من هي الأسيرة المحررة خالدة جرار.. أيقونة حقوق الإنسان الفلسطيني

من هي الأسيرة المحررة خالدة جرار.. أيقونة حقوق الإنسان الفلسطيني

من هي الأسيرة المحررة خالدة جرار.. أيقونة حقوق الإنسان الفلسطيني
خالدة جرار

خالدة جرار، الاسم الذي أصبح مرادفًا للصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، خرجت إلى الحرية بعد سنوات من الأسر ومعاناة لا يمكن وصفها. 

برزت جرار، المحررة حديثًا ضمن المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، كوجه بارز للمرأة الفلسطينية المقاومة، حاملةً معها قصة النضال والحرمان التي عاشتها مع مئات الأسرى الفلسطينيين. 

صدمة الفارق في ملامحها بين صورتين تفصل بينهما عام واحد، فقط سلطت الضوء على حجم القسوة التي عاشتها في الزنازين الإسرائيلية.

لكن من هي خالدة جرار؟ وكيف أصبحت أيقونة للصمود وحقوق الإنسان؟ التقرير التالي يسرد مسيرتها النضالية وحكايتها الملهمة التي تمتد لعقود. 

*من هي خالدة جرار؟*


خالدة جرار، ولدت في نابلس عام 1963، هي ناشطة فلسطينية وعضو بارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورئيسة لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني. 

عرف عنها التزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان والمعتقلين الفلسطينيين، حيث شغلت منصب مديرة لمؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان بين عامي 1993 و2005، وقدمت العديد من الأبحاث حول الانتهاكات الإسرائيلية. 

على الصعيد الشخصي، كانت حياتها مليئة بالتحديات؛ فهي زوجة غسان جرار، الناشط السياسي السابق الذي اعتقل عشرات المرات، وأم لثلاثة أبناء.

تعرضت خالدة لواحدة من أصعب المحن بفقدانها ابنتها سهى عام 2021 وابنها وديع عام 2024، بينما كانت قيد الاعتقال، وحُرمت من وداعهما. 

*الاعتقال المتكرر والاتهامات الجائرة* 


خالدة جرار لم تكن أسيرة عادية؛ فقد تعرضت للاعتقال المتكرر دون تهم واضحة أو محاكمة عادلة. بدأت مسيرتها مع الاعتقالات عام 1989 إثر مشاركتها في مظاهرة نسائية بمناسبة يوم المرأة العالمي.

ومنذ ذلك الحين، واجهت سلسلة من المضايقات الإسرائيلية، بدءًا من منعها من السفر عام 1998 إلى محاولات طردها من منزلها في رام الله عام 2014. 

في عام 2015، اعتقلت جرار وحُكم عليها بالسجن 15 شهرًا بتهم "التحريض"، وأفرج عنها في 2016.

أما اعتقالها الأطول فكان بين عامي 2017 و2019، حيث وُجهت إليها تهم تتعلق بـ"الأمن القومي"، وعقب اندلاع الحرب في 2023، أعيد اعتقالها مرة أخرى في ظروف أكثر قسوة. 

*ظروف الاحتجاز اللاإنسانية* 


داخل سجن دامون الإسرائيلي، عاشت خالدة جرار ظروفًا قاسية وصفتها منظمات حقوق الإنسان بأنها "غير آدمية".

وُضعت في زنزانة انفرادية صغيرة سيئة التهوية، بلا نوافذ، ويفتقر المكان لأبسط مقومات الحياة. كانت الزنزانة تحتوي على سرير خرسان ومرحاض فقط، ما اضطرها للاستلقاء بالقرب من الباب للحصول على الحد الأدنى من الأكسجين.

عانت جرار من اختناق متكرر وطلبت عبر محاميها تحسين ظروفها، لكن طلباتها قوبلت بالتجاهل. ومع ذلك، صمدت، لتصبح رمزًا للثبات الفلسطيني في مواجهة التعذيب والحرمان. 

*إطلاق سراحها في 19 يناير 2025* 


في إطار المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، أُفرج عن خالدة جرار إلى جانب عشرات الأسرى الفلسطينيين. 

لحظة الإفراج عنها كانت مؤثرة، حيث ظهرت بشعر أبيض بالكامل وملامح تعكس سنوات طويلة من المعاناة. وعلى الرغم من ذلك، استقبلت جرار الحرية برأس مرفوع، مؤكدةً أن الأسرى الفلسطينيين ما يزالون صامدين، مهما كانت التضحيات. 

خالدة جرار ليست مجرد اسم في قائمة طويلة من الأسرى؛ إنها قصة نضال وصمود وتجسيد لمعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.