خطورة تسلل الحرس الثوري في الغرب والتصدي للتأثير الإيراني المتزايد على حدودها
يمثل تسلل الحرس الثوري خطرا في الغرب والتصدي للتأثير الإيراني المتزايد على حدودها
على الرغم من محاولات دول أوروبا إعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وسط ضغوط أميركية لذلك، ولكن هناك لوبي داخل الاتحاد الأوروبي لمنع ذلك، حيث تغلغل الحرس الثوري هناك.
تسلل الحرس الثوري في بريطانيا
ويتمادى الحرس الثوري في إيران، وبات التسلل في بريطانيا، بشكل بارز، حيث يحاول الحرس الثوري الإسلامي الإيراني التسلل إلى المملكة المتحدة، مع وجود دلائل تشير إلى مشاركتهم في المؤتمرات الأكاديمية للحصول على البحوث الحساسة.
وتم الكشف عن المؤتمر الدولي للبحوث في أوروبا، المرتبط بالحرس الثوري، حيث مديره محمد حسين عطائي دولت آبادي، على اتصال مع كبار المسؤولين الأمنيين في إيران، التقى آبادي، وهو مواطن بريطاني، بخامنئي وحصل على دعمه، وشمل المؤتمر أيضًا أساتذة بريطانيين من الجامعات الرئيسية.
وكان عطائي دولت آبادي يرأس منظمات في لندن استضافت قادة الحرس الثوري العليا.
الاتحاد الأوروبي لديه مرونة في التعامل
قال أستاذ العلوم السياسية الدولية طارق فهمي: بالتأكيد هناك مخاطر من تسلل عناصر الحرس الثوري الإيراني في الغرب، ومحاولة لتهديد الأجواء الأوروبية، وبالتالي فأوروبا لديها تحفظات كبيرة ومنها فرنسا وبريطانيا وبعض الدول الإسكندنافية وبعض دول أميركا اللاتينية، لذلك يوجد تخوفات من هذه العناصر لأنها تعمل في مناطق متعددة، معتقداً أن فيها رسائل رمزية للضغط على الدول الأوروبية للتأكيد على خياراتها وتعاملاتها مع إيران، وبالتالي فإن جزءا منها مرتبط بالبعد الأمني عن طريق الوكلاء.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن حزب الله كمثال له شبكته الدولية وشركاؤه وهو أيضاً ما يزعج الجانب الأوروبي، كما أن الأوروبيين لهم مواقف مرنة وتتغير بطبيعة الحال خاصة ملف الاتفاق النووي، ولكن اليوم الجانب الإيراني لديه القدرة في أن يستخدم كل الوسائل في التعامل مع النطاقات الأوروبية لتأكيد أن هناك هذه المخاطر بصورة أو بأخرى مع توظيف الخيارات الأمنية والاستخباراتية بصرف النظر عن وجود قوات للحرس الثوري أو غيره، لكن الإيرانيين بارعون في هذا، وهناك خطاب سياسي وإعلامي يستخدم هذه الأساليب بصورة أو بأخرى خصوصا في بريطانيا وفرنسا إلى حد ما، وبالتالي هناك مخاوف غربية من عدم الاستجابة لضغوطات إيرانية في هذا الإطار.
وأكد فهمي أن الاتفاق الأخير الذي تم بين الولايات المتحدة الأميركية والجانب الإيراني لتبادل المعتقلين والمليارات سيبقى مرتبطاً بمخاوف غربية وأوروبية في الأساس، ومن الممكن أن يتم في الفترة المقبلة بين الإيرانيين والأميركيين العديد من الاتفاقيات، وهناك مخاوف من اتساع هذه الاتفاقيات على علاقات الجانب الأوروبي، كما أن الإيرانيين يستخدمون هذه العناصر وغيرها لتهديد الاستقرار في أوروبا وتأثيرها متزايد بالفعل على حدود الدول الأوروبية، خصوصا أن الأوروبيين لديهم هواجس مرتبطة بالعديد من الملفات ومنها موضوعات الهجرة غير الشرعية وغيرها.
ويقول الناشط السياسي عبد العزيز الخميس: إنه تم إنشاء وثيقة بعنوان "القانون الشامل للعلوم والتكنولوجيا في ميدان الدفاع والأمن للجمهورية الإسلامية في إيران" للحصول على البحوث العسكرية من الجامعات العالمية، ويعتقد أن المؤتمر الذي بدأ قريبًا بعد هذه الوثيقة يخدم هذا الغرض.
وأشار إلى أن لدى إيران والحرس الثوري علاقات مع مجالات البحث التي أولتها إيران أولوية، مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، هناك شخصيات بارزة مرتبطة بالمؤتمر لديها علاقات وثيقة مع شخصيات رئيسية في النظام الإيراني.