تصعيد مباشر.. لماذا تدخلت فرنسا في هجوم إيران على إسرائيل؟
تصعيد مباشر تدخلت فرنسا في هجوم إيران على إسرائيل
منذ أن بدأ الصراع ما بين إسرائيل وحركة حماس داخل قطاع غزة في السابع من أكتوبر بالعام الماضي، وحذر العالم من تحول مشهد الحرب إلى صراع أقليمي كبير واتساع رقعته في ظل تواجد أعداء كثر لإسرائيل وأبرزهم الجانب الإيراني الذي بدوره قد يشعل المنطقة.
وفي الأيام القليلة الماضية، أصبح الصراع الإيراني الإسرائيلي في تصاعد نتيجة لعملية إسقاط وهجوم بالصواريخ من إيران على إسرائيل، وهو ما صعد الأمور بالمنطقة، حيث كان ذلك رداً على استهداف إسرائيل لقادة الحرس الثوري الإيراني وقصف القنصلية الإيرانية في دمشق.
تدخل فرنسا على الخط
بينما كانت الولايات المتحدة طرفاً في الصراع الحالي، إلا إن فرنسا لم تتخل عن التدخل في الأزمة، حيث بادر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتأكيد على إن القوات الفرنسية اعترضت بالفعل صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل.
ما أكد الرئيس الفرنسي هو خطوة تمثل تطورًا ملحوظًا في الموقف العسكري الفرنسي في الشرق الأوسط، بعدما كانت تتبني فرنسا موقفاً غير منحازاً ما بين إسرائيل وحركة حماس، حيث اختارت باريس نهجاً أكثر تحفظاً.
أسباب باريس للتدخل
ولفرنسا العديد من الأسباب لحماية إسرائيل بمنع سقوط الصواريخ على تل أبيب، بداية من طلب الأردن بحكم الاتفاقيات الدفاعية بين الطرفين، تدخل فرنسا التي تمتلك قاعدة عسكرية "الحسن 5"، وبالتالي قامت القوات الفرنسية بتنشيط قاعدتها العسكرية لصد هذه الصواريخ.
وتحافظ فرنسا منذ 2014 على وجودها العسكري في الأردن كجزء من التحالف الدولي ضد داعش في إطار عملية "شمال"، كما ترى فرنسا نفسها جزءًا من الأمن العالمي الفعال ضد التهديدات المستمرة، كما أن الهجوم الإيراني لم يورط إسرائيل فحسب، بل قوض أيضًا أمن فرنسا، وهو ما تم باستدعاء السفير الإيراني في فرنسا يوم الاثنين "لإرسال رسالة حزم" بعد الضربات الإيرانية.
ويقول الباحث السياسي، مختار غباشي: إن على الرغم من التحذيرات الأميركية، ما تزال الأوساط الإسرائيلية تنتظر ردًا مع زيادة في التخوفات من تأثير ذلك على مزيد من تصاعد الصراع في المنطقة، وسط جهود إقليمية ودولية لإخماد تلك التوترات، وأبرزها ما تقوم به فرنسا وبريطانيا بالتعاون مع الولايات المتحدة لرأب الصراع وتوقيف مليشيات الحوثيين.
ويؤكد غباشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن هناك احتمالية بأن يكون الرد الإسرائيلي على إيران "محدودًا"، إذ قد يشمل أهدافا "هامشية" لا تثير الغضب الإيراني مجددًا ولن يكون هنا اعتراضًا من دولا كبري مثل فرنسا والولايات المتحدة، حيث لفرنسا مصالح مع حزب الله في لبنان ولا تريد خسارتها.
بينما يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، طارق فهمي: إن الأجندة السياسية الفرنسية الحالية تسعى لتقديم الصورة الخاصة بالرئيس الفرنسي ماكرون كزعيم حاسم على الساحة الدولية خصوصا مع اقتراب الانتخابات الأوربية، وبعد خسارة فرنسا للمزيد من التأثير بمنطقة الساحل الإفريقي وخسارتها لقواعد عسكرية بات عليها الدخول في صراعات لإثبات قوتها العسكرية.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن تم استخدام طائرات الرافال بشكل تفضيلي في هذه العملية؛ مما يؤكد إنه من الصعب التنبؤ بالتداعيات طويلة المدى لهذا التدخل على العلاقات الدولية والسياسة الفرنسية، خاصة وأن إيران وفرنسا بينهم مصالح اقتصادية مشتركة، والتدخل الفرنسي في المنطقة سيتجدد إذا ما أعادت إيران عمليتها العسكرية كما ستستمر فرنسا في حربها ضد داعش في منطقة الشرق الأوسط وستعمل على تدمير قواعدها.