أحمد صالح العيسي.. خادم الحوثي الأول ورجل الصفقات المشبوهة باليمن
يعد أحمد صالح العيسي رجل ميلشيا الحوثي الإرهابية وخادمهم
استغل أمواله وعلاقاته لخدمة الحوثي ومصالحه الخاصة، ليكون عراب الإخوان وأخطبوط النفط ليستحوذ عليه بشراسة، ويتحول أحمد صالح العيسي، لرجل الصفقات المشبوهة في اليمن.
البداية والوظائف
وُلد أحمد صالح العيسي في 1967، في عدن، هو رجل أعمال، واقتصادي يمني، وعضو حزب المؤتمر الشعبي العامّ، وفي عام 2005 انتخب رئيسًا للاتحاد اليمني لكرة القدم، وعمل نائبا لمدير مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية.
يصفه خصومه بـ"التمساح" أو "القرش"، حيث أصبح أحد أبرز تجار الحرب في اليمن، خاصة بعد أن أحكم قبضته على النقل البحري لصادرات النفط التي تمر عبر ميناء عدن الإستراتيجي، جنوبي البلاد، ليكون محورا أساسيا في المعادلة الجيواقتصادية باليمن.
صائد الفرص
مع انهيار الدولة في اليمن، استغل صائدو الفرص الأوضاع لإبرام صفقات مشبوهة، وكان العيسي أبرز مثال لذلك ومن الذين تربحوا من الوضع المتدهور في اليمن، وثبّت أقدامه كواحد من أكبر مستوردي المنتجات البترولية في اليمن التي انخفض إنتاجها بشكل ملحوظ خلال الحرب.
ويحتكر العيسي تصدير شحنات البنزين إلى ميناء عدن الكبير، مقابل الحصول على مبالغ تتراوح بين 30 و40 مليون دولار شهريا، وفقا لتقديرات الحكومة اليمنية.
رائد أعمال مثير للجدل
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن العيسي رجل الأعمال المثير للجدل، كوّن ثروته بفضل ميناء مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن، الذي يشكل شريان حياة لملايين اليمنيين ويضم مصب خط أنابيب ينقل إنتاج النفط الخام من المناطق الصحراوية في شرق اليمن.
بدأ العيسي تجارته في أوائل التسعينيات، حيث تولى مسؤولية تأمين النقل البحري للنفط الخام والبنزين المكرر بين الموانئ اليمنية، المرتبطة بنظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، الذي تعرض لاتهامات بتمكين الموالين له من الوقود بأسعار مخفضة؛ لإعادة بيعها في شرق إفريقيا، عبر جزيرة سقطرى اليمنية في المحيط الهندي.
وكان العيسي من المؤيدين لصالح، حيث ذاع صيته في مدينة الحديدة، واستغلها لتوسيع نفوذه، حيث أنشأ بها مستشفى ومتاجر ومصنعًا للبلاستيك وناديًا لكرة القدم، ليكون بوابته لرئاسة الاتحاد اليمني لكرة القدم.
رجل الحوثي الأول
تقرب العيسي من الرئيس هادي بعد توليه الحكم، ومع استيلاء الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014، سارع بتدشين علاقات معهم وبسط نفوذه في عدن، حيث أصبح المتحكم الوحيد في شحنات البنزين.
كما وزع العيسي، أكثر من 75 ألف دولار لصحفيين وإعلاميين بميليشيات الحوثي الانقلابية، بل وأنشأ 7 مواقع إخبارية تدعم الحوثي والإخوان وتسيء لقوات التحالف العربي.
وتوجد عدة شبهات حول علاقة تربط العيسي بجلال نجل الرئيس عبد ربه منصور هادي، من أجل مواصلة بيع الوقود للمولدات الخاصة في عدن، ما أدى إلى نقص كبير.
ويسيطر العيسي على شركة مصافي عدن الحكومية، حيث أصبح المتولي لمسألة إصدار القرارات الجمهورية المتعلقة بمسؤولي هذه الشركة العملاقة التي تأسست مطلع خمسينيات القرن الماضي، كأول شركة لتكرير النفط الخام في منطقة الجزيرة العربية والخليج.
ويتحدث العيسي كذلك عن علاقته بالإمارات العربية المتحدة العضو الفاعل في التحالف العربي، زاعما أن الإمارات لا تحبه لكنها تتعامل معه للتزود بشحنات الوقود، لذلك يحاول تشويهها باستمرار.
وخلال الأزمة اللبنانية الأخيرة، أطلق الشيخ أحمد صالح العيسي نائب مدير مكتب هادي ورئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، تصريحا مفاجئا وصادما للكثيرين يتضامن مع تصريحات جورج قرداحي المثيرة للجدل، ويدعو إلى المصالحة مع حركة "أنصار الله".
تحقيق "ديبريفر"
وكانت وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، نشرت في 13 أغسطس الماضي، تحقيقاً خاصاً مطولاً، بعنوان: "العيسي تاجر أكبر من الدولة بتواطؤ رئاسي ولوبي فساد يزداد فتكاً"، سلطت فيه الضوء على دور رجل الأعمال أحمد صالح العيسي كمحتكر لاستيراد الوقود بكافة أنواعه إلى عدن، والمحافظات المجاورة، في خلق الأزمات المتكررة لانعدام الوقود في تلك المحافظات.
ودفعت الممارسات الابتزازية التي تمارسها شركة "عرب جلف"، وهي شركة تجارية استثمارية مملوكة لرجل الأعمال اليمني أحمد العيسي، على شركة النفط الحكومية، ناشطون وشباب من أبناء عدن وجنوب اليمن إلى شن حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي نددوا فيها باستمرار قيام العيسي بدور الدولة وتحكمه في أهم سلعة يحتاجها المواطنون، بما يشير إلى سيطرة مراكز وقوى نفوذ كبيرة على قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.