شبح المجاعة يخيم على لبنان
يعاني الشعب اللبناني أزمات اقتصادية كبيرة وسط فشل الحكومة في مواجهتها وحلها
تداولت وسائل الإعلام اللبنانية مقطع فيديو، يُظهر حالة من الغوغائية، في "لو شاركوتيه عون" في لبنان، بسبب التهافت على الزيت المدعوم، ويظهر مقطع الفيديو تدافعا و"هرجا ومرجا" بين المواطنين داخل السوبر ماركت، وذلك جراء انخفاض القيمة الشرائية لدى المواطنين، وأسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان في تاريخه الحديث، وأفادت وسائل إعلام محلية لبنانية بأن الإشكال الذي وقع في "شاركوتييه عون" حصل بين أحد المواطنين وموظفين في السوبر ماركت بسبب الزيت المدعوم.
مدير مكتب رئيس مجلس النواب: ما يحدث أكبر مهزلة
وفي سياق متصل، غرّد مدير مكتب رئيس مجلس النواب نبيه برّي في المصيلح النائب هاني قبيسي على حسابه عبر "تويتر"، كاتبًا: "أكبر مهزلة في تاريخ لبنان قضية دعم السلع والمواد الأساسية أصبحت مافيا تجارية"، وأضاف، "المواطن يبحث عن كيلو لحم ، وصاحب الملحمة يبحث عن بقرة والتاجر المستورد يقول ما عندي بقر مدعوم فوضى ما أنزل الله بها من سلطان".
ويذكر أنه اشتد الخلاف بشأن تشكيل الحكومة الجديدة في الأشهر الأخيرة، ما أعاق إحياء محادثات التمويل مع صندوق النقد، وبدأت أزمة لبنان قبل جائحة COVID-19 وتسارعت بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس من العام الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص.
أزمات خانقة تعيشها لبنان
ومنذ صيف 2019، يعيش لبنان على وقع أزمة خانقة بدأت بانهيار عملته التي فقدت أكثر من 85 في المئة من قيمتها، وتفاقمت الأزمة الاقتصادية في البلاد ما جعل السلطات تتخلف، قبل عام، عن دفع ديونها الخارجية التي تقدّر بالمليارات، ثم بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة نهوض، لكن الأخيرة تعثرت بسبب خلافات.
وجدير بالذكر أن أسوأ انعكاسات الأزمة هو الانهيار المستمر لليرة اللبنانية مقابل الدولار، حتى وصل سعر الدولار في السوق السوداء إلى نحو عشرة آلاف ليرة وخسارة العملة الوطنية لأكثر من 85 بالمائة من قيمتها ما تسبب في وقوع الكثير من الاشتباكات بين المواطنين والعاملين في المتاجر والأسواق خصوصاً بسبب التدافع لشراء السلع المدعومة من الدولة والخلاف على أسعار السلع التي تضاعفت بشكل جنوني مع انهيار القدرة الشرائية للمواطنين.
وعبثاً حاولت الحكومة احتواء الوضع عبر تدابير مختلفة، كدعم سلع استهلاكية وملاحقة المتاجرين بالعملة. لكن تدهور الليرة شكل ضربة قاصمة للجهود والنزيف مرشح للاستمرار. فمن شأن نفاد احتياطي المصرف المركزي من الدولار الذي يُستخدم بشكل رئيسي لدعم استيراد القمح والمحروقات والأدوية، أن يجعل الدولة عاجزة عن توفير أبسط الخدمات.