شنت مجموعات مجهولة في سوريا هجومًا على إسرائيل بعد إطلاق صاروخين من درعا تجاه مرتفعات الجولان، وتوعد الجيش الإسرائيلي برد انتقامي يستهدف النظام السوري بالكامل بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع.

وتعد هذه المرة الأولى التي يتم إطلاق فيها صواريخ من سوريا تجاه إسرائيل منذ أكثر من عامٍ، وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بأن الهجومين لم يسفرا عن أي إصابات بشرية، بحسب ما أعلنته سلطات الاحتلال  الإسرائيلية.

وردّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدفعي استهدف مصدر إطلاق الصواريخ في منطقة تبعد نحو 12 كيلومترًا عن الحدود مع إسرائيل، وتحديدًا من جهة بلدة تسيل الواقعة جنوب سوريا، وهي منطقة شهدت في أبريل الماضي إطلاق نار من مسلحين على جنود إسرائيليين.

وأشارت الصحيفة العبرية، أن سلاح الجو الإسرائيلي شن عدوانًا واسعًا استهدف الجنوب السوري، وادعى أنه استهدف فقط أسلحة تابعة للنظام السوري.

إسرائيل تتوعد برد انتقامي على نظام الشرع

وأشارت الصحيفة، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس توعد في تصريحاته النظام السوري، مؤكدًا أن الشرع مسؤولاً مباشرًا عن كل إطلاق النار تجاه إسرائيل.

وأشار، أن الرد الإسرائيلي قادم، وأنه لن يسمح بالعودة إلى ما قبل 7 أكتوبر.

وكانت صفارات الإنذار قد دوّت في بلدتي حيسبين ورمات مغشيميم بالجولان إثر سقوط اإنها حددت مواقع سقوط المقذوفين في منطقة مفتوحة قرب رمات مغشيميم.

رد سوري

وحاولت وزارة الخارجية السورية احتواء الأمر، ونفت تورطها في إطلاق الصواريخ، وقالت: إنها لم ولن تشكّل تهديدًا لأي طرف في المنطقة، مشيرة أنها تعمل على ضبط الجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرتها في جنوب البلاد.

ووصفت الحكومة السورية الغارات الإسرائيلية، بأنها أدت إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، وانتهاك صارخ للسيادة السورية، واعتبرت أن هذه الضربات تأتي في وقت حساس تحتاج فيه البلاد إلى التهدئة والحلول السلمية، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ووضع حد لهذه الهجمات ودعم جهود إعادة الاستقرار إلى سوريا والمنطقة.

يُشار أن هذه الحادثة تُعد أول إطلاق صواريخ من سوريا على إسرائيل منذ 5 مايو 2024، أي قبل سبعة أشهر من الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد على يد جماعة جهادية موالية للشرع، المدعوم الآن من الولايات المتحدة.

الشرع يخطب في الأمم المتحدة قريبًا.. وإسرائيل حذرة

في تحوّل لافت، كانت الولايات المتحدة قد عرضت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن أحمد الشرع قبل أن تغيّر موقفها وتزيل العقوبات المفروضة على سوريا في عهد الأسد.

ووفقًا لما نقلته شبكة سكاي نيوز عربية، يُتوقع أن يلقي الشرع كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، ليكون أول زعيم سوري يزور الولايات المتحدة منذ ما يقارب الستين عامًا.

رغم ذلك، ما زالت إسرائيل تتعامل بحذر علني مع النظام الجديد في دمشق، رغم تقارير عن محاولات تقارب.

ومنذ سقوط الأسد، نشرت إسرائيل قوات في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح على الجانب السوري من الحدود، ونفذت عدة ضربات جوية في عمق الأراضي السورية.