب الإرهاب وإيران وتركيا
تحاول قطر إشعال أزمة أخرى مع جيرانها العرب في ظل محاولات توحيد الصف، فلم تقدم أي ضمانات بشأن توقف شبكة الجزيرة عن مهاجمتهم أو قطع العلاقات مع الجماعات المتطرفة والإرهابية أو شكل علاقاتها المستقبلية مع إيران وتركيا، ما يشكك في إمكانية استمرار المصالحة.
نوايا قطر
وأعلن وزير الخارجية الكويتي أمس الاثنين أنه بعد خلاف أدى إلى انقسام العالم العربي واختبار الدبلوماسية الأميركية لأكثر من ثلاث سنوات، من المقرر أن تعيد المملكة العربية السعودية فتح الحدود والمجال الجوي لقطر بعد غلقه منذ عام 2017.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن هذا الإعلان بمثابة خطوة أولى نحو إنهاء عزلة قطر عن جيرانها العرب، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر.
وسيسمح القرار، الذي أعلن قبل يوم من اجتماع قمة دول الخليج في السعودية المقرر عقدها اليوم الثلاثاء، بالتجارة والسفر بين قطر والمملكة للمرة الأولى منذ قاطعت الدول الأربع قطر في يونيو 2017، متهمة حكامها بدعم الإرهاب والمتطرفين في المنطقة، والاقتراب الشديد من إيران.
ورغم قسوة المقاطعة التي استمرت ٣ سنوات إلا أن قطر ظلت على موقفها، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت تنوي قطر حل نزاعاتها السياسية مع العرب أم لا.
أزمة جديدة
في واشنطن، اعتُبر الإعلان بمثابة أخبار جيدة والتي تحدث خلال فترة الانتقال من رئيس أميركي إلى آخر، حيث يأتي الاتفاق في وقت نادر تتداخل فيه مصالح الرئيس دونالد ترامب، الذي تحث إدارته حلفاءها على وقف الخلاف والتوحد ضد إيران، والرئيس المنتخب جوزيف آر بايدن جونيور، الذي يفضل فريقه عدم وراثة أزمة تتمحور حول واحدة من أكثر مناطق العالم إستراتيجية.
ووفقاً للصحيفة، فإنه على أمل زيادة الضغط على إيران قبل نهاية رئاسة ترامب، بذل مسؤولو الإدارة دفعة منسقة للمملكة العربية السعودية وحلفائها للتفاوض مع قطر خلال الأشهر القليلة الماضية.
وزار صهر الرئيس جاريد كوشنر الدوحة والرياض في ديسمبر لإقناع المسؤولين الخليجيين، وكانت الكويت، أبرز الوسطاء.
وقال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، في تصريح تلفزيوني، إنه كان هناك اتفاق بين السعودية وقطر، قال إنه سيكون "صفحة جديدة في العلاقات الأخوية".
لكن بعض المحللين يقولون: إن هناك القليل مما يوحي بأن قطر ستغير سلوكها عندما يتعلق الأمر بالممارسات التي تحبط جيرانها وشبكة الجزيرة التي تستخدمها لنشر رسالتها ومضايقة جيرانها والابتعاد عن إيران وتركيا.
وكتب حسين إيبش، المحلل بمعهد دول الخليج العربية بواشنطن: "جعل قطر تعدل علاقتها مع تركيا قد يكون بمثابة تمنٍّ بالنظر إلى عدد القضايا التي من المرجح أن تظل دون حل، هناك احتمال كبير للخلاف في المستقبل وربما أزمة أخرى حول السياسات القطرية في وقت ما في المستقبل القريب".