القاهرة وعمان.. توحيد الجهود لوقف الحرب على غزة وضمان استقرار المنطقة
القاهرة وعمان.. توحيد الجهود لوقف الحرب على غزة وضمان استقرار المنطقة
وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة والتوترات الإقليمية المتزايدة، استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في القاهرة، حيث جرى بحث قضايا ذات أهمية قصوى تتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة وسبل التهدئة في المنطقة. اللقاء الذي يأتي في ظل ضغوط دولية وإقليمية لإنهاء التصعيد، شهد تأكيدات مشتركة على ضرورة التحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، إضافة إلى التأكيد على أهمية حل الدولتين كخيار استراتيجي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
*الموقف المشترك بشأن غزة*
أكد الرئيس المصري والملك الأردني خلال اللقاء الذي جمعهما في القاهرة على "الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة"، محذرين من تداعيات استمرار التصعيد على استقرار المنطقة، وفقًا لوكالة الأنباء الأردنية.
وشدد الجانبان على أهمية زيادة المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة دون عراقيل، مع الإشادة بالدور الحيوي الذي تضطلع به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في التخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية.
كما تطرقت المباحثات إلى البناء على مخرجات القمة العربية والإسلامية التي انعقدت في الرياض، وذلك لتحقيق تهدئة شاملة تمنع توسع دائرة العنف، إلى جانب دعم مؤتمر القاهرة الوزاري للاستجابة الإنسانية في غزة، المزمع عقده في الثاني من ديسمبر المقبل.
*رفض تصفية القضية الفلسطينية*
شدد الزعيمان على رفضهما القاطع لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدين أن تحقيق السلام العادل يتطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أشار العاهل الأردني إلى ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في الضفة الغربية، بما في ذلك الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، التي تزيد من حدة التوتر وتهدد الأمن الإقليمي.
*دعم استقرار لبنان والتعاون الثنائي*
في سياق متصل، أكد الرئيس السيسي والملك عبدالله على أهمية الحفاظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، معربين عن دعمهما الكامل للشعب اللبناني في مواجهة التحديات الراهنة.
على صعيد العلاقات الثنائية، عبر الزعيمان عن اعتزازهما بمتانة الروابط بين مصر والأردن، مؤكدين حرصهما على تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
*قضايا إقليمية أخرى*
الزيارة التي شملت القاهرة كجزء من جولة إقليمية للملك عبدالله الثاني تضمنت أيضًا التوجه إلى قبرص، حيث يترأس الوفد الأردني في القمة الثلاثية الأردنية-القبرصية-اليونانية الرابعة في نيقوسيا. وتُعد هذه القمة منصة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة، التجارة، ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة في شرق المتوسط.
*رسالة حازمة*
من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن التحرك المصري - الأردني يعكس رغبة عربية واضحة في ملء الفراغ الإقليمي الناتج عن الانقسامات الدولية بشأن القضية الفلسطينية.
ويُوضح فهمي - في تصريحات لـ"العرب مباشر" - أن التنسيق بين القاهرة وعمان في هذه المرحلة الدقيقة يهدف إلى إرسال رسالة حازمة للمجتمع الدولي بضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الإسرائيلي فورًا.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن التركيز على البعد الإنساني وتدفق المساعدات يعكس تفهمًا لخطورة الأزمة الراهنة على المستويين السياسي والاجتماعي في المنطقة.
وأكد أن الضغط المصري الأردني على المستوى الدولي يجب أن يترافق مع خطوات دبلوماسية أكثر جرأة، مثل الدعوة إلى قمة دولية عاجلة لمناقشة تداعيات الحرب وآثارها على الاستقرار الإقليمي.
*فرصة لتوحيد الجهود*
في السياق ذاته، يقول د. محمد المنجي، أستاذ العلاقات الدولية، إن الاجتماع بين الرئيس السيسي والملك عبدالله يحمل أهمية استراتيجية، لا سيما في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية.
وأضاف المنجي - في حديثه لـ"العرب مباشر" - أن التركيز على حل الدولتين في البيان المشترك يُعيد إحياء الحديث عن الحلول السياسية بعيدة المدى، وهو أمر بالغ الأهمية بعد سنوات من تهميش القضية الفلسطينية.
وأضاف أن الدور المصري الأردني في المرحلة المقبلة يجب أن يمتد ليشمل حشد الدعم الأوروبي لتخفيف الأزمة الإنسانية، خاصة أن هناك دولًا أوروبية بدأت تظهر تعاطفًا أكبر مع القضية الفلسطينية أخيرًا.
واعتبرت أن مؤتمر القاهرة الوزاري المُزمع عقده سيكون فرصة مهمة لتوحيد الجهود العربية والدولية لإعادة الأوضاع إلى مسار التهدئة.