"الزرفي" أم "الكاظمي".. لماذا تَتَعثَّر الحكومة العراقية؟
منذ شهر أكتوبر الماضي تحاول العراق الخروج من حالة الفوضى والفراغ السياسي، ولا سيما بعد استقالة رئيس الوزراء السابق "عادل عبد المهدي"، وتراجُع رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي بعد ضغوط الكتل السياسية والحراك الشعبي.
وبعد تكليف عدنان الزرفي محافظ النجف الأسبق، من قبل الرئيس العراقي، برهم صالح، عادت أزمة ولادة الحكومة العراقية إلى نقطة الصفر.
تراجع الحظوظ
ووفقا لتقارير عربية، تراجعت حظوظ الزرفي، في الحصول على ثقة مجلس النواب، نتيجة لموقف الكتل السياسية الشيعية المعنية بترشيح رئيس الحكومة، الرافض للزرفي، وبدأت تتجه نحو طلب الاعتذار عن التكليف ليتم تكليف مَن سيُتفق عليه".
وقامت تلك الكتل بإبلاغ الزرفي بأنها لن تصوت لصالحه في مجلس النواب.
وفي 17 مارس الماضي، كلف الرئيس العراقي، برهم صالح، محافظ النجف الأسبق، النائب الحالي، عدنان الزرفي، بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي ستخلف حكومة رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبد المهدي، الذي يقوم حالياً بتصريف أعمال الحكومة مؤقتاً.
وينتمي الزرفي إلى الوسط الإسلامي الشيعي، وقد حكم محافظة النجف لأكثر من عقد من الزمن، إذ بدأ عهده مُعيَّناً من سلطة التحالف المؤقتة، لكن نجاحه في إدارة المحافظة وفرض القانون فيها قد أقنع أهالي النجف بانتخابه مراتٍ عديدةً لمنصب المحافظ. ويتميز ناخبو النجف بالوعي السياسي وقد أسقطوا شخصيات سياسية كبيرة عندما فقدوا الثقة بها، لكنهم واصلوا دعمهم لقائمة (الوفاء) التي يترأسها الزرفي وتشغل حاليا ثمانية مقاعد في مجلس المحافظة.
الكاظمي يظهر على الساحة
وعقب الأنباء عن رفض الزرفي، تداولت الأوساط العراقية مجددا اسم مدير جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي بديلا عنه.
وأفاد مصدر مطلع أن هذه المعلومات لم تكن إلا تكهنات لا أساس لصحتها، خصوصاً وأن كثيراً من الفصائل المسلحة والكتل السياسية الشيعية في العراق كانت وجّهت اتهامات خطرة للكاظمي، بينها التواطؤ في عملية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني"، ومعه "أبو مهدي المهندس".
وفي المعلومات أيضا أن التوافق الشيعي الذي قيل: إنه جاء بالإجماع على "الكاظمي" قبل يومين، اتضح أنه لم يكن إجماعاً نهائياً، بل إن إعادة طرحه تنذر بشق البيت الشيعي، وذلك طبقا لما جاء في تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط".
خلاف بين أميركا وإيران
وفقا للدكتور عبد الكريم الوزان، الأكاديمي والخبير العراقي، فإن الخلاف الظاهري على"الزرفي" و"الكاظمي" يعكس الصراع الأكبر بين أميركا وإيران في العراق، على الرغم من وجود قنوات اتصال سرية بينهما على تقسيم الكعكة، مردفاً:" الحكومة العراقية وليدة ذات الصراع، بين المؤيدين لأميركا وغيرهم من أعضاء الحكومة الموالين لإيران، لذلك فهو صراع ينعكس على الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي في العراق".
أضاف الوزان في تصريحات لـ"العرب مباشر": العراق يشهد انشقاقات بين القوى السياسية هي أيضا تمثل رغبات (أميركية- إيرانية) وهناك تطرف كبير من بعض الكتل الموالية لإيران مثل الفتح التي يقودها الهادي العامري، وكتلة عمار الحكيم وعصائب أهل الحق، وثرايا ميليشيات أخرى تتشدد في تمثيل رغبات إيران، والمتمثلة في إبعاد الزرفي الذي يتهم بأنه يمثل رغبات أميركية وبدوره سيطيح بحكم الميليشيات الإيرانية كونه كان مترجماً يعمل مع الأميركان ويحمل الجنسية الأميركية".
ونوه المحلل العراقي إلى أن الصراع سيكون صعباً للغاية، لأن "الزرفي" لا يتنازل بسهولة، قائلاً:" حيث إن أميركا وبعض الجهات ستدعمه، ولذلك بعض الأطراف ستتدخل لإزاحته وهذا يعني قرب تدخُّل أميركا وحصول سيناريو كبير داخل العراق يتمثل بتغيير النظام السياسي".