مرض خطير أم تورطت قطر بقتله.. ما حقيقة وفاة أيمن الظواهري؟
على مدار الأسبوع الماضي، جذب تنظيم "القاعدة" الإرهابي الأنظار في العالم بشدة، ولكن هذه المرة ليس بسبب جرائمه، وإنما للتناقضات العديدة بين الأخبار والتقارير بشأن اختفاء زعيمه أيمن الظواهري.
وفاة الظواهري
السبت الماضي، ظهر لأول مرة بالأخبار نبأ وفاة الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة في قطر، منذ شهر، وسط تكتم إعلامي، بينما نشرت صحف أخرى وفاته في إيران، بينما أكدت أخرى أنه ما زال على قيد الحياة، ووسط ذلك اللغط الضخم، لم تصدر أي جهة تأكيداً أو نفياً عن ذلك الأمر.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت حسابات تابعة لعناصر قاعدية، ومن بينهم "حراس الدين"، من أذرع القاعدة في سوريا، في تدوينات نشرتها على منصات التواصل الاجتماعي أن زعيم التنظيم الإرهابي توفي، لانقطاع اتصالاته، حيث كانت آخر تعليماته هي تجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع هيئة "تحرير الشام" في سوريا.
وقالت تلك الحسابات: إن الظواهري، الذي خلف بن لادن منذ العام 2011، توفي إثر إصابته بسرطان الكبد.
وتعتبر تلك ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها أنباء تفيد بمقتل شخصيات بارزة في التنظيم.
تصفية جسدية؟
وفي ظل ذلك التضارب الضخم، رجحت ريتا كاتز، مديرة مجموعة "سايت" للاستخبارات، أن الظواهري تمت تصفيته جسدياً في قطر منذ حوالي شهر، مشيرة إلى أن تلك الشائعات لم يتم التحقق منها إلى الآن.
وأبدت كاتز تعجبها من التجاهل التام من قبل تنظيم القاعدة وقطر، وعدم الوضوح بشأن مكان الظواهري، وهو ما اعتبرته أمراً مثيراً للتعجب ويجب تحليله، لافتة إلى أنه من المعتاد من الطرفين عدم نشر أخبار وتأكيدات عن مقتل قادتها بطريقة مناسبة، ولكن ذلك يشير إلى أن توقيت الإعلان عن الوفاة له أبعاد سياسية وحسابات أخرى.
ولذلك، رجحت أنه من المحتمل أن تكون الدوحة أصدرت أوامر بتصفية الظواهري، لمنع إفشاء العديد من الأسرار بين الدوحة والقاعدة، وفقاً لتاريخ دعم قطر للتنظيم، وطرحت سؤالاً: "هل تتستر الدوحة على مقتل الظواهري؟".
بينما يتنافى ذلك مع ما تداولته مواقع أميركية، بأن وفاة الظواهري ترجع إلى إصابته بسرطان الكبد، وتعرضه لوعكة صحية شديدة على مدار أسابيع طويلة، حيث إنه في 2 أغسطس 2019، أشارت إلى أن الظواهري لديه "شكوى قلبية"، وأنه كان يعاني من مرض خطير.
القاعدة وطالبان
ومن المعروف أن القاعدة تتجنب نشر أي أخبار بشأن مقتل قادتها، وهو ما تكرر عند مقتل حمزة نجل أسامة بن لادن الذي صفته أميركا، بالإضافة لآدم جادان عام 2015، الذي استغرق 5 أشهر للاعتراف بوفاته، بينما يعتبر خبر وفاة الظواهري هام للغاية حالياً بالنسبة لأفغانستان التي تجري حالياً محادثات السلام مع حركة طالبان، التي ترتبط بدورها بعلاقات وثيقة مع القاعدة.
وكان الظواهري يعتبر أن علاقاته مع طالبان أحد أهم انتصاراته بالتنظيم، كونه تجنب فيها الضغوط العسكرية الدولية والأميركية الهائلة لقطع العلاقات، كما أنه مؤخراً تفاوض مع الحركة لاستمرار الدعم في محادثات السلام الذي بزغ للنور في فبراير 2020، رغم عدم الحد من عمليات الجماعة في أفغانستان.
وتمول قطر تنظيم القاعدة وحركة طالبان، منذ 2006، بمختلف المجالات خاصة من خلال نقل عشرات ملايين الدولارات، في ذلك الوقت، لذلك توسعوا داخل أفغانستان.
ومن المنتظر أن يواجه زعيم القاعدة الجديد تحديات بالغة الخطورة في الفترة المقبلة، أولها عدم وجود شخصية محددة لذلك المنصب، بجانب ضرورة الموازنة بين ما يعتقده الكثيرون في التنظيم الإرهابي بأنه حتمية الإرهاب العابر للحدود في الغرب، وتكاليف جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفاؤها.