لماذا نقل الإخوان نشاطاتهم إلى الهند وباكستان؟
تنقل الإخوان نشاطاتهم إلى الهند وباكستان
منذ عشرات السنوات ويحاول تنظيم الإخوان نشر قواعده خارج الشرق الأوسط، فهناك في أوروبا عشرات البؤر الإخوانية التي تحاربها - الآن - أجهزة الأمن الأوروبية، وكذلك في آسيا إلا أن التنظيم الإخواني يسعى في الوقت الحالي لتطوير وجوده وزيادة نفوذه بعيدًا عن الشرق الأوسط الذي رفض وجود الإخوان، وهو ما كشفه تقرير نشره موقع (European Eye on Radicalization) باللغة الإنجليزية تحت عنوان لماذا أصبحت جماعة الإخوان المسلمين تمثل تهديداً متزايداً في الهند.
فوضى وطائفية
يقول الباحث أحمد سهيل: إن هناك حالة من الخوف تنتاب السياسيين في الهند بشأن زيادة النشاطات الإخوانية، ورغم تأكيد الجماعة أنها ليست جماعة مسلحة فإنها ترتبط مع الجماعات المسلحة بعلاقات عديدة بعضها واضح والآخر خفي.
وأضاف سهيل: أن النشاطات في الهند وباكستان الآن تعكسان رغبة تنظيم الإخوان في توسيع دائرة نفوذه في أكبر الدول الآسيوية، ووفقاً للتقرير، فإنّ تصنيف جماعة الإخوان المسلمين على أنّها جماعة "غير عنيفة"، يقوم على تفسير حرفي لسلوكها، وتجاهل صلاتها القوية بالتشدد في الهند، على سبيل المثال، أدّت النسخ المحلية للإخوان المسلمين إلى تفاقم الخلاف بين الطوائف، وخلق الفوضى في الشارع بالتزامن مع الاحتجاجات ضد الحكومة الهندية، تصر هذه الجماعات المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين في شبه القارة الهندية، على أنّ أسس الدستور الهندي، التي تتضمن أركان العلمانية والديمقراطية والقومية، معادية للإسلام، وتعمل على تقويض هذه الأسس في الهند، في المقام الأول من خلال محاولة استدعاء وتأجيج أشكال الحرب الأهلية الدينية بين المسلمين الهنود والهندوس، وكل ذلك يتفق مع أهداف الإخوان الرامية إلى الإطاحة بالحكومة الهندية، وإنشاء دار الإسلام في الهند، وإثارة التمرد في كشمير.
تمويل قطري تركي باكستاني
في السياق ذاته، أكد سهيل أن هناك مجموعتين فرعيتين من جماعة الإخوان برزتا في الهند هما: الجبهة الشعبية الهندية، والجبهة الوطنية للمرأة، مشيرًا إلى أن السلطات الهندية قامت بحظر الجبهة الشعبية مؤخرًا، ما أدى إلى عودة ظهور مجموعة إرهابية أقدم، وهي حركة الطلاب الإسلامية في الهند، والتي تعمل جنباً إلى جنب مع المتطرفين المحليين مثل: جبهة المجاهدين الهنود، مضيفًا في تقريره أن حركة الطلاب تمكنت من الحصول على دعم مالي كبير، من محور قطر وتركيا وباكستان، وللحركة الطلابية صلات مع النظام البيئي الجهادي الخاضع للسيطرة الباكستانية في أفغانستان، والذي يشمل طالبان والقاعدة. ويرصد التقرير أدوات الدعم الخارجي للتشدد الإسلامي في الهند، لكنّه يؤكد على أهمية فهم الكيفية التي تنشط من خلالها مصادر الدعم المحلية.
وأضاف سهيل: أن السكان المسلمين في الهند هم ثالث أكبر عدد من المسلمين في العالم، وبالتالي فإنّ توظيف هذا العدد أيديولوجياً، يثير قلق السياسيين ووكالات الأمن الهندية، لأنه إذا تمت تقوية جذور الإخوان المسلمين في الهند، فسوف يصبح من الصعب بشكل متزايد حكم البلاد، في ظل حالة الفوضى التي يصنعها الإخوان أينما ذهبوا، كما أنّ نشر الأيديولوجيا الدينية على هذا النحو أمر من شأنه أن يجعل المسلمين الهنود أكثر عرضة للتجنيد، من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك من قبل الجماعات الإرهابية الأخرى.