احتجاز تعسفي وتعذيب.. انتهاكات إيرانية بحق أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية

ترتكب إيران انتهاكات جسيمة بحق أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية

احتجاز تعسفي وتعذيب.. انتهاكات إيرانية بحق أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية
أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية

تعذيب وتهديد ومضايقات، لم تكتفِ ميليشيات الحرس الثوري الإيراني الإرهابية، بإسقاط الطائرة الأوكرانية، والتي أسفرت عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصًا، ولكن دأب نظام الملالي بشن حملة ممنهجة من الانتهاكات بحق عائلات الضحايا.

وبعد أكثر من سنة على حادث الطائرة الأوكرانية، شرعت ميليشيات الحرس الثوري الإرهابية في استدعاء واحتجاز واستجواب أفراد من عائلات ضحايا الحادث، بدلًا من صرف التعويضات التي أعلنتها لأسر الطائرة المنكوبة، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش".

ابتزاز وملاحقة منتقدي الملالي من عائلات الضحايا


كما هدد رجال أمن يرتدون ملابس مدنية في إيران أفراد أسر الضحايا التي تنتقد تعامل السلطات الإيرانية مع الحادث، حيث ابتزتهم بالملاحقة القضائية والعواقب الوخيمة، إذ لم يتراجعوا عن توجيه الانتقادات وحذف منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وسرعان ما نفت السلطات الإيرانية صلتها عن حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية من طراز "بوينغ 737"، والتي تم إسقاطها بصاروخين تابعين للحرس الثوري يوم 8 يناير / كانون الثاني العام الماضي، ولكن أعلنت بعد ذلك أن جيشها أسقط الطائرة عن طريق الخطأ، تحت ضغط دولي.

مزاعم إيرانية لإخفاء الحقيقة


وفي محاولات لإخفاء الحقيقة، بررت منظمة الطيران الإيرانية الحادث، خلال تقريرها النهائي المكون من 285 صفحة، والذي حملت فيه المسؤولية على مشغل نظام وحدة الدفاع، بعد قيامه بإطلاق النار على الطائرة على أنها هدف معادٍ بسبب خطأ في تحديد الاتجاه الجغرافي.

تقرير ملفق


وبالمقابل، أعلنت رابطة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، عن رفضها لنتائج التقرير الصادر عن الطيران المدني الإيراني، بعد مرور أكثر من سنة على التحقيق دون أن يقدم أي جديد، حيث وصفته بـ"الملفق".

تدمير آمال تحقيق العدالة


ومن جانبه، أكد مايكل بيج نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومان رايتس ووتش، أن الممارسات التي يرتكبها نظام الملالي بحق أفراد عائلات الضحايا تهدف لتدمير أي أمل في تحقيق العدالة، فبدلًا من محاولة إعادة السلطات الإيرانية بناء الثقة من خلال تحقيق شفاف وتعويض الأسر، تقوم مرة أخرى بإسكات جهود المطالبين بالمسألة.

قال الدكتور محمد محسن أبو النور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب": إن حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية المنكوبة دليل على عدم كفاءة الحرس الثوري الإيراني في توجيه الصواريخ في العمليات الحساسة.

وأضاف أبو النور، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن ميليشيات الحرس الثوري هي من تحكم إيران من الباطن، مشيرًا إلى أنهم يتحكمون في النظام القضائي ولذلك لا نجد مساءلة للمتورطين بالحادث حتى الآن.

الجدير بالذكر أن السلطات الإيرانية خصصت 150 ألف دولار لأسرة كل ضحية من ضحايا طائرة الركاب الأوكرانية، التي جاءت بعد 5 أيام من تصفية الولايات المتحدة الأميركية لقاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإرهابي، من خلال ضربة بطائرة مسيرة بالقرب من مطار العاصمة العراقية بغداد.