توقعات أمريكية.. كيف سترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟
توقعات أمريكية.. كيف سترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران، تتزايد التوقعات حول كيفية رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير.
وبحسب تقارير أمريكية، يبدو أن الأهداف التي تضعها إسرائيل تتقلص بشكل ملحوظ، مع تأكيدات على أن الرد سيكون عسكريًا ومحدودًا بالبنية التحتية للطاقة.
وفي هذا السياق، تتسارع التحضيرات الميدانية والسياسية، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لتوجيه الجهود نحو "رد متناسب" يجنّب المنطقة اندلاع نزاع أوسع.
*تفاصيل الهجوم الإيراني*
في الأول من أكتوبر، أطلقت إيران حوالي 200 صاروخ باتجاه إسرائيل، ردًا على اغتيال قائد حزب الله حسن نصر الله في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران.
الهجمات، التي أودت أيضًا بحياة عسكريين إيرانيين، جاءت ضمن سلسلة من الضربات الانتقامية المتبادلة بين الطرفين منذ ما يزيد عن عام، ما جعل الوضع متوترًا على نحو غير مسبوق في المنطقة.
وفي ظل هذه التوترات، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم سيكون "فتاكًا ودقيقًا ومفاجئًا".
لكن بالرغم من التصريحات القوية، تشير تقارير إعلامية أمريكية إلى أن إسرائيل قد قلّصت أهدافها، مبتعدة عن ضرب المنشآت النووية الإيرانية أو تنفيذ اغتيالات داخل إيران.
*موقف الولايات المتحدة*
وفقًا لتقرير شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية، لم تتخذ إسرائيل بعد قرار نهائي حول كيفية أو موعد الرد المرتقب على إيران.
وأشار مسؤولون أمريكيون، إلى أن الرد قد يتم خلال عطلة "يوم الغفران" التي تصادف يوم 12 أكتوبر، لكن حتى الآن لم تتضح جميع التفاصيل العملياتية.
على الرغم من التوقعات باندلاع عمل عسكري إسرائيلي، تحاول الولايات المتحدة الحد من نطاق هذا الرد.
وأكدت إدارة الرئيس جو بايدن على ضرورة أن يكون الرد الإسرائيلي "متناسبًا" وموجهًا نحو الأهداف العسكرية فقط، مع تجنب استهداف البنية التحتية الحيوية مثل منشآت النفط والغاز.
وفي هذا السياق، أجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن محادثات مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، لكن يبدو أن الأخير لم يكشف عن أي تفاصيل دقيقة حول توقيت أو نوع الهجوم المتوقع، وهو ما يعكس حالة من السرية والتوتر في التحضيرات الإسرائيلية.
*تدابير احترازية*
المخاوف الأمنية كانت أحد العوامل الرئيسية التي دفعت إسرائيل لحجب بعض التفاصيل عن الولايات المتحدة بشأن عملياتها الانتقامية.
ومن المثير للاهتمام، أن هذا التوجه يشير إلى حساسية الوضع وتجنب إسرائيل الكشف عن مخططاتها بشكل كامل حتى لأقرب حلفائها، وهو ما يعكس حجم التحضيرات العسكرية الإسرائيلية وحرصها على الحفاظ على عنصر المفاجأة.
في ظل هذه التحضيرات، تتزايد المخاوف من رد فعل إيراني قوي إذا ما شنت إسرائيل هجومًا على أهداف عسكرية أو بنى تحتية حيوية.
وفقًا للمصادر، تتخذ الولايات المتحدة تدابير احترازية للدفاع عن أصولها العسكرية في المنطقة، لكنها من غير المرجح أن تشارك بشكل مباشر في العملية العسكرية الإسرائيلية.
*التحديات الإقليمية*
التوترات بين إسرائيل وإيران لا تتوقف عند حدود الصراع المباشر بينهما، بل تمتد إلى ساحات أخرى مثل لبنان وقطاع غزة.
في مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حث بايدن على التركيز على الوضع الإنساني في كل من غزة ولبنان، ودعا إلى إنهاء القتال وتجنب فتح جبهة ثانية في لبنان، حيث يتمركز حزب الله المدعوم من إيران.
بالمثل، عبّر بايدن عن قلقه بشأن تعقيدات الوضع في لبنان، مشيرًا إلى صعوبة تحقيق نصر سريع في حال اتساع نطاق الحرب إلى هذه الجبهة.
هذا القلق ينبع من قدرة حزب الله على شن هجمات صاروخية واسعة النطاق على إسرائيل من جنوب لبنان، وهو ما سيشكل تهديدًا كبيرًا للأمن الإسرائيلي في حال اندلاع حرب واسعة النطاق.
*هل من دعم أمريكي مباشر؟*
رغم أن الولايات المتحدة تقف بجانب إسرائيل بشكل واضح، إلا أن تقديم دعم عسكري مباشر خلال الهجوم الإسرائيلي المرتقب ضد إيران غير مرجح.
بدلاً من ذلك، تتخذ واشنطن موقفًا حذرًا، حيث تعمل على تحصين أصولها في المنطقة من أي ردود فعل انتقامية إيرانية، مع محاولة توجيه إسرائيل نحو تجنب تصعيد أكبر قد يجر المنطقة إلى مواجهة شاملة.
*تحليل استراتيجي*
يرى مراقبون، أن إسرائيل إذا ما قررت المضي قدمًا في الهجوم، سيكون الرد العسكري مرتبطًا بحسابات دقيقة لتحقيق ضربات فاعلة دون دفع الأمور نحو تصعيد أوسع.
وقد تختار إسرائيل استهداف مواقع عسكرية أو بنى تحتية للطاقة لإرسال رسالة قوية إلى إيران دون التسبب في أضرار قد تؤدي إلى حرب مفتوحة.
في هذا السياق، يأتي الضغط الأمريكي ليؤكد على أهمية ضبط النفس، حيث ترغب واشنطن في تجنب أي تحرك قد يؤدي إلى اضطرابات أوسع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل تورط قوى إقليمية أخرى مثل حزب الله وحماس في النزاع.
*مستقبل الصراع الإسرائيلي- الإيراني*
من جانبه، يقول، أحمد الكبيسي الخبير العسكري: إن التصعيد بين إسرائيل وإيران مرشح للتفاقم إذا ما استمرت الضربات الانتقامية المتبادلة، ورغم أن الطرفين يسعيان إلى تحقيق توازن ردعي دون الانجرار إلى حرب شاملة، إلا أن الوضع يبقى هشًا للغاية.
وأضاف الكبيسي - في حديثه لـ"العرب مباشر"-، أن إسرائيل تسعى بلا تردد لاستغلال أي فرصة لضرب البرنامج النووي الإيراني، لكنه يشير إلى أن هذه الخطوة قد لا تنتهي لصالحها، إذ أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تم استهداف منشآتها النووية.
وأضاف الكبيسي، أن طهران خاضت معركة طويلة على مدار عقدين تقريبًا، تحملت خلالها عقوبات قاسية، بهدف تحقيق تقدم في برنامجها النووي. وتدمير هذا الجهد من قبل إسرائيل قد يؤدي إلى اندلاع صراع نووي واسع، خاصة إذا قررت إيران الرد باستهداف مواقع حيوية مثل مفاعل ديمونة.