حرب مشتعلة في إثيوبيا.. تيجراي تفرض سيطرتها على مدن إستراتيجية وتطرد قوات أديس أبابا

نجحت قوات تيجراي في طرد الجيش الأثيوبي من مدن استراتيجية

حرب مشتعلة في إثيوبيا.. تيجراي تفرض سيطرتها على مدن إستراتيجية وتطرد قوات أديس أبابا
آبي أحمد

تواصل جبهة تحرير تيجراي تقدمها على الأرض في شمال إثيوبيا، حيث تمكنت الجبهة من السيطرة على مدنية ديسي الإستراتيجية في إقليم أمهرة والقريبة من الطريق الرئيسي المؤدي إلى أديس أبابا، إضافة إلى السيطرة على مدينة كومبولتشا. 

قوات "تيجراي" تسيطر على مدن إستراتيجية

وكان المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، جيتاشو رضا، أكد أن المقاتلين أخرجوا قوات الحكومة من ديسي ويتجهون إلى بلدة كومبولتشا، مضيفا أن قوات تيجراي أسرت العديد من الجنود الإثيوبيين.

كما أعلن مقاتلو الجبهة، أن قوات الجيش الإثيوبي انسحبت أمام تقدمهم في إقليم أمهرة، ما أدى إلى إحكام سيطرتهم على بلدة "دسي" الإستراتيجية. وأكد المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، جيتاشو رضا، أن المقاتلين أخرجوا قوات الحكومة من دسي ويتجهون إلى بلدة كومبولتشا، حسبما نقلت "رويترز". 

قلق أميركي إزاء الصراع

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، عن قلقه بشأن تقارير حول الوضع واستمرار الصراع في إثيوبيا، إضافة إلى تقارير بشأن سيطرة جبهة تحرير تيجراي على بلدتين إثيوبيتين رئيسيتين هما ديسي وكومبولتشا.

وحسبما نقلت "رويترز"، قال الوزير الأميركي: "القتال المتواصل يطيل أمد الأزمة الإنسانية الخطيرة في شمالي إثيوبيا، مضيفًا أن "كافة الأطراف يجب أن توقف الأعمال العسكرية وتبدأ مفاوضات وقف إطلاق النار بدون شروط مسبقة".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعربت عن قلقها قبل يومين، بسبب اتساع نطاق القتال بين القوات الإثيوبية، وجبهة تحرير تيجراي، داعية الأخيرة إلى الانسحاب من ولايتي أمهرة وعفر اللتين حققت قواتها تقدما فيهما.

وكررت الخارجية الأميركية، في بيان لها "دعوتها إلى جبهة تحرير شعب تيجراي إلى الانسحاب من منطقتي أمهرة وعفر، بما في ذلك وقف تقدمها في مدينتي دسي وكومبولتشا ومحيطهما".

حرب تتسع

ومنذ عام شنت أديس أبابا، بقيادة أبي أحمد، حربًا على إقليم تيجراي، بدعوى الرد على هجمات شنتها الحركة على الجيش، إلا  أن دائرة الحرب اتسعت، وتحولت إلى حروب عرقية جانبية إلى جانب الحرب الواسعة، في حين تمكنت الجبهة من استعادة أراضيها من قبضة الحكومة الإثيوبية مجددًا بعد حرب راح ضحيتها مئات الآلاف من النازحين والمشردين.

وتتواصل المعارك في الإقليم رغم إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد انتصاره في تلك الحرب بعد أسابيع من اندلاعها، وهو ما تسبب في أزمة إنسانية مروعة وتهديد أكثر من 5.2 مليون شخص بنقص الاحتياجات الغذائية.

ومنذ عام تقريبًا، شنت القوات الاتحادية الإثيوبية حربًا على مواطني إقليم تيجراي في شمال البلاد، لتأديب الإقليم الذي أجرى انتخابات مركزية بعيدًا عن العاصمة أديس أبابا، فأسفرت الحرب بين القوات الإثيوبية وجبهة "تحرير شعب تيجراي" عن مقتل الآلاف، وإجبار أكثر من مليونَيْ إثيوبي من عرقية التيجراي على الفرار من ديارهم.

أزمة إنسانية

وأدت الحرب إلى وضع كارثي على المستوى الإنساني، فمنذ يوليو الماضي، لم تتمكن سوى 606 شاحنات من دخول إثيوبيا، لتقديم إمدادات إنسانية لغوث مواطني إقليم تيجراي، إلا أن جزءا صغيرا من تلك الشاحنات نفسها تمكن من دخول الإقليم بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الإثيوبية حول المنطقة. 

كذلك، لم يتمكن مسؤولو الأمم المتحدة من تقديم المساعدات الملحة لـ 5.2 مليون شخص يعيشون في ظل القصف والاشتباكات ونقص الغذاء، بما في ذلك 400 ألف شخص على الأقل يواجهون ظروف المجاعة، حسبما أفاد أحدث البيانات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

فيما تؤكد الأمم المتحدة أن إقليم تيجراي يحتاج إلى 100 شاحنة يوميًا، من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء، لافتًة إلى أن الحكومة الإثيوبية ما زالت تمنع دخول الإمدادات الطبية إلى المنطقة.

وحذرت الأمم المتحدة من "العوائق اللوجيستية والبيروقراطية، بما في ذلك التأخير الطويل في تخليص الإمدادات الإنسانية"، والنقص الحاد في الوقود، وتعرض السائقين للإيذاء كأسباب لتقييد المرور.

حرب أهلية 

وكانت شبكة "سي إن إن" الأميركية كشفت في تقرير لها عن أن إثيوبيا على شفا حرب أهلية شاملة، وحذرت من أن هذه الحرب ستضر بها وبالدول المحيطة
.
ووصفت الشبكة الأميركية الوضع في إثيوبيا بأنه صراع وحشي وعنف كارثي، خصوصا وأنه يؤثر على حياة الملايين، ويعرض الاستقرار في القرن الإفريقي للخطر.

وبحسب التقارير، فقد نزح مليونا شخص، ويواجه أكثر من 350 ألفًا آخرين خطر المجاعة، في حين يحتاج ملايين آخرون إلى مساعدات غذائية طارئة، إضافة إلى وضع يأس بعدما فرضت حكومة أديس أبابا، بقيادة أبي أحمد، حربًا وقتالاً طويلاً، وأغلقت طرق المساعدات الإنسانية.

انتهاكات وحشية

كما كشفت تقارير أممية ودولية عدة عن انتهاكات وحشية ارتكبتها القوات الإثيوبية بحق مواطنين إثيوبيين من عرقية التيجراي، بدءًا من عمليات القتل الجماعية، وصولاً إلى اغتصاب نساء وفتيات واعتبار المناطق المدنية امتدادًا لساحة المعركة.


وحسبما أوردت "سي إن إن"، قالت براميلا باتن، مسؤولة الأمم المتحدة العليا المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، في إبريل الماضي: إن "نساء وفتيات تيجراي يتعرضن للاعتداء الجنسي بقسوة بالغة".

ونشرت التقارير الإعلامية، العديد من شهادات المسعفين، والذين أكدوا أنهم أزالوا المسامير والحجارة من جثث الضحايا.