احتمالات عودة داعش لسوريا والعراق في تزايُد.. ما التفاصيل؟
تتزايد احتمالات عودة داعش لسوريا والعراق
شهدت الأيام الماضية تصاعدا في هجمات داعش داخل العراق أبرزها هجومان في محافظتي كركوك وديالى، وُصفا بأنهما الأكثر دموية خلال العام الحالي، حيث راح ضحيتهما أكثر من 30 مدنيا وعسكريا ما بين قتيل ومصاب، وتسعى الحكومة العراقية إلى وضع آليات جديدة لمواجهة خطر عودة التنظيم الأخطر في الشرق الأوسط.
تحرك حكومي
من جانبه، أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، جملة توجيهات وتعليمات للقادة الأمنيين على خلفية سلسلة الهجمات الأخيرة لتنظيم داعش الإرهابي في ديالى وكركوك وغيرهما من مناطق، وكشف المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، أن السوداني ترأس اجتماعا أمنيا رفيعا ضمّ رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وعددا من كبار القادة الأمنيين والعسكريين من مختلف صنوف القوات الأمنية، وخصص الاجتماع "لمناقشة التطورات الأمنية الأخيرة في محافظتي كركوك وديالى، اللتين شهدتا هجومين إرهابيين أديا إلى استشهاد وإصابة عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية والمدنيين"، وأكد القائد العام للقوات المسلحة أن ما حدث لن يمر من دون أن ينال المرتكبين جزاؤهم موجها "القادة العسكريين بإعادة إجراء تقييم شامل للخطط الموضوعة، وتغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الإرهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر داعش الإرهابية، وتحد من حركتهم"، كذلك وجه القائد العام للقوات المسلحة "بضرورة التنسيق العالي بين الأجهزة الاستخبارية، والتأهب العالي، والقيام بعمليات نوعية واستباقية ضد العدو أينما تواجد".
تحذير دولي
من جانبه، حذر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من تزايد التهديد الإرهابي من تنظيم الدولة الإسلامية وتزايد احتمال عودته بسبب التدفق الأخير للأسلحة والمعدات، كما حذر البيان من تنوع مصادر التمويل للتنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن خطر الإرهاب قد تزايد وأصبح أكثر انتشارا في أنحاء مختلفة من العالم بمساعدة التقنيات الجديدة وأدان تدفق الأسلحة والمعدات العسكرية والطائرات بدون طيار والمتفجرات إلى تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، وتنظيم القاعدة وفروعه، معربًا عن قلقه العميق من قيام الإرهابيين بجمع الأموال وتحويلها بطرق مختلفة بما في ذلك استخدام الشركات والمنظمات غير الهادفة للربح ، والاختطاف مقابل فدية، والاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة.
مخططات داعش
في السياق ذاته، يرى مهادي جاسم، المحلل السياسي العراقي، أن وقوع تلك العمليات الإرهابية يعود لتهاون بعض القطاعات العسكرية والتقليل من خطورة داعش بعد انهياره في 2017، خاصة أن التنظيم الإرهابي يبحث عن ثغرات للعودة في محافظات العراق.
وأضاف جاسم في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن الأجهزة الأمنية عليها أن تستبق مخططات داعش وتوسع دائرة العمليات الاستباقية والاستخباراتية والعسكرية ضد أماكن تمركز التنظيم الإرهابية وتشديد المراقبة بحثًا عن خلاياه النائمة في المناطق التي لا يزال يملك فيها التنظيم الإرهابي نفوذًا.
وأضاف جاسم: التنظيم الإرهابي يسعى للعودة من خلال مجموعات مسلحة صغيرة ليسيطر على الأراضي، وهو ما يصعب عمليات التطهير، وهو ما أكده خبراء مكافحة الإرهاب حول العالم، حيث أشاروا إلى أن التنظيم يتحرك وفق خطة لتحرير تابعيه من السجون في سوريا والعراق، وتحديدًا في الشمال السوري مستغلاً التحركات التركية في المنطقة.