ماذا وراء شراء قطر للمقاتلات الأميركية "أف ٣٥"؟
لا تعد قطر دولة ذات سيادة مستقلة، فكافة قراراتها وتوجهاتها وسياساتها الخارجية تعتمد بشكل كبير على تركيا وأجندة الرئيس "رجب طيب أردوغان" الذي حوّل تميم لخزينة متنقلة، ووسيلة لتحقيق طموحاته العثمانية، فبعد كل لقاء له مع تميم تخرج قطر بقرارات جديدة آخِرها طلب شراء مقاتلات "أف ٣٥" الأميركية التي طُردت تركيا من برنامجها وتم حظر بيعها إليها.
تميم يطلب المقاتلات الأميركية بعد حظر بيعها لتركيا
وأفادت تقارير أميركية أن الحكومة القطرية طلبت من البنتاغون شراء عدد من الطائرات المقاتلة من طراز " F-35"، وفقًا لما أورده موقع "ذا هيل" الأميركي.
وقالت مصادر متعددة مطلعة على الصفقة لرويترز: إن الحكومة القطرية قدمت رسميًا طلبًا لشراء عدة مقاتلات من طراز " F-35" ، على الرغم من أنه لم يتضح مدى تم تقديم هذا الاقتراح ولكن يبدو أنه تم منذ فترة قصيرة للغاية كما لم يتم الكشف عن عدد الطائرات التي تسعى البلاد لشرائها.
وقال أحد المصادر لرويترز: إن الاقتراح لم يتضمن بندًا يشير إلى أن قطر ستنضم إلى اتفاقات أبراهام التي تم التوصل إليها بوساطة أميركية ، وهي اتفاقية تاريخية وقعتها إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من هذا العام لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وأكد مصدر أميركي مطلع أنه كان أجلت الموافقة على الصفقة ويجب على قطر إبرام اتفاقية سلام مع إسرائيل في البداية.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الكشف عن تفاصيل الاقتراح، وقالت الوزارة: "كسياسة ، لا تؤكد الولايات المتحدة أو تعلق على مبيعات الدفاع أو التحويلات المقترحة حتى يتم إخطارها رسميًا إلى الكونغرس."
أسباب زيارات أردوغان المتعددة للدوحة
وفي السياق نفسه، أكد موقع "المونيتور" الأميركي، أن أردوغان وصل إلى قطر في زيارة تستمر لمدة يوم واحد فقط للقاء تميم بن حمد آل ثاني.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية الحكومية أن أردوغان عقد خلال رحلته التي استغرقت يومًا واحدًا إلى الدولة الخليجية الصغيرة ، اجتماعًا مغلقًا مع أمير قطر في قصره البحري في العاصمة الدوحة.
وقال سفير قطر لدى تركيا "سالم بن مبارك الشافي" للمصادر: "نعتقد أن الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى بين قطر وتركيا مهمة وضرورية للغاية".
وتابع "تحافظ مثل هذه الزيارات على الزخم في العلاقات الثنائية وتساعد على التشاور والتنسيق بشكل أفضل بشأن التغييرات السريعة والقضايا الإقليمية والدولية".
وأكد الموقع أن تركيا تُعَد من أقرب حلفاء قطر في المنطقة منذ أن فرضت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية لقطر في يونيو 2017. وتتهم الدول الثلاث قطر بدعم الإرهاب ، وهو ما تنفيه الدوحة.
ويتمركز آلاف الجنود الأتراك في قاعدة أنقرة العسكرية في قطر. وطالبت ما تسمى بـ "اللجنة الرباعية لمكافحة الإرهاب" بإغلاقها كشرط لرفع الحصار.
كما أن تركيا وقطر على نفس الجانب من الصراع في ليبيا، حيث تدعم كل منهما الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.
وتوجه أردوغان لقطر ٣ مرات خلال الأشهر الأخيرة مما أثار التساؤلات حول سر هذه الزيارة.
وأكد مراقبون أن أردوغان التقى تميم يوم 20 يونيو ثم بعدها بشهر التقاه مرة أخرى في الدوحة، في ذروة انتشار فيروس كورونا، وتردي الأوضاع الاقتصادية التركية، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول أهداف الزيارات التي لا تنقطع.
وتابع المراقبون أن الهدف من الزيارة قد يكون ماليًا من أجل إنقاذ الاقتصاد التركي المتأزم أو دعم عمليات تركيا العسكرية جنوب القوقاز أو الحصول على المقاتلات الأميركية المحظور بيعها إلى تركيا عن طريق قطر.