فيسال فيليز.. مستشار السفارة التركية بدرجة خبير في تهريب المخدرات
في شكل جديد من أشكال استخدام السلطة في تركيا التي منحها رجب طيب أردوغان للمقربين منه أو ممن يعملون تحت ظلال حزبه العدالة والتنمية، وتمثلت آخر هذه النماذج في فيسال فيليز، المستشار الصحفي السابق للسفارة التركية لدى العاصمة البلجيكية بروكسل، الذي استغل طبيعة عمله والحصانة الدبلوماسية في تهريب 100 كيلوجرام من مخدر الهيروين.
تشويش على الفضيحة
على ما يبدو أنها لم تكن السابقة الأولى في سجل فيسال فيليز، الذي لجأت أسرته إلى التشويش على الفضيحة من خلال اتهام حركة الخدمة بتدبير مؤامرة ضده، وهو الاتهام الشائع لدى نظام أردوغان للدفاع عن ركائزه خلال السنوات الأخيرة وتحديدا منذ صعود أردوغان لسدة الحكم في تركيا.
طمس للحقائق
تقارير إعلامية كشفت بعد أسبوعين من حدوث واقعة التهريب أن فرق الجمارك في معبر هامزابيلي البلغاري ألقت القبض على فيسال فيليز في 9 ديسمبر الجاري، أثناء عبوره من تركيا إلى بلغاريا وبحوزته 100 كيلوجرام من الهيروين، لكن فرضت السرية على الحادثة؛ خوفاً من إثارة ضجة إعلامية كبيرة في تركيا.
مهرب محترف ومدعٍّ للأكاذيب
عثرت قوات الجمارك البلغارية على 100 كيلوجرام من الهيروين بجزء سري في صندوق سيارة فيليز، غير أنه زعم أن هذه المواد المخدرة، التي تقدر قيمتها بـ5 ملايين يورو، لا تخصه.
وأكد فاتح فيليز، نجل فيسيل فيليز، وجود هيروين في السيارة واعتقال والده، مشيرا إلى أنه خلال وقت قصير ستظهر براءة والده، على حد زعمه.
وكشف موقع "TR724" أن فيليز كان يوجه تهديدات للمنتمين إلى حركة الخدمة في بلجيكا من خلال حسابات سرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
"مؤامرة حركة الخدمة".. التبرير الرائج في نظام أردوغان
اتهام حركة الخدمة بتدبير مؤامرة ضد فيسال فيليز بعد القبض عليه وبحوزته 100 كيلوجرام من الهيروين، أعاد للأذهان مزاعم أردوغان بأن شرطيين تابعين لحركة الخدمة هم من وضعوا أربعة ملايين ونصف مليون دولار في منزل مدير بنك "خلق" الحكومي لاختلاق جريمة ضده تمهيدًا لاعتقاله مع مجموعة من المتهمين الآخرين في إطار تحقيقات الفساد والرشوة عام 2013، إلا أنه استرد تلك الأموال بفوائدها القانونية عقب إطلاق سراحه بعد سيطرة أردوغان على جهازي الأمن والقضاء.
وعلق الكاتب الصحفي التركي الشهير آدم ياوز أرسلان على توجيه أصابع الاتهام إلى حركة الخدمة بعد القبض على فيليز وهو يحمل في سيارته "الهيروين" قائلاً: "بعد القبض عليه مع الهيروين بدأ يتحدث عن تدبير مؤامرة ضده، هناك طريقة سهلة للتأكد والتثبت من مثل هذه الأشياء.. فإذا كان أحدهم يصرخ قائلاً: منظمة فتح الله جولن دبرت مؤامرة ضدي، دون مبرر، فاعلموا أنه غير أخلاقي وفاسد ولصّ، وتم القبض عليه وهو متلبس بالجريمة، ولا داعي للنظر إلى ملفه، كما هو الحال في القبض على المستشار الصحفي السابق للسفارة التركية في بروكسل".