عائلة تانريفيردي و"صادات".. وراثة الإرهاب والتهريب في العالم بأمر أردوغان

عائلتان في تركيا تخدمان أوامر رجب طيب أردوغان في صناعة وتمويل الإرهاب

عائلة تانريفيردي و
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

على مدار ٩ أعوام منذ تدشين تلك الشركة التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليتبادل الأب والابن على رئاستها، لتنفيذ المخططات الإرهابية ونقل المرتزقة واستغلال الأوضاع في المناطق المتأزمة، لتوسيع نفوذ أردوغان، عبر شركة "صادات"، كقتلة مأجورين بالتعاون مع الاستخبارات التركية.

العمل مع الاستخبارات


وفي أول اعتراف بتلك الجرائم، كشف الرئيس التنفيذي لشركة "صادات" التركية، كامل مليح تانريفيردي، صراحة بالعمل مع جهاز الاستخبارات الوطنية، عبر مقابلة إذاعية، نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي.

وأكد رئيس الشركة في المقابلة مع إحدى المحطات الإذاعية المحلية في 22 يناير عام 2021، أن الشركة تتواصل مع وكالة التجسس أثناء البحث فيما يتعلق بطلب أحد الكيانات الأجنبية تقديم المساعدة العسكرية والدفاعية والتقنية.

وتابع: "نفعل التالي عندما نتسلم عرضا يتطابق مع معايير تقديم الخدمات، نقوم بتوصيل العرض المقدم من الدولة إلى وزارة الخارجية التركية، والمعلومات إلى جهاز الاستخبارات الوطنية ووزارة الدفاع بشأن الطلب ونطلب رأيهم، هذه هي الطريقة التي نعمل بها".

شركة صادات


تأسست شركة "صادات للاستشارات الدفاعية الدولية"، بإسطنبول عام 2012، مع 23 من حاملي الأسهم برئاسة عدنان تانري فيردي، ومن ضمن أنشطتها التجارية شراء جميع أنواع المعدات العسكرية والدفاعية، حيث تحاول تعزيز صناعة الدفاع التركية، التي تسيطر عليها عائلة أردوغان وأعوانه إلى حد كبير.

عبر موقعها الإلكتروني عرفت نفسها الشركة بأنها تهدف إلى "بناء تعاون دفاعي بين الدول الإسلامية من أجل مساعدة العالم الإسلامي على أخذ المكان الذي يستحقه بين الدول العظمى"، زاعمة تقديمها في هذا الإطار "خدمات استشارية وتدريبية".

وعقب شهرين من تأسيسها، عدلت "صادات" عقدها للتمتع بمطلق الحرية في أنشطتها، لذلك في 28 يونيو 2016، ارتفع رأس مالها إلى 880 ألف ليرة تركية، ثم في نوفمبر 2020 ازداد مليونا و584 ألف ليرة.

وتزامن تأسيسها مع فترة الاضطرابات التي تعرف باسم "الربيع العربي" التي استثمر خلالها حزب العدالة والتنمية الحاكم رأس المال السياسي والدبلوماسي والمالي والعسكري؛ لدعم الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لذلك انخرطت في عدد من الدول العربية والإفريقية، تحت مزاعم تقديم التدريب العسكري والمشاورات فيما يتعلق بالاستراتيجيات العسكرية والدفاعية.

كما تولت دورا كبيرا في عملية التطهير الشاملة التي استهدفت ضباط الجيش منذ عام 2016، وتم فصل فيها وسجن 80% من الضباط بناء على اتهامات ملفقة.

وتمتلك "صادات" أدوارا مشبوهة في سوريا لسنوات، حيث تولت تدريب المتطرفين الذي يقاتلون في هذا البلد العربي، كما أنها في مطلع 2012، أقامت عددا من المعسكرات التدريبية للمرتزقة السوريين في منطقة مرمرة مع اشتداد الحرب الأهلية في سوريا، كان أحدها يقع في قاعدة عسكرية تركية في منطقة جولكوك في كوكاي، استخدمتها البحرية التركية في السابق كمركز تدريب، وهو ما يثبت أن هذه الشركة الأمنية تأسست بتوجيه حكومي وبإمكانها استخدام قواعد تابعة للدولة.

وتطورت تلك الشركة الإرهابية، لتمتلك العديد من معسكرات التدريب في مدن بطمان وأورفه وفان وهطاي، ولكن أهم معسكر يقع في غابات ديار بكر؛ حيث يضم المعسكر 3 مخازن، التي استخدمت لتدريب عناصر من تنظيمي داعش وحزب الله التركي والجماعات المتشددة، على أساليب القتال والحروب غير النظامية لنشر الخراب في سوريا.

مليح تانريفيردي


يترأس حاليا شركة "صادات" التي أسسها والده عدنان تانري فيردي، وولد في عام 1968 في أوسكودار. خريج كلية الهندسة بجامعة أولوداغ، قسم الإلكترونيات.

وفي عام 1990 بدأ العمل في واحدة من الشركات الرائدة بورصة في قطاع الاتصالات، وفي عام 1997، أسس شركة AKM للاتصالات السلكية واللاسلكية، وفي عام 2004، تم انتخابه عضوا في مجلس إدارة غرفة بورصة للإلكترونيات. 

وبين عامي 2004 و2012، عمل بنشاط كعضو في مجلس الإدارة المسؤول عن المشاريع، وإنشاء وتشغيل منصة www.turkiyeelektronikcileri.org، والتي تتضمن تطبيق قاعدة بيانات تفاعلية عبر الإنترنت ومنتديات لتبادل المعلومات حيث يمكن العاملين في الإلكترونيات والفروع التابعة المسجلة لدى غرفة الحرفيين أو التجارة في جميع أنحاء تركيا تلبية الحاجة إلى الدعم الفني، والتخطيطات، وملاحظات الأخطاء، وأدلة الخدمة.

خلال 2005 و2012 عمل كخبير في الهواتف اللاسلكية والهواتف المحمولة والكاميرات وأجهزة التصوير في لجان تحكيم المستهلكين في بورصة ومناطقها.

ومنذ سبتمبر 2012، يعمل كمدير في شركة صادات الدولية للاستشارات الدفاعية والصناعة والإنشاءات والتجارة، حيث قبل ذلك كان يعمل بها في إدارات المالية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتوريد والمعدات. تم انتخابه لمجلس الإدارة في مارس 2013. 

كما شغل منصب نائب المدير العام للأنشطة الإدارية حتى أغسطس 2016. تم تعيينه رئيسا لمجلس الإدارة في أغسطس 2016.

عدنان تانريفيردي


يعتبر الجنرال التركي المفصول من الخدمة العسكرية، عدنان تانريفيردي، هو كاتم أسرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومستشاره العسكري السابق، حيث يملك خبرة واسعة في جميع المهام سيئة السمعة بداية من التخريب وقمع التمرد والاحتجاجات، حتى الاغتيالات.

انضم إلى القوات البرية حتى حصل رتبة لواء، تم فصله من الخدمة في 1997 للاشتباه في ميوله المتطرفة، ليختفي بعد ذلك لعدة أعوام، ثم ظهر ككاتب في صحيفة Akit الإسلامية التركية، قبل أن يؤسس بشكل مفاجئ، في عام 2012 شركة صادات SADAT الأمنية مع بعض الضباط الآخرين المفصولين من الجيش.

ظهر دور تانريفيردي، مع بداية العدوان التركي على ليبيا، حيث اعتمد عليه أردوغان كليا في تنفيذ مخططاته، في ظل صعوبة نقل الجيش النظامي إلى هناك، وتوفير اللوجستيات لدعمه، حيث وظف العسكري المفصول 5 آلاف مرتزق سوري يعملون تحت قيادة صادات، بما فيهم متطرفون لهم سجلات إرهابية سابقة، في ليبيا، للقتال إلى جانب حكومة فايز السراج. 

ووجه المرتزقة لتنفيذ جرائم وفظائع في ليبيا شنيعة، بين السرقة والاعتداء الجنسي وسوء السلوك، ما يفاقم التدهور الأمني في البلاد، كما لعب أدوارا مشبوهة أيضا، فهو يوفر أيضا الحماية للنظام التركي، ويشارك في قمع معارضيه، بجانب نشر أعمال عنف في الشوارع وقتل وترويع الأتراك، وكل ذلك تحت حماية أردوغان.

عينه أردوغان، في أغسطس 2016، كأهم مستشار عسكري له، لكن الجنرال قال في تصريحات مثيرة للجدل إن الوحدة الإسلامية ستحقق عند ظهور المهدي المنتظر، في نهاية ديسمبر ٢٠١٩، ما دفع أردوغان لإقالته من منصبه صوريا ببداية العام الماضي، بينما ما زال تانريفيردي يمارس دوره في حماية النظام، وأدواره المشبوهة في ليبيا وسوريا، وتدريبه وقيادته مجموعة من المرتزقة والإرهابيين، وما زال يلعب دورا حاسما في الاستراتيجية الدفاعية والعسكرية للحكومة.