"اغتصاب وتحرش وتهديد بالقتل".. معتقلات الملالي تقهر المرأة في إيران
تعاني المرأة في إيران من ظلم نظام الملالي
أثارت واقعة تعذيب زاجري راتكليف الموظفة في مؤسسة تومسون رويترز، والتي أوقفت في أبريل 2016 مع ابنتها جابرييلا التي لم تكن بلغت الثانية من العمر حينها، في مطار طهران بعد زيارة لعائلتها، واتهمت بالتآمر لإطاحة النظام السياسي في إيران، وهي تهمة نفتها، إلى تسليط الضوء مرة أخرى على الانتهاكات التي يمارسها نظام الملالي ضد المرأة سواء كانت تحمل الجنسية الإيرانية أو أجنبية في إيران.
وحكم على راتكليف في سبتمبر من العام ذاته بالسجن خمس سنوات، وانقضت فترة محكوميتها في السابع من مارس، علما بأنها خرجت من السجن في مارس 2020 في أعقاب تفشي فيروس كورونا المستجد، وأمضت الأشهر الأخيرة من العقوبة في منزل ذويها مزودة بسوار تعقب إلكتروني.
احتقار وإهانة
تقول "ر . ق": إنها كانت قد احتجزت في معتقل في أحد السجون جنوب إيران، حيث أكدت أن ضابط الأمن هددها بأن هناك عنصرا قال إنه "داعشيا" في الزنزانة المجاورة سيتم جلبه لاغتصابها إذا لم تدلِ بالاعترافات التي تريدها منها السلطات الإيرانية.
وأضافت: "أؤكد مشاركة رئيس السجن مع المحققين في الضغط علي واحتقاري وإهانتي وتوجيه شتائم وألفاظ جنسية نابية لها، بهدف إخضاعها وكسر معنوياتها لكسب الاعترافات مني، حيث اقتادني المحقق إلى غرفة التحقيق وقال لي إنه سيأتي برجل من الدواعش، مشيرا إلى أن زوجته مسجونة معي وأنني أعلم كيف يتصرف الدواعش وسيتركني معه في الغرفة".
اعتداءات جنسية
وتابعت: "مرت نصف ساعة وأنا أرتجف في تلك الغرفة المخيفة رعبا من مجيء الداعشي وکنت أفكر کيف يمكنني أن أدافع عن نفسي، كما تملكني الرعب خلال نصف ساعة لم أشعر به من قبل في حياتي، ونظرا لسوابق نظام الملالي في الجرائم لم أستبعد أن يفعلوا بي ذلك، للأسف كان الأمر مخيفا ورهيبا جدا هذه كانت واحدة من الاعتداءات الجنسية التي مورست بحقي خلال الاستجواب داخل معتقلاتهم".
فيما قالت "م . خ": إنها منذ لحظة اعتقالها، شعرت بالإهانة من قبل محققي وممثلي الادعاء في تلك المدينة لمجرد أنها امرأة مشاركة في الاحتجاجات، لقد اعتدوا عليها بإهانات ومفردات بذيئة، فعلى سبيل المثال، سألونها: "ماذا الذي تفعلينه مع کل هذا العدد من الرجال، أليس لديك أهل؟ أنتن النساء تستحققن کل ما يحدث معکن في الشوارع، وخلال الاستجواب أيضا تعرضت إلى جميع أنواع الإيحاءات الجنسية".
تهديد بالقتل
وأضافت: "کان الشرطي يتصفح هاتفي المحمول عندما قال لي: "أليس لديك زوج، لو کان عندك زوج لما کنتِ في الشارع تائهة"، وأؤكد أن المضايقات لم تقتصر على التحرش الجنسي فحسب، بل إنها ومعتقلات أخريات ممن لم يكن لديهن تجربة مسبقة عن الاعتقال، أرعبهن المحقق بطريقة مهينة، كان المحقق قابضاً علی مسدسه عندما سألنا هل هذا المسدس فارغ من الرصاص أم لا؟ ثم أخذ مسدسه وصوبه تجاهنا وضغط على الزناد عدة مرات، وقال إنه فارغ، لقد شعرنا بالرعب، الآن وأنا أسرد لکم تلك الحادثة ما زلت أرتعد خوفا".
وتابعت: "ضابط أمن إيراني حاول إجباري وأنا معتقلة على ممارسة الجنس وقد تحرش بي بالفعل بمناطق مختلفة من جسدي، لكن الغريب في الأمر تجاهل المسؤولين في نظام الملالي للموضوع المذكور، وبالرغم من أن كثيرا من النساء وضحايا التعذيب والتحرش الجنسي أعلن ذلك على الملأ لم يتمكن من رفع شكاوى بسبب الأجواء الأمنية والحصانة التي يمنحها النظام لعناصر أجهزة الاستخبارات والأمن في إيران تلك الدولة التي يحكمها نظام قمعي لا يفرق بين الرجل والمرأة سوى في التعذيب والانتهاكات، ولا يخجل رجال الأمن من التعامل بكل وحشية ضد المعتقلات".