بعد قضية اغتصاب مكسيكية.. حقوقيون: قطر غير آمنة للنساء
أكد حقوقيون بعد قضية اغتصاب مكسيكية ان قطر غير آمنة للنساء
تواجه قطر موجة غضب دولية وحقوقية كبيرة بعد حادث اغتصاب مسؤولة مكسيكية في ملف تنظيم كأس العالم التي ستقام نهاية العام الجاري، وبدلا من توجيه أي اتهامات للجاني، وجهت قطر تهم ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج للضحية، ومهددة بالحكم عليها بالجلد 100 جلدة والسجن لمدة 3 سنوات.
مخاوف جماهيرية
وبحسب موقع "المونيتور" الأميركي، حثت جماعات حقوقية قطر على إسقاط قضية ضد موظفة مكسيكية في كأس العالم قد يُحكم عليها بالسجن والجلد بعد أن أبلغت عن اعتداء عليها ثم اتهمت بممارسة الجنس مع غير متزوجة.
وفي قضية أثارت مخاوف السيدات اللاتي سيحضرن البطولة في وقت لاحق من هذا العام، أصيبت باولا شيتيكات (28 عاما) بكدمات في ذراعها وكتفها وظهرها بعد أن اقتحم أحد معارفها شقتها في الدوحة وهاجمها في شهر يونيو الماضي.
واتهمت شيتيكات، التي فرت من البلاد ويمكن أن يُحكم عليها غيابيا، بممارسة الجنس خارج إطار الزواج -وهي جريمة في قطر- بعد أن أبلغ المعتدي الشرطة أن الزوجين كانا على علاقة.
ويعاقب كل من يخالف قوانين "الزنا" التي تجرم ممارسة الجنس مع غير المتزوجين، بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات والجلد، ويقول المسؤولون: إن العقوبة القاسية نادرا ما تنفذ.
وذهبت شيتيكات، التي كانت تعمل كخبير اقتصادي سلوكي، إلى السفارة المكسيكية في الدوحة ومعها صور إصاباتها وأبلغت الشرطة بالاعتداء.
قالت المرأة: إنها تعرضت للاعتداء الجنسي، وإن تحقيقات الشرطة أدانتها وطالبتها بإجراء اختبار العذرية.
وكتبت في مدونة حول الحادث "لسبب ما أصبحت متهمة".
مطالب حقوقية
وطالبت هيومن رايتس ووتش قطر بإلغاء القضية المرفوعة ضد شيتيكات قبل الجلسة المقرر لها 6 مارس، بينما يراقب الاتحاد العالمي لكرة القدم "فيفا" القضية.
وقالت روثنا بيجوم، خبيرة حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش: "على السلطات القطرية أن تُسقط فوراً هذه الاتهامات غير المعترف بها بموجب القانون الدولي، ونحقق في الاعتداء الجسدي الذي تحدثت عنه".
فحوصات نسائية قسرية
وتواجه قطر احتجاجات وإدانات حقوقية كثيرة بينما تستعد لاستضافة أول نهائيات لكأس العالم في الشرق الأوسط في شهري نوفمبر وديسمبر.
وفي أكتوبر من عام 2020 أُجبرت مسافرات في مطار الدوحة على الخضوع لفحوصات أمراض النساء بعد العثور على طفل حديث الولادة مهجورًا، واعتذرت السلطات في وقت لاحق.
وقالت شيتيكات: إن منظمي كأس العالم ساعدوها على مغادرة قطر، وإنها لا تزال تعمل في اللجنة المنظمة.
حثت بيغم قطر على إلغاء التشريعات التي تجرم ممارسة الجنس بالتراضي بين البالغين غير المتزوجين، وتقديم دعم طبي وقانوني أفضل للناجين من الاعتداء الجنسي قبل كأس العالم.
وقالت لفرانس برس: "في الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس العالم تزداد مخاطر العنف الجنسي بشكل كبير بسبب العدد الهائل من الأشخاص الذين يحضرون".
يقر المسؤولون القانونيون القطريون بإمكانية إسقاط القضية، بينما لم تعلق السلطات علانية.
خطر حقيقي
ووفقا للموقع، تتوقع قطر 1.2 مليون زائر للمونديال خلال الفترة من 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر، بما في ذلك عدد قياسي من المشجعين الإناث.
وقالت بيجوم: إن قانون العلاقات الجنسية القطري يمثل "خطرا حقيقيا" على النساء اللاتي قد يواجهن المحاكمة مثل شيتيكات.
وتابعت: "غالباً ما لا تصدق الشرطة في قطر النساء اللواتي يبلغن عن العنف في المقام الأول، ولاسيما الأجنبيات اللائي يُنظر إليهن على أنهن أكثر نشاطاً جنسياً".
وأضافت: "الآن ستحضر المزيد من النساء إلى البلاد كمشجعات وعاملات، وسيكن أكثر عرضة للخطر إذا لم تصدقهن السلطات".
وقال الفيفا: إنه "على علم بالموقف الذي يتعلق بشيتيكات ومن الأهمية بمكان أن تتلقى من الفيفا، بصفتها ناجية من سوء المعاملة، كل الرعاية والمساعدة المناسبة".
وأضافت أنها على اتصال بالمنظمين والمسؤولين القطريين.
قال رونان إيفين، المدير التنفيذي لفوتبول سابورتس أوروبا، وهي شبكة من مجموعات المشجعين الأوروبيين، إن النساء يواجهن "زيادة خطر الاعتداء الجنسي" في جميع البطولات.
وتابعت: "إنه خطر في أي بلد ولكن عندما يكون في بلد غير قادر على حماية حقوق الضحايا، يكون ذلك مقلقًا للغاية".