مطالبات بتصنيف الإخوان في السودان جماعة إرهابية.. خبراء يكشفون الأسباب
مطالبات بتصنيف الإخوان في السودان جماعة إرهابية
تتصاعد الضغوط الشعبية في السودان لتصنيف تنظيم الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، بعد سلسلة من الأعمال العنيفة والمزعزعة للأمن والسلم التي نسبت إليه، ويقول خبراء ومحللون سودانيون إن التنظيم لا يمثل حركة سياسية معتدلة، بل هو تنظيم متطرف يسعى لفرض رؤيته الأيديولوجية بالقوة، ويستخدم العنف والإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافه.
أعمال إرهابية داخلية وخارجية
يتهم المراقبون تنظيم الإخوان بارتكاب أعمال إرهابية عديدة خلال العقود الثلاثة الماضية، منذ استيلائه على السلطة بالقوة في العام 1989 ومن بين هذه الأعمال:
حشد قادة الجماعات الإرهابية الدولية في السودان، مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وحسن الترابي، وتقديم الدعم المالي واللوجستي والسياسي لهم.
وارتكاب عمليات التعذيب والقتل الممنهجة في حق المئات من المعارضين المدنيين، وخاصة في معتقلات الجهاز الأمني والمعروفة باسم "الثلاجات" و"الأفران".
والتخطيط والمشاركة في عمليات إرهابية في الخارج، أبرزها محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في أديس أبابا في العام 1995، وتفجير السفارتين الأميركتين في كينيا وتنزانيا في العام 1998، والبارجة الأميركية "يو أس أس كول" قرب شواطئ اليمن في العام 2000.
عرقلة التحول المدني وإشعال حرب أهلية
كما يتهم المراقبون تنظيم الإخوان بعرقلة التحول المدني الذي تم بعد سقوطهم في العام 2019، وإشعال الحرب الأهلية الحالية التي اندلعت في منتصف أبريل 2020، ويقولون إن هذه الحرب أدت إلى مقتل نحو 13 ألف شخص وتشريد ما يقارب 10 ملايين من منازلهم، وتهديد وحدة السودان وسيادته.
ويشيرون إلى أن تنظيم الإخوان استخدم مجموعات مسلحة وميليشيات أمنية تابعة له، مثل كتيبة البراء وقوات الدفاع الشعبي والأمن الشعبي، لحماية مصالحه ومواجهة القوات الحكومية والثورية، ويضيفون أن هذه المجموعات تلقت تمويلا وتسليحا وتدريبا من تنظيم الإخوان، وأنشأت مؤسسات اقتصادية ضخمة لدعمه.
ويكشفون عن وجود علاقة وثيقة بين تنظيم الإخوان وتنظيم "داعش" الإرهابي، مستندين إلى مقطع فيديو تم تداوله مؤخرا على وسائط التواصل الاجتماعي في السودان، ويوضحون أن المقطع يظهر أن قائد كتيبة البراء الحالي المصباح أبوزيد طلحة هو خليفة سلفه الذي هاجر إلى سوريا في العام 2012، وانضم إلى تنظيم داعش في "بلاد الشام".
*خلايا نائمة وتهديدات مستمرة*
من جانبه، حذر عادل حمد المحلل السياسي السوداني، من خطورة استغلال الجماعات الإرهابية لحالة الاستنفار الشعبي والسيولة الأمنية الحالية في السودان لإحياء عدد من الخلايا النائمة التي تشكلت نواتها في تسعينيات القرن الماضي.
وأضاف حمد في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن هذه الخلايا تضم عناصر متطرفة من تنظيم الإخوان وتنظيمات جهادية أخرى، وأنها تهدف إلى نسف استقرار البلاد وإفشال التحول الديمقراطي، موضحًا، أن تنظيم الإخوان يواصل تهديداته ومحاولاته لزعزعة الأمن والسلم في السودان.
وشدد حمد، على ضرورة تصنيف تنظيم الإخوان كجماعة إرهابية، لمواجهة هذه التهديدات والأعمال الإرهابية، ولحماية السودان وشعبه من العنف والفوضى، مضيفًا أن على الحكومة والقوى الثورية اتخاذ الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة لتحقيق هذه المطالب الشعبية.
*الجماعة مَن أشعلت الحرب الحالية*
في السياق ذاته، يقول سامي الطيب، المحلل السياسي السوداني، إن هناك اعتقاداً واسعاً بأن عناصر التنظيم هي التي أشعلت الحرب الحالية التي دمرت البلاد وعملت قبلها على عرقلة التحول المدني بالقوة، وهو ما يظهر جليا من خلال العديد من مقاطع الفيديو الموثقة التي تهدد فيها عناصر بارزة من التنظيم بنسف استقرار البلاد.
ويشدد الطيب على أن العديد من الأفعال والممارسات التي قام بها عناصر التنظيم تستدعي ضرورة تصنيفه كجماعة إرهابية، وذلك لمنعه من مواصلة نشاطاته الخطيرة والمزعزعة للأمن والسلم.
وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن أي حركة أو جماعة تستخدم القوة من أجل الحصول على مكاسب سياسية أو مادية هي حركة إرهابية، وهو ما ينطبق على الأعمال التي يقوم بها تنظيم "الإخوان المسلمين" في السودان.
ويوضح الطيب، أن "تنظيم الإخوان في السودان قام في العام 1989 بالتخطيط للاستيلاء على السلطة بالقوة، وهو ما ترتب عليه إزهاق الكثير من الأرواح في السنوات التي تلت ذلك، وقاموا بإزالة كل المعارضين السياسيين المدنيين غير المنتمين لهم من مفاصل الدولة وزجهم في المعتقلات وتعذيبهم وقتل بعضهم.