ثورة المنطق السليم.. ترامب يتعهد بإعادة تشكيل أمريكا في خطابه الأول بعد التنصيب
ثورة المنطق السليم.. ترامب يتعهد بإعادة تشكيل أمريكا في خطابه الأول بعد التنصيب
وسط أجواء تاريخية ومشحونة، من المتوقع أن يلقي الرئيس الأمركي دونالد ترامب خطاب تنصيبه، الذي وصفه بـ"ثورة المنطق السليم"، حيث تعهد بإطلاق عصر جديد من النجاح الوطني.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن هذا الخطاب يأتي بعد عودة غير مسبوقة لترامب إلى البيت الأبيض، وهو يستعد لتنفيذ أجندة طموحة تشمل عمليات ترحيل جماعية، فرض تعريفات جمركية مرتفعة، وتقليص حجم الحكومة الفيدرالية.
خطاب مليئ بالتفاؤل
وفقًا لما ورد في نص الخطاب الذي حصلت عليه صحيفة "وول ستريت جورنال"، سيقول ترامب: "أعود إلى الرئاسة واثقًا ومتفائلًا بأننا في بداية عصر مثير من النجاح الوطني. موجة من التغيير تجتاح البلاد".
ويضيف: "رسالتي للأمريكيين اليوم هي أنه حان الوقت لأن نتصرف بشجاعة وقوة وحيوية حضارتنا العظيمة".
وعلى عكس خطابه الأول في عام 2017، الذي أشار فيه إلى "المذبحة الأمريكية"، صُمم خطاب ترامب الجديد ليكون أكثر تفاؤلاً، حسبما أفاد المطلعون على إعداد الخطاب، رغم أن ترامب معروف بانحرافه عن النصوص المكتوبة.
جدول أعمال مزدحم
وتضمن اليوم الأول لترامب توقيع عدة أوامر تنفيذية في مبنى الكابيتول، حيث ركزت الأوامر على قضايا الهجرة، أمن الحدود، وإنتاج الطاقة.
كما أعلن عن خطط لزيارة الولايات لتسليط الضوء على هذه الإجراءات، مع خطط إضافية لتقليص البرامج الفيدرالية المتعلقة بالتنوع.
وأشار ترامب إلى عزمه إصدار أمر تنفيذي لإعادة تطبيق "تيك توك" مع منح مهلة لإعادة هيكلة ملكيته الصينية أو إغلاقه في الولايات المتحدة.
ونُقل حفل التنصيب إلى داخل مبنى الكابيتول بسبب انخفاض درجات الحرارة، وهي المرة الأولى منذ تنصيب رونالد ريغان الثاني عام 1985.
ورغم أن العاصمة واشنطن كانت محصنة بحواجز أمنية مكثفة، إلا أن التوقعات بحدوث احتجاجات واسعة كانت منخفضة، في دلالة على انخفاض المعارضة العامة لترامب بعد فوزه الكبير في الانتخابات الأخيرة.
وشهدت شوارع واشنطن احتفالات واسعة من أنصاره الذين توافدوا بالآلاف. وتزينت الفنادق والمطاعم بالزائرين، فيما جاب سائقو الدراجات البخارية أرجاء المدينة وهم يشغلون أغنية ترامب غير الرسمية "Y.M.C.A".
تحالفات جديدة
ويحظى ترامب الآن بدعم موحد من الحزب الجمهوري، الذي يسيطر بفارق ضئيل على مجلسي النواب والشيوخ. كما وسّع قاعدة الحزب خلال حملته الانتخابية، مكتسبًا دعم المزيد من الناخبين من الطبقة العاملة والأقليات العرقية بفضل رسالته الاقتصادية.
ورغم وعوده الطموحة بخفض أسعار الغذاء سريعًا وإنهاء الحرب في أوكرانيا، فقد تراجع ترامب عن بعض تصريحاته السابقة لتكون أكثر واقعية. وتعهد إيلون ماسك، الذي سيتولى رئاسة لجنة استشارية جديدة، بمراجعة خطط تقليص حجم الحكومة.
ويحضر مراسم التنصيب العديد من الشخصيات البارزة، من بينهم الرئيس السابق جو بايدن، والرؤساء السابقون باراك أوباما، جورج بوش، وبيل كلينتون، ومن المقرر أيضًا حضور رجال أعمال مؤثرين، مثل إيلون ماسك، جيف بيزوس، ومارك زوكربيرغ؛ مما يعكس محاولات لتحسين العلاقات مع إدارة ترامب الجديدة.
ومع ذلك، تغيب السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما عن الحفل، في إشارة إلى استمرار التوترات مع ترامب، الذي وجه انتقادات عديدة لها ولزوجها الرئيس الأسبق باراك أوباما.