نقطة انطلاق وفرصة أخيرة.. COP28 في الإمارات أمل العالم الحاسم للتحوُّل للطاقة النظيفة
تعد COP28 في الإمارات أمل العالم الحاسم للتحول للطاقة النظيفة
يستخدم العالم اليوم ما يقرب من 100 مليون طن من الهيدروجين كمادة وسيطة لإنتاج الكيماويات والأسمدة في جميع أنحاء العالم، المشكلة في هذا أن ما يسمى بالهيدروجين الرمادي ينتج من الوقود الأحفوري، حيث يرتبط حوالي مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام بإنتاج الهيدروجين هذا، أي ما يعادل 2٪ تقريبًا من الانبعاثات العالمية، وتعد قمة المناخ COP28 في الإمارات هي انطلاقة لهذه المبادرات وفرصة حاسمة للعالم لاستبدال الوقود الأحفوري.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإنه مع تزايد الطلب على الهيدروجين إلى ستة أضعاف في العقود المقبلة ، يتفق الجميع على أن إنتاج الهيدروجين الرمادي يجب أن يتوقف.
COP28 والهيدروجين النظيف
وتابعت الصحيفة أنه من الممكن إنتاج الهيدروجين باستخدام القليل من الانبعاثات أو بدون انبعاثات، حيث يمكن بعد ذلك استخدام هذا الهيدروجين كبديل للوقود الأحفوري في الصناعات الأخرى شديدة التلوث مثل صناعة الصلب أو الشحن أو الطيران ولكن فكرة الهيدروجين "النظيف" أو "منخفض الكربون" أصبحت موجودة في كل مكان وهي نص فرعي للترويج للهيدروجين المشتق من الوقود الأحفوري مع انبعاثات لا تزال مرتفعة للغاية بحيث يتعذر على كوكبنا التعامل معها.
وأضافت أنه في هذا السيناريو ، يتم استبدال الهيدروجين الرمادي بالهيدروجين الأزرق، ما يعني أنه يتم التقاط وتخزين انبعاثات الكربون من الغاز أو الفحم المستخدم في تصنيعه، وفي الوقت الحالي لا يوجد الكثير من الهيدروجين الأزرق، فهو مكلف ولا يلتقط ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون ولا يقلل بدرجة كافية من تسرب الميثان شديد التلوث، ما لم يتم الالتزام بمتطلبات الحد من الانبعاثات الصارمة، فلن يكون لها مكان في مستقبل الطاقة النظيفة، وهو ما يعول عليه كثيرًا في قمة المناخ المقبلة COP28 التي تنطلق في الإمارات خلال شهر نوفمبر المقبل، خصوصًا أن الإمارات من أكثر دول العالم الداعمة للتحول إلى الطاقة النظيفة والتخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري.
بدائل للهيدروجين
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن هناك بديلا للهيدروجين القائم على الوقود الأحفوري، وهو هيدروجين أخضر كهربائي متجدد ، يتم إنتاجه باستخدام المياه والكهرباء المتجددة، باستخدام الرياح أو الشمس أو الطاقة الكهرومائية لإنتاج الهيدروجين، يتم إنشاء سلسلة إمداد للطاقة بانبعاثات منخفضة للغاية، يضع معيار الهيدروجين الأخضر حدًا أعلى يبلغ 1 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوغرام من الهيدروجين المنتج، وتهدف الخطة إلى خفض هذا الحد بشكل أكبر. يوفر الهيدروجين الأخضر أيضًا مزايا أمان الطاقة واستقرار الأسعار للمستهلكين.
وتابعت أن قمة المناخ المقبلة في الإمارات ستكون لحظة فاصلة في مكافحة كارثة المناخ، ستكون الإجراءات حاسمة، وكذلك الحاجة إلى بناء المصداقية والثقة في المسارات المتوافقة بخفض درجة حرارة العالم، تقول الوكالة الدولية للطاقة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة والأبطال رفيعي المستوى في الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ إن طرق إنتاج الهيدروجين "ستحتاج إلى تحقيق كثافة منخفضة الكربون يمكن التحقق منها والتي تتجه نحو الصفر بحلول عام 2030".
وأوضحت أنه في حين أن هذا البيان لا يرقى إلى حد وضع عتبة صارمة اليوم، إلا أنها دعوة واضحة لثاني أكسيد الكربون والانبعاثات المكافئة من إنتاج الهيدروجين للوصول إلى ما يقرب من الصفر بحلول نهاية العقد، وإذا أراد أنصار الهيدروجين الأزرق أن يكونوا جزءًا من الحل، فعليهم أن يقفوا وراء هذا البيان.
وأشارت إلى أنه إذا كان الهيدروجين الأزرق يلبي هذا المعيار العالي، فإن له دورا يلعبه، وتدعي شركة Equinor النرويجية أنها تستطيع إنتاج الهيدروجين الأزرق باستخدام 0.6 كجم فقط من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوغرام من الهيدروجين في ظل ظروف معينة ولكن هذا يحتاج إلى إثبات في العالم الحقيقي.
وأفادت الصحيفة بأن القمة الإماراتية للمناخ هي فرصة للعالم من أجل التجمع خلف كل الهيدروجين الذي يتجه نحو انبعاثات قريبة من الصفر بحلول عام 2030.