بعد الإفراج عن المتهمين في قضية مرفأ بيروت.. خبراء: لبنان يعيش أسوأ كوابيسه
أفرجت لبنان عن المتهمين في قضية مرفأ بيروت
يعيش لبنان واحدة من أسوأ الفترات في تاريخه، فالأزمات تتوالى منذ انفجار مرفأ بيروت، وأصبح الشعب اللبناني يخشى على مستقبله الذي يُهدد كل ساعة وليس كل يوم، خاصة مع الارتفاع الهائل في أسعار المحروقات والاحتياجات الأساسية من طعام ودواء، تزداد المخاوف بسبب عجز البرلمان اللبناني للجلسة الحادية عشرة من تجاوز فترة الشغور الرئاسي، لتبقى لبنان دون رئيس يخلف ميشال عون الذي رحل عن منصبه في أكتوبر الماضي.
غضب شعبي
يستعد أهالي ضحايا الانفجار لفعاليات احتجاجية الخميس، رداً على القرار الذى يراه الكثيرون قراراً صادماً ويدخل البلاد في حالة من الفوضى، بعد قرار القضاء بإخلاء سبيل جميع الموقوفين في قضية انفجار مرفأ بيروت، وقرر عدد كبير من أهالي الضحايا التظاهر أمام قصر العدل في بيروت قبيل اجتماع مجلس القضاء الأعلى الذي يعقد في الواحدة ظهرًا، الأزمة أدخلت بيروت في شبه الفوضى حيث بدأت بقطع عدد من الأشخاص طريق "أوتوستراد جونية" بالقرب من جسر الصولديني، احتجاجا على القرار علاوة على الاحتجاج على تردي الوضع المعيشي وارتفاع سعر الدولار.
ويشهد لبنان عددا كبيرا من الوقفات الاحتجاجية وقطع الطرقات لعدد كبير من الأهالي اعتراضًا على تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني حيث تخطى سعر الدولار حاجز الـ56 ألف ليرة، ومؤخرًا قطع عدد من المتظاهرين الطريق أمام المصرف، احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار وسط تعزيزات للجيش، حيث أشعل المحتجون الإطارات وقاموا برمي الحجارة والألعاب النارية كما قطع محتجون طريق المطار أمام مستشفى الرسول لبعض الوقت، بالإضافة إلى طريق منطقة البرج الشمالي.
مرحلة خطيرة
من جانبه، يرى طوني حبيب، الباحث السياسي اللبناني، أن ما يحدث من حالة غليان في الشارع اللبناني نتاج للفوضى القضائية والاقتصادية، مؤكدًا أن المحقق العدلي طارق البيطار تحرك بعد طول انتظار، وبالرغم من المطالعة القانونية التي أصدرها والتي تعطيه حق متابعة التحقيق، انفجر الجسم القضائي بوجهه مدعوماً من المنظومة حيث شكّلت النيابة التمييزية رأس حربة هذه المواجهة.
وأضاف حبيب في تصريحات لـ"العرب مباشر": الغضب جاء نتيجة إصدار النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات توجيهاته للأجهزة الأمنية لعدم تنفيذ استنابات البيطار وأخلى بالمقابل جميع الموقوفين على ذمة التحقيق في قضية تفجير المرفأ، مضيفًا، بالتوازي، يصل سعر الدولار الأميركي اليوم عتبة الـ60 ألف ليرة، ويترافق هذا الارتفاع الجنوني للدولار مع ارتفاعٍ موازٍ لأسعار المواد الاستهلاكية والمحروقات، وهو ما لاقاه المواطنون بعملية احتجاج أغلقوا خلالها الطرقات في عدة أحياء من بيروت وفي عدة مناطق، وقد أصدرت قيادة الجيش توجيهاتها لعناصرها على الأرض لعدم السماح بإغلاق الطرق، كما صدرت أيضاً أوامر للأجهزة الأمنية كافة لمتابعة الوضع الأمني واتخاذ التدابير اللازمة للإمساك به، محذرًا من دخول لبنان إلى مرحلة خطيرة من الفوضى على كافة الأصعدة.
لجنة تقصي حقائق
في السياق ذاته، يقول شارل جبور، المتحدث الإعلامي لحزب القوات اللبنانية، إن ما يحدث في لبنان هو مواجهة بين مشروعين، أحدهما يهدف لبناء دولة لبنان، والآخر يريد استمرار الأوضاع المضطربة لتحقيق مآربه.
وأضاف جبور في تصريحات لـ"العرب مباشر": مؤسسة القضاء دخلت بشكل قوي على خط الأزمات، بعد أن أعلنت إطلاق سراح جميع المتهمين في قضية انفجار مرفأ بيروت، حيث مر أكثر من عامين ولا يوجد حتى الآن نتيجة عن من هو المتسبب في الانفجار وهو الفريق المعطل للدولة، وهو انفجار دمر نصف بيروت وحتى الآن لا نعرف الحقيقة.
يقول جبور: عندما اقترب القضاء من تحقيق العدالة اتضح أن هناك من يريد شل عمله خلال دعاوى مضادة وهو استند بشكل قانوني في قراراته ولكن هناك من يقف ضده، مضيفًا أن المسار القضائي أوضح أن لبنان منتهكة، وإذا ما عقدنا مقارنة بين التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت وقضية اغتيال رفيق الحريري، تأكدنا أن لولا التحقيقات الدولية في قضية رفيق الحريري لما توصلنا للجناة، مشيرًا إلى ضرورة وجود لجنة تقصي حقائق دولية لكشف الحقيقة أمام الشعب اللبناني.