بعد كورونا وبريكست.. الذعر يسيطر على بريطانيا وأزمة الوقود تتفاقم

يسيطر علي بريطانيا أزمة الوقود

بعد كورونا وبريكست.. الذعر يسيطر على بريطانيا وأزمة الوقود تتفاقم
صورة أرشيفية

تفاقمت أزمة نقص الوقود في بريطانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث اندفع الكثير من السائقين إلى شراء الوقود بدافع الذعر، الأمر الذى أجبر حكومة بوريس جونسون على التفكير في الاستعانة بالجيش للقيام بعمليات التوصيل، وهو وضع خلفته تداعيات كوفيد وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

هلع السائقين

وعلى الرغم من محاولات الحكومة لتهدئة مخاوف الشارع البريطاني إزاء أزمة الوقود، إلا أن الهلع وعدم الثقة بالوضع الاقتصادي بعد البريكست، جعلهم يهرعون للتهافت على محطات الوقود، خصوصًا بعدما أعلنت بعض الشركات أنها تواجه صعوبات في التوصيل تؤثر على إمدادات المواد الغذائية في متاجر السوبرماركت، جراء تداعيات كوفيد وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وحسبما نقلت صور لوكالة "فرانس برس"، ففي محطة في ليتون، أحد أحياء شرق لندن، اصطفت 50 سيارة بدءا من الساعة 06:30 الاثنين، فيما أمضى بعض المستهلكين قسما من الليل في انتظار التزود بالوقود.

«لا وقود»

كما تضاعفت لافتات "لا وقود" في كل أنحاء البلاد أو المضخات المغطاة بلافتة تقول "خارج الخدمة"، بما في ذلك نحو 30 في المئة من محطات بريتيش بتروليوم (بي بي) العملاقة التي تأثرت بهذه الأزمة.

ووفقا لـ"رابطة تجار البترول" (بي آر إيه)، فقد نفد الوقود من حوالي نصف المحطات البالغ عددها 8000 محطة في المملكة المتحدة أول أمس الأحد.

الجيش يتأهب

وقالت وزارة الطاقة البريطانية، في بيان مساء الاثنين، إن "عدداً محدوداً من سائقي الصهاريج العسكرية سيتم وضعهم في حالة تأهب، ونشرهم إذا لزم الأمر لتحقيق مزيد من الاستقرار في سلسلة توريد الوقود".

ووفقًا لوسائل الإعلام البريطانية، تبحث سلطات المملكة المتحدة عن حل في مواجهة نقص الوقود وقلة السلع المعروضة في المتاجر بسبب نقص عدد سائقي الشاحنات، لذا تدرس جونسون حاليًا احتمالات الاستعانة بالجيش للتوصيل.

ومن جانبه، أكد وزير البيئة جورج يوستيس، أن الحكومة لم تخطط لإرسال جنود لقيادة شاحنات التوصيل، كما تدعي العديد من وسائل الإعلام، لكن الجيش سيساعد في تسريع عمليات تدريب سائقين جدد.

ذاكرة البريطانيين

ويأتى الوضع الحالي في بريطانيا مذكرًا بحقبة السبعينيات، عندما تسببت أزمة الطاقة فى تقنين الوقود، وتقليص أسبوع العمل إلى ثلاثة أيام. وكذلك قبل عقدين، عندما أدت احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود إلى إغلاق المصافي وشل النشاط في البلاد لأسابيع.

وبحسب الوكالة الفرنسية، تشعر اتحادات العاملين في المجال الطبي بالقلق، فعلى سبيل المثال، تقول "إيفري دكتور" إنها تتلقى معلومات من العديد من أعضائها تفيد بأنهم "أمضوا عطلة نهاية الأسبوع في محاولة العثور على وقود دون نتيجة".

تعديل سياسة الهجرة

وتحت ضغط الأوضاع الحالية في المملكة المتحدة، قررت حكومة جونسون، السبت الماضي، تعديل سياسة الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومنح ما يصل إلى 10500 تأشيرة عمل موقتة، من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر، للتعويض عن النقص الحاد في عدد سائقي الشاحنات، وكذلك الموظفين في القطاعات الرئيسية للاقتصاد البريطاني، مثل تربية الدواجن.

كما أعفت الحكومة قطاع موزعي الوقود مؤقتا من قوانين المنافسة حتى يتمكنوا من إعطاء الأولوية للتسليم إلى المناطق الأكثر حاجة إليه.

وحدّ رئيس "رابطة تجار البترول" براين مادرسن من تأثير الاستعانة بالجيش لأن نقل الوقود، الشديد الاشتعال، يتطلب سائقين "متخصصين جدا" مع إجراءات محددة.

وفيما يتعلق باحتمال عودة السائقين الأوروبيين الذين رجعوا إلى بلدانهم بسبب الوباء وبريكست، قال إن هناك أيضا نقصا في عدد السائقين في أوروبا القارية.

ترخيصات مؤقتة

وأشار مادرسن إلى مشكلة رخص قيادة المركبات الثقيلة التي لا يمكن إصدارها أثناء الحجر الصحي، موضحا "هناك 40 ألف طلب معلق للحصول على تراخيص سوق مركبات ثقيلة من قبل البريطانيين".

ورحبت مجموعة بريتيش بتروليوم بقرار الحكومة منح عدد إضافي من التأشيرات المؤقتة لسائقي الشاحنات، إلا أنها فى الوقت ذاته حذرت من أن "القطاع سيحتاج إلى وقت لتعزيز عمليات التسليم وتجديد المخزونات في مواقع البيع".

وتصر الحكومة على أنه لا يوجد نقص في الوقود في البلاد، بل إن الأزمة ناجمة عن تهافت المستهلكين القلقين على شرائه، متسائلة عن التصريحات المثيرة للقلق التي أطلقها اتحاد شركات النقل البري والتي زرعت بذور الذعر لديهم.