العزلة وضعف تركيا يدفعان أردوغان للتخلي عن الإخوان
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقرب إلي العرب وبدأ في التخلي عن جماعة الإخوان
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإصلاح علاقاته مع العرب، والتي تعد طريقه الوحيد لكسر عزلة تركيا المتزايدة، كما أن سياسته العدوانية مع الغرب كلفت بلاده الكثير من الخسائر وزادت من الأزمة الاقتصادية.
ومن أجل التقرب الي العرب يبدو أن أردوغان رضخ لمطالبهم وسيتخلى عن الإخوان، بعد أن أدرك أن دعمه للجماعة لن يحقق له طموحاته التوسعية بل جاء بنتيجة عكسية وتسبب في عزلة بلاده وفقدان قطاع عريض من شعبيته.
كسر العزلة
لقد أدركت تركيا أن خطر فقدان العلاقات بين الدول من أجل إرضاء "الإخوان" ليس في مصلحتها، لأنها وضعت نفسها في قفص محكم إقليميا ودوليا.
وبحسب صحيفة "جيورزاليم بوست" الإسرائيلية، فإنه لم يعد بإمكان تركيا المناورة وتحقيق مصالحها التجارية والاقتصادية في هذه البيئة المعادية التي صنعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتنعكس أخطاء السياسة التركية على مستوياتها التجارية ومصالحها الاقتصادية المهمة مع الدول العربية.
ويهدف سعي تركيا لإعادة التموضع الإقليمي بشكل أساسي إلى الخروج من المأزق الذي تعرضت له بفضل التدخلات العسكرية غير المبررة التي تتجاوز قدراتها وحدود قوتها الشاملة.
وتعد هذه طريقة لتحقيق هذا الهدف من خلال محاولة معالجة الخلافات التي أثرت على العلاقات العربية التركية - مع مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وتشارك دول أخرى في المنطقة، لا سيما السعودية والإمارات، تحفظات القاهرة على سلوك تركيا وتحالفاتها مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.
أردوغان خائن
وبحسب الصحيفة، فإن أردوغان عرف عنه التخلي عن حلفائه وأصدقائه السياسيين والحزبيين، يكفي أن أقرب حلفائه ورفاقه قد تحولوا إلى أعداء على الساحة السياسية والحزبية (خاصة عبد الله جول وأحمد داود أوغلو ، زملاؤه المؤسسون لحزب العدالة والتنمية)، هذا مظهر حقيقي لتوجهه ، حيث يرى المدافعون عنه نوعًا من البراغماتية.
ومن المؤكد أن النظام العالمي الحالي والجغرافيا السياسية في شكلها الحالي لم يعد يعترف بنموذج التحالف الإستراتيجي الكلاسيكي. حيث ظهرت نماذج جديدة من تطور التحالفات التكتيكية.
ويمكن أن يجمع هؤلاء الخصوم معًا على أساس القضايا والمصالح الإستراتيجية التي تجمع الدول معًا، قد يرى المرء تحالفًا بين دولتين في قضية واحدة، وخصومة بين تلك الدول نفسها في قضية أخرى، وما إلى ذلك، ومن الأمثلة على ذلك العلاقات المعقدة للغاية بين تركيا وإيران وروسيا.
وهناك اتفاق على قضايا مثل سوريا وخلافات عميقة على قضايا أخرى مثل العراق التي أشعلت الخلافات التركية الإيرانية وليبيا التي تسببت في أزمة بين تركيا وروسيا.
صحيح أن تركيا أردوغان تأخرت في اكتشاف أن ولاءها لـ «الإخوان» أصبح عبئاً ثقيلاً، ولم يعد رهان أنقرة على استخدام الجماعة كبيدق لمطاردة بعض الحكومات العربية المؤثرة مجزيًا.
وأصبحت خسائر أنقرة فادحة وغير مقبولة على الشعب التركي، وفقد المواطنون الاهتمام بسياسات أردوغان بمرور الوقت.
ويرجع ذلك إلى تراجع الأداء الاقتصادي الداخلي والسياسات التي أغرقت البلاد في صراعات خارجية وعزلة، ما أضر بسمعة تركيا في المجتمعات العربية خلال العقدين الماضيين ، لا سيما على المستوى الثقافي.
خسائر أردوغان
ودفعت هذه الخسائر أردوغان لمحاولة تحقيق وتأمين المصلحة الوطنية من خلال بوابات مختلفة منها التودد إلى مصر أو المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة.
ولكن المهم ليس ما يقال، ولكن ما يتم فعله، فتركيا تعمل على فك أسباب عزلتها الإقليمية، وتهيئة الظروف المناسبة وإزالة أسس الخلاف من أجل الانفتاح.
ويعد فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية التركية، هو الاختبار الحقيقي لأردوغان، وليس التصريحات، وإن كانت مهمة لمناخ جيد.
لقد فهم أردوغان أن مساحة تركيا للمناورة كانت محدودة ضد القوى الإقليمية العربية التي كان يعتقد أنه يمكن الضغط عليها بسهولة والتأثير عليها لتحقيق أهداف حزبه وميوله ، وليس مصالح الدولة التركية.