محللون عرب وفرنسيون: زيارة رئيس الإمارات لفرنسا تاريخية
كشف محللون عرب وفرنسيون أن زيارة رئيس الإمارات لفرنسا تاريخية
زيارة هامة يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لفرنسا، كأول وجهة دولية رسمية له، منذ توليه رئاسة الدولة، والتي تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والرسائل القوية في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات وتحديات عالمية كبرى سياسية واقتصادية.
دلالات هامة
زيارة الشيخ محمد بن زايد جاءت في توقيت هام كونها تأتي بعد أيام قليلة من مشاركته في قمة جدة للأمن والتنمية، حيث دائما ما تقوم الإمارات بفتح آفاق تعاون متبادل بينها وبين مختلف الدول العربية والدولية، كما أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون مع دولة مهمة ومحورية لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق تنمية مستدامة للشعوب في ظل متغيرات إقليمية وعالمية.
للزيارة أبعاد اقتصادية حيث تجسد معدلات النمو المستمرة للمبادلات التجارية بين دولة الإمارات وفرنسا والتي تمثل قوة علاقات الشراكة الاقتصادية، وتؤكد الزيارة قوة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين ودفعها إلى آفاق أرحب بما يعزز مسارات التعاون الثنائي في مختلف المجالات والقطاعات ويخدم أهدافهما التنموية الحالية والمستقبلية ويحقق المزيد من الإنجازات.
علاقات اقتصادية
يقول د.نايل الجوابرة، المحلل الاقتصادي الإماراتي البارز، إن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وفرنسا تتميز بأنها قائمة على الشراكة والتعاون المثمر لكلا البلدين اللذين يجمعهما مستوى مرتفع من الاستثمار والاتفاقيات الثنائية والتبادل.
وأضاف المحلل الاقتصادي الإماراتي في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات وفرنسا يصل إلى نحو 15 مليار يورو، وهو ما يمثل حجم العلاقات التجارية بين البلدين، حيث تعد قطاعات الطاقة المتجددة والفحم والنفط والغاز والمنتجات الاستهلاكية والمنسوجات والنقل والتخزين، من أهم قطاعات الاستثمار في فرنسا، وتتنوّع الصادرات الفرنسية إلى الإمارات العربية المتحدة، وتحتضن الإمارات العربية المتحدة حالياً أكثر من ٦٠٠ فرع للشركات الفرنسية.
ولفت الجوابرة إلى أن الإمارات أحد كبار الدول المستثمرين من مجلس التعاون لدول الخليج العربية في فرنسا، بالاضافة أن كل هذه التبادلات الاقتصادية المشتركة تمثل أهمية كبرى بين البلدين.
عقود من الشراكة
في السياق ذاته، يقول المحلل الإماراتي عبدالله العيدروس، إن العلاقات الثنائية التاريخية بين الإمارات وفرنسا تمتد لعقود منذ أن أرسى دعائمها الشيخ زايد عام 1971 حيث مر أكثر من 5 عقود من الشراكة الإستراتيجية والعمل المشترك، وأضاف المحلل الإماراتي عبر تويتر أن مشاركة باريس بجناح مميز احتل موقعًا مركزيًا في قلب الحدث العالمي الذي استضافته الدولة الإماراتية في "إكسبو دبي"، وأن جناح فرنسا كان نموذجا للتعاون الثقافي بين البلدين.
زيارة دولة
فيما قال جمال الحربي، المحلل الإماراتي، إن استقبال فرنسا لضيفها الكبير رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد في أولى زياراته الرسمية "زيارة دولة" وهي أرفع مستويات الزيارات الرئاسية ستبدأ بمراسم استقبال رسمية لرئيس الإمارات في قصر الإليزيه، كما ستقام له غداً الثلاثاء مراسم عسكرية في قوس النصر، وتابع الحربي عبر تويتر، أن زيارة قائدنا محمد بن زايد الأولى إلى فرنسا هي في عمق الإستراتيجية الإماراتية نحو تعزيز علاقاتها مع شريك مهم للعمل معاً في استقرار المنطقة والعالم في القضايا الكبرى كأمن الطاقة والاستدامة والتنمية والازدهار والابتكار والتعايش ورفاهية الشعوب.
ماضٍ وحاضر ومستقبل
من جانبها، قالت د. عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات والأبحاث الدولية بباريس، إن زيارة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، تؤكد على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية ونجاحها بين البلدين.
وأضافت مدير المركز الفرنسي للدراسات والسياسات الدولية لـ«العرب مباشر»: أن العلاقة بين الإمارات وفرنسا قائمة على التعاون والتنسيق والحرص والتشاور بين البلدين في العديد من القضايا والتوجهات المستقبلية، كما أن هناك علاقات وطيدة تربط ما بين قيادات الدولتين، مضيفة أن هذه الزيارة تأتي في توقيت هام؛ حيث تشهد دول العالم تحديات اقتصادية وسياسية تحتاج إلى الشراكة والتضافر كما تعكس الزيارة قوة وعمق العلاقات المتبادلة بين البلدين في الفترة الماضية وفي الحاضر وتؤكد على استمراريتها في الفترة القادمة.