بغداد تطفئ نورها.. خبراء: الحاضنة العربية الحل للخروج من أزمة الكهرباء

تعاني العراق من أزمة الكهرباء

بغداد تطفئ نورها.. خبراء: الحاضنة العربية الحل للخروج من أزمة الكهرباء
صورة أرشيفية

تسببت إيران في أزمة كبرى تواجهها العراق يوميا، وهي انقطاع الكهرباء بشكل مستمر وخصوصا في فصل الصيف.

وطالب عدد من الخبراء بضرورة إبعاد قطاع الكهرباء عن الأحزاب الموالية لإيران والعمل على مشروع الربط العربي، حتى تتخلص العراق من تبعية إيران وتحكمها في حياة الشعب. 

تسييس ملف الكهرباء 

قال الدكتور عبدالكريم الوزان، الأكاديمي العراقي والباحث في مركز أبابيل للدراسات الإستراتيجية، إن موضوع الكهرباء في العراق أصبح موضوعا مسيسا وليس موضوعا تقني أو اقتصاديا.

وتابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": إنه منذ غزو العراق عام ٢٠٠٣ وحتى الآن لا تزال مشكلة الكهرباء قائمة، فبعد الغزو بدأ استخدام ملف الكهرباء بغرض إسقاط الحكومة وخاصة الآن في عهد الكاظمي ولإفشال مخططات الحكومة.

وأضاف: أنه يتم استغلال هذا الملف لأغراض انتخابية، حيث اختلطت الأمور ما بين قيام داعش بمهاجمة بعض الأبراج والمحطات وما بين الاستخدام المخابراتي المسيس لهذا الملف.

وأضاف: أن الكهرباء خصوصا في فصل الصيف تثير الرأي العام كثيرا، وتعمل على إثارة مشاكل وفتن تنعكس على الجانب السياسي، وانتبه العراق لذلك وخصوصا بعد قطع إيران إمداد الكهرباء للعراق.

وتابع: "إن القرار الإيراني جعل العراق تتجه عبر الاجتماع الثلاثي الأخير للجوء إلى مصر والأردن لتعزيز دعم الكهرباء والانفتاح على السعودية والأقطار العربية الأخرى".

العودة للنسيج العربي

وأضاف: "لذلك يجب على العراق العودة للنسيج العربي من خلال الانفتاح على الأقطار العربية فبسبب ابتعادها عن العرب تفاقمت أزمات الكهرباء والاقتصاد، لذلك لا بد من تكامل اقتصادي وأمني وعلمي بين العراق والعرب.

وكشف عن أن الحكومة بدأت الآن في تكثيف الأمن حول محطات الكهرباء لحمايتها من أي هجمات والحؤول دون استمرار هذه الظاهرة السلبية.

وفي هذا الصدد أكد الخبير السياسي العراقي الدكتور رائد العزاوي، أن أزمة الكهرباء في العراق تشكل مشكلة كبيرة جدا لعدة أسباب، أبرزها وجود تراكمات قديمة منذ ١٧ عاما ولم يحدث أي تغيير في إدارة منظومة الطاقة الكهربائية.

وتابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": إنه للأسف الشديد فإن الأحزاب التي سيطرت على قطاع الكهرباء لم تهتم بتطوير منظومة الكهرباء ومنظومة إنتاج الطاقة.

احتكار إيراني

وأضاف: أن السبب الآخر للأزمة هو ربط ملف الكهرباء بإيران، والتي احتكرت قطاع الكهرباء لصالح شركاتها ولم تسمح بأن يحصل العراق على الطاقة الكهربائية من دول أخرى مجاورة مثل المملكة العربية السعودية والأردن حتى تركيا لم يسمح لها بأن تدعم منظومة الطاقة الكهربائية في العراق.

وأوضح العزاوي أن العراق أصبح رهينة لإيران وشركات إيران في المنطقة، هذا بالإضافة إلى الإرهاب وما فعله تنظيم داعش والميليشيات المسلحة خارج إطار الدولة والمتلحفة ببعض الأحزاب السياسية والموالية لإيران والتي تقوم بعمليات تخريبية لمنظومات نقل الطاقة الكهربائية.

وأشار إلى أن هناك حلولا طرحها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وأهمها هو ربط الكهرباء العربي، ولكن هذا المقترح تكلفته مرتفعة للغاية والوقت ضعيف جدا لإيجاد حل لمنظومة الطاقة.

وتابع: إن هناك حلين، أولهما إعادة تطوير محطات الطاقة الكهربائية في العراق لرفع الإنتاج حتى يصل على الأقل إلى ١٨ أو ٢٠ ألف ميجاواط والاعتماد على الخبرات العربية وعلى رأسها مصر في ملف بناء محطات طاقة كهربائية ومحطات نقل الطاقة الكهربائية.

أما الحل الثاني فهو الربط العربي الذي يعتمد العراق عليه، وقد طرح رئيس الوزراء هذا الحل خلال القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن، والذي يعتمد على قيام العراق بعملية الربط مع مصر عن طريق الأردن وعملية ربط أخرى عن طريق المملكة العربية السعودية، حسب العزاوي.

وأكد العزاوي أن هذه هي الحلول الناجحة ولكنها تحتاج إلى قرار سياسي، وإبعاد الأحزاب الفاسدة عن وزارة الكهرباء للخروج من هذه الأزمة المستفحلة التي أنفق فيها العراق مليارات الدولارات دون جدوى.