خبيرة دولية تكشف تداعيات الأحداث في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
خبيرة دولية تكشف تداعيات الأحداث في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
وصل وفد فرنسي دبلوماسي صباحًا إلى سوريا، حيث زار مقر السفارة في دمشق المغلق منذ أكثر من عقد، وبدأت الإدارة السياسية الجديدة في سوريا بقيادة أحمد الشرع، رئيس هيئة تحرير الشام باستقبال وفود دولية خلال الأسبوع الجاري، حيث التقى الشرع أمس وفدًا من مسئولين بريطانيين رفيعي المستوى في دمشق، في حين أكدت واشنطن أنها لا تستبعد إرسال وفد إلى دمشق للقاء الإدارة السورية الجديدة.
وصرّح المبعوث الفرنسي إلى سوريا جان فرنسوا غيوم لصحافيين بعد وصوله إلى دمشق، بأن فرنسا تستعد للوقوف إلى جانب السوريين خلال الفترة الانتقالية، وأشار الوفد الفرنسي إلى أنه جاء لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع في دمشق، في حين رفع العلم الفرنسي فوق السفارة الفرنسية بدمشق التي أغلقت منذ عام 2012.
ودعا القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الحكومات مثل الولايات المتحدة إلى إزالة تصنيف الإرهاب عن هيئة تحرير الشام، ورفع العقوبات المفروضة على الحكومة السابقة التي قال إنها: "كانت مفروضة على الجلاد الذي رحل الآن"- حسب صحيفة نيويورك تايمز.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الألمانية - في بيان لها اليوم-، إن دبلوماسيين ألمانيين سوف يعقدون محادثات مع السلطات الجديدة في سوريا اليوم.
وأوضحت الوزارة، أن المحادثات ستركز على «عملية انتقالية شاملة في سوريا وحماية الأقليات»، بالإضافة إلى احتمالات وجود دبلوماسي في دمشق.
ومن جانبها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أمام البرلمان اليوم: إن إيطاليا ترحب بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفة أنها مستعدة للحديث مع حكام البلاد الجدد.
الأمم المتحدة ترحب
وفي سياق متصل، التقى منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة توم فليتشر مع الشرع ورئيس الوزراء المعين حديثا محمد البشير الاثنين، لمناقشة زيادة المساعدات الإنسانية في البلاد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عقب الاجتماع: إنه يرحب بالتزام الحكومة المؤقتة بحماية المدنيين، إضافة إلى العاملين في المجال الإنساني، وأضاف "أرحب أيضا بموافقتهم على إتاحة الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر الحدودية وتجاوز البيروقراطية بشأن التصاريح والتأشيرات للعاملين في المجال الإنساني وضمان استمرار الخدمات الحكومية الأساسية
وشهدت العاصمة السورية دمشق في الآونة الأخيرة حراكًا دبلوماسيًا نشطًا، حيث توافدت وفود من دول غربية عديدة، أبرزها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في إطار محاولات لتوثيق العلاقات وإعادة الانخراط مع سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي هذا السياق، أكدت كاترين جابر، الباحثة في العلوم السياسية بجامعة السوربون، في تصريحات خاصة للعرب مباشر ، أن هذه الزيارات تأتي في إطار تحول في السياسة الخارجية الأوروبية تجاه سوريا، مشيرة أن التحركات الدبلوماسية تهدف إلى تقييم الوضع السياسي والاقتصادي بعد الإطاحة بنظام الأسد وتحديد فرص التعاون المستقبلية.
جابر أضافت: أن "العديد من الدول الأوروبية ترى في هذه الفترة فرصة لإعادة صياغة علاقاتها مع دمشق، بما يتماشى مع التغيرات الجيوسياسية في المنطقة"، موضحة أن الحراك الأوروبي يسعى إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في سوريا، خاصة في ظل التحديات الأمنية والإنسانية التي تعيشها البلاد.
ولفتت أن زيارة الوفود الأوروبية ليست فقط للتواصل مع السلطات السورية الجديدة، بل تشمل أيضًا اللقاءات مع قوى المعارضة والمجتمع المدني، وذلك لتقديم الدعم في عملية الانتقال السياسي.
وتابعت: هذا التحرك يأتي بعد عدة سنوات من العزلة الدبلوماسية التي فرضتها معظم الدول الغربية على سوريا إثر اندلاع النزاع في 2011، وبينما يبدو أن بعض القوى الإقليمية قد أبدت مرونة في التعامل مع الوضع الجديد، ما تزال هناك تساؤلات حول كيفية تطور العلاقات بين الغرب وسوريا في المرحلة المقبلة.