عشية القمة الخليجية.. هل يحضر تميم؟
تنطلق في المملكة العربية السعودية، غدا الثلاثاء، القمة الـ41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربي برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وبمشاركة قادة الدول الأعضاء بالمجلس.
وتعتبر القمة الخليجية التي تحتضنها المملكة العربية السعودية والتي ربطها أغلب المراقبين بملف إنهاء الأزمة التي تسببت فيها قطر والقائمة منذ حوالي ثلاث سنوات ونصف، قد لا تكون بالضرورة موعدا لإنهاء الأزمة بشكل فوري وكامل، بل مناسبة لبدء مسار أطول لإزالة العوائق، واختبار لنوايا قطر تجاه ملف المصالحة.
قمة استثنائية
وتستهل هذه الدورة العقد الخامس من مسيرة مجلس التعاون الخليجي والتي حققت العديد من المنجزات المهمة والراسخة بالعمل الخليجي المشترك الهادف إلى تحقيق طموحات وتطلعات أبناء دول مجلس التعاون كافة.
وتعقد الآمال على هذه القمة في استكمال عديد الملفات التي تمت مناقشتها وعلى رأسها رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمستقبل دول مجلس التعاون لتعزيز التعاون واستكمال منظومة التكامل الخليجي.
مؤشر المصالحة يتمثل في حضور تميم
فيما قال الدكتور سيد مجاهد، الباحث في الشؤون العربية، إن المؤشر الحقيقي للتوصل إلى مصالحة بين قطر ودول الرباعي العربي، هو مستوى التمثيل القطري في قمة مجلس التعاون الخليجي المرتقبة، مشيرا إلى أن حضور أمير قطر سيشكل مؤشرا على حدوث التقارب أو عدمه.
وأضاف: "تعزيز الحوار الشامل مع الدوحة سيحتاج إلى بعض الوقت، بالرغم من أن قطر حتى الآن لم تلتزم مبدئيا وتظهر حسن النية من أجل الحوار".
وتابع: "النظام القطري يريد أن يظهر بدور الضحية على الرغم من أن الحقيقة غير ذلك، ويجب على الدوحة تغيير عقليتها تجاه دول مجلس التعاون الخليجي".
وأكد أن المؤشر الحقيقي سيكون مستوى التمثيل القطري في قمة مجلس التعاون الخليجي، وسيشكل حضور أمير قطر مؤشرا على حدوث تقارب.
من جانبه قال خليل الخليل، المحلل السياسي السعودي، إن على قطر استغلال الفرصة من أجل العودة إلى الصف الخليجي والعربي بشكل عام، لاسيما وأن جميع الظروف مهيأة أمامها، مشيرا إلى أن النظام القطري يعلم جيدا الأسباب التي جعلت الرباعي العربي يلجأ للمقاطعة، وعلى الدوحة التأكد من أنها هي التي تستطيع حل هذه الأزمة التي تمر بها منذ سنوات.
وأضاف الخليل: "من المتوقع أن تنتهي المقاطعة بشكل كلي أو جزئي لاسيما وأن القمة الخليجية تأتي هذا العام في ظروف استثنائية".
وتابع: "كان من المفترض أن تكف قطر عن الممارسات التي تقوم بها ضد دول الرباعي وتحديدا قبيل القمة الخليجية، حيث سخرت وسائل إعلامها واللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي لتبرير انصرافها عن محيطها الخليجي والعربي، بل ومهاجمة الرباعي العربي".
الوساطة الكويتية
وما يعزز هذا التوجه تأكيد وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الذي تقود بلاده جهود وساطة بين قطر والرباعي العربي، أن جميع الأطراف أعربوا عن حرصهم على التوصل إلى "اتفاق نهائي" خلال "مناقشات مثمرة" شاركت فيها الولايات المتحدة مؤخرا.
ومنذ أيام وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي، بحسب ما أعلن المجلس في بيان، وسط جهود لحل الأزمة الخليجية.
وقال بيان صادر عن المجلس: إن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف "سلم دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر للمشاركة في الدورة الواحدة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية".