هدنة تحت التهديد.. مطالب بوتين تعيد إشعال التوتر في حرب أوكرانيا

هدنة تحت التهديد.. مطالب بوتين تعيد إشعال التوتر في حرب أوكرانيا

هدنة تحت التهديد.. مطالب بوتين تعيد إشعال التوتر في حرب أوكرانيا
بوتين

أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تساؤلات عديدة وطرح مطالب صعبة بشأن مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في الحرب الأوكرانية، رغم إعلانه تأييده المبدئي للهدنة، وفقًا لما نقلته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وخلال مؤتمر صحفي، صرّح بوتين بأن موسكو توافق على وقف الأعمال العدائية، لكنه شدد على أن وقف إطلاق النار يجب أن يهدف إلى تحقيق سلام دائم ومعالجة جذور الأزمة. وأضاف أن الحكومة الأوكرانية الحالية تُعد جزءًا من المشكلة الأساسية، وفقًا لما كرره الكرملين مرارًا.

ومنذ بداية النزاع، طالبت روسيا بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، إضافةً إلى سحب الحلف لنفوذه العسكري من أوروبا الشرقية والوسطى، وهي مطالب رفضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، معتبرين إياها محاولة واضحة للسيطرة على الأراضي.

مطالب جديدة من بوتين

اشترط بوتين وقف تعبئة القوات الأوكرانية وإيقاف تدريبات الجيش الأوكراني، بالإضافة إلى وقف إمدادات الأسلحة إلى كييف خلال الهدنة، مشيرًا إلى أن القوات الروسية تتقدم في جميع مناطق المواجهة تقريبًا.

ورغم إشادته بالمقترح الأمريكي للهدنة ووصفه إياه بأنه “رائع وصحيح”، أضاف بوتين أن هناك العديد من التفاصيل التي تحتاج إلى مناقشة، مشيرًا إلى أنه “ربما” سيتصل بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

اجتماع بين بوتين والمبعوث الأمريكي

جاءت تصريحات بوتين بعد وصول المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى موسكو لإطلاع المسؤولين الروس على خطة السلام. وكانت أوكرانيا قد وافقت على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، يشمل جميع جبهات القتال، وذلك بعد محادثات أجرتها مع نظرائها الأمريكيين في السعودية.

وفي لقاء امتد لساعات حتى صباح اليوم الجمعة، التقى ويتكوف مع بوتين، وفقًا لمسؤولين من إدارة ترامب. ولم يتم الكشف عن تفاصيل الاجتماع، لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، أعرب عن تفاؤل حذر بشأن نتائجه.

رسائل بين بوتين وترامب

أكد الكرملين، اليوم الجمعة، أن بوتين أرسل “إشارات إضافية” إلى ترامب عبر ويتكوف. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن بوتين زوّد الجانب الأمريكي بمعلومات إضافية ونقل رسائل إلى ترامب حول تطورات الأزمة.

ردود فعل أوكرانية غاضبة

أثارت تصريحات بوتين ردود فعل غاضبة في كييف، حيث اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الروسي بمحاولة إطالة أمد المفاوضات بدلًا من رفض الاتفاق صراحةً.

وقال زيلينسكي: “بوتين بالطبع يخشى أن يقول للرئيس ترامب صراحةً إنه يريد استمرار هذه الحرب، وإنه يريد قتل الأوكرانيين”، واصفًا تصريحاته بأنها “مضللة للغاية”.

من جانبه، وصف ترامب رد بوتين بأنه “واعد لكنه غير كافٍ”، مضيفًا: “أود الاجتماع معهم أو التحدث إليه، لكن علينا إنهاء هذا الأمر بسرعة، فكل يوم يُقتل المزيد من المواطنين”.

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تناقش مع أوكرانيا حدود الأراضي التي سيتم الاحتفاظ بها أو خسارتها في أي اتفاق نهائي.

موقف الكرملين المتشدد

أثار بوتين عدة تساؤلات إضافية تكررت على لسان مسؤولين روس آخرين اتخذوا موقفًا أكثر تشددًا تجاه مقترح وقف إطلاق النار.

وتساءل بوتين عن مصير منطقة كورسك الروسية، حيث تسيطر أوكرانيا على بعض الأراضي هناك، وكيف سيتم التحقق من وقف إطلاق النار، وكيف ستستغل كييف الهدنة التي تستمر 30 يومًا.

وقال بوتين: “ماذا سنفعل مع هذه المنطقة في كورسك؟ إذا أوقفنا الأعمال العسكرية لمدة 30 يومًا، فهل يعني ذلك أن الجميع سيغادرونها دون قتال؟ هل يجب أن نطلق سراحهم بعد أن ارتكبوا العديد من الجرائم ضد المدنيين؟”

وفي الوقت نفسه، أعلن بوتين في تصريح سابق أن كورسك عادت تحت السيطرة الروسية بالكامل، وأن القوات الأوكرانية باتت “معزولة تمامًا”.

تشكيك روسي في مقترح الهدنة

صرّح مستشار الكرملين، يوري أوشاكوف، بأن موسكو لا ترغب في وقف إطلاق نار مؤقت، مؤكدًا أن ذلك سيسمح للجيش الأوكراني بإعادة تنظيم صفوفه.

وقال أوشاكوف إنه أوضح هذه النقطة لمستشار الأمن القومي الأمريكي، مايكل والتز، خلال اتصال هاتفي يوم الأربعاء.

وأضاف: “أوضحت موقفنا بأن هذا ليس أكثر من استراحة مؤقتة للقوات الأوكرانية ولا شيء أكثر من ذلك”، ما يُظهر تشكيك موسكو في جدوى المقترح الأمريكي.

ورغم ذلك، أكد بيسكوف أن تصريحات أوشاكوف لا تعني رفضًا رسميًا للمقترح الأمريكي، موضحًا أن موسكو تنتظر مزيدًا من التفاصيل قبل اتخاذ قرار نهائي.

موقف متشدد من الخارجية الروسية

اتخذت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، موقفًا أكثر حدة، إذ أكدت أن موسكو ترفض بشكل قاطع أي وجود عسكري أجنبي في أوكرانيا. 


وقالت زاخاروفا: “بالنسبة لنا، فإن نشر وحدات عسكرية أجنبية في أوكرانيا تحت أي علم، سواء كانت قوات أجنبية، قواعد عسكرية، أو عمليات حفظ سلام، هو أمر غير مقبول تمامًا”، مشددة على أن روسيا سترد “بكافة الوسائل المتاحة” في حال حدوث ذلك.

تقدم روسي في كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الخميس، أنها استعادت مدينة سودجا، أكبر مدينة كانت تحت السيطرة الأوكرانية في منطقة كورسك، وهو ما اعتُبر نصرًا رمزيًا لموسكو يعزز موقفها في المفاوضات، في وقت تتزايد فيه الضغوط على كييف لإنهاء الحرب عبر التفاوض.