إلى أين يتجه الإخوان بعد طردهم من تركيا وقطر؟
طردت تركيا وقطر عناصر جماعة الإخوان
مصالحة مصرية تركية قطرية عصفت بجماعة الإخوان في البلدان التي كانت ملاذا آمنا للجماعة، حيث عانت الجماعة في الأساس من انشقاقات وأشياء أخرى قد تعصف بها ويصبح مصيرها للمجهول.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري زار تركيا إبان كارثة الزلزال، ثم جرى الاتصال بين الرئيس المصري والرئيس التركي للتهنئة بفوز الأخير بفترة رئاسية جديدة، ومن قبل لقاء الرئيسين في قطر على هامش افتتاح بطولة كأس العالم التي استضافتها الدوحة أواخر العام الماضي.
البوسنة والهرسك الملاذ الآمن الجديد
وأفادت تقارير إعلامية دولية بأن الجماعة الإرهابية تسعى بمخططاتها للانتقال إلى العديد من الدول في أوروبا الشرقية ومنها البوسنة والهرسك كملاذ آمن بعد أن أطاحت تركيا وقطر بهما.
ويرى مراقبون للأوضاع أن تسريبات الاجتماعات المتعاقبة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، التي انعقدت خلال الفترة الزمنية الأخيرة في عدة مناطق مختلفة من بينها إسطنبول، كشفت عن اتجاه الجماعة إلى استغلال تواجد روافدها في البوسنة وعلاقتها القوية والوثيقة على المستوى الرئاسي والحكومي، وتحويلها إلى مرتكز آمن لقواعدها التنظيمية واستثماراتها المالية في ظل التضييقات.
وفي الآونة الأخيرة، لعب الإخوان دوراً بارزاً في الداخل البوسني، أمثال الدكتور أحمد الملط، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الأسبق، وأحد قيادات التنظيم الخاص، والمشرف على بعثات الإخوان للبوسنة والهرسك وكوسوفو والشيشان.
الإطاحة بالإخوان
وخلال الفترة الماضية، طلبت قطر من 100 شخصية تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، مغادرة أراضيها، بعد طلب سابق لعدد 250 من حملة الجنسية المصرية بمغادرة البلاد، في ظل عودة العلاقات المصرية القطرية.
وفي العام الماضي اعتزمت قطر إبعاد عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي خارج البلاد، ولم تكن الأولى حيث أبعدت عشرات من قيادات الصفين الأول والثاني من عناصر الإخوان خارج البلاد في عام 2017.
وازدادت أوضاع جماعة الإخوان المسلمين الهاربين في تركيا سوءاً يوماً بعد يوم، فبعد ما شهده التنظيم من انشقاقات وصراعات وتراشق إعلامي وتفكك إلى جبهتين: إسطنبول ولندن، حيث يعيشون فصلاً جديداً من فصول مأساتهم المتكررة، بعد طلب السلطات التركية من القيادات الإخوانية ضرورة ترحيل شخصيات بعينها، وإلا سيتم تسليم المطلوبين من الإنتربول الدولي من الإخوان المسلمين المدانين بأعمال عنف، وأدرك الإخوان ضرورة الرحيل؛ إذ إنّ أنقرة لم تعد الوجهة الآمنة للجماعة، فحزم قرابة المئة شخصية أمتعتهم ورحلوا مع أسرهم إلى دولة آسيوية، رحيل أقرب إلى الطرد، يصفه البعض بالشتات الإخواني.
دول ليس لديها صيت سياسي
ويقول مصطفى حمزة مدير مركز دراسات الإسلام السياسي: إن الجماعة الإرهابية تلجأ إلى دول ليس لديها صيت سياسي أو علاقات واضحة مع دول الشرق الأوسط، في ظل استمرار تركيا بمحاولة إثبات جدية المصالحة والتقارب مع مصر.
وأضاف حمزة في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": ورفضت السلطات التركية تجنيس قائمة تضم أكثر من 100 من عناصر الإخوان بينهم عناصر من دول عربية أخرى بخلاف مصر، وهو ما يشير إلى انفتاح عالمي وكبير وتركيا بصورة جديدة في المرحلة الثالثة لأردوغان.
وبدوره، يقول طارق البشبيشي الباحث في الشأن الإسلامي، إن جماعة الإخوان الإرهابية تعرضت للفشل والهزائم كثيرا وكانوا يعودون بإعادة تدوير حسن البنا وتقديمه على أنه صاحب الدعوة السلمية الوسطية.
وأضاف البشبيشي في تصريحات لـ"العرب مباشر": فقد يعد الإرهاب من الأمور التي تهدد أمن الدول في العالم وهو الذي تدعمه جماعة الإخوان، حيث تسعى المنظمة الإرهابية للانتشار في العديد من الدول والعودة من جديد في العديد من الدول الأوروبية والإفريقية.