تلفيق اتهامات واعتقالات.. المعلمون الإيرانيون يواصلون احتجاجاتهم
يواصل المعلمون في إيران احتاجاتهم ضد الأوضاع المعيشية السيئة
تتجه الأمور داخل إيران إلى الأسوأ يومًا بعد يوم، ففي ظل تردِّي الأوضاع الاقتصادية والسياسية تتزايد الاحتجاجات الفئوية في البلد الفارسي يومًا بعد يوم، وكان آخرها احتجاج المعلمين الإيرانيين، صباح اليوم الأحد، قبل يوم واحد من عيد الفطر.
وحسبما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية، بدأ تجمع احتجاجي للمعلمين الإيرانيين في جميع أنحاء البلاد، صباح اليوم الأحد أول مايو، للمطالبة بالتنفيذ الكامل لقانون التصنيف، ومعادلة المعاشات التقاعدية، والإفراج عن المعلمين المسجونين.
وتأتي احتجاجات المعلمين الإيرانيين بسبب عدم تطبيق قانون تصنيف الوظائف بشكل كامل، وعدم تنفيذ معادلة رواتب المتقاعدين، والقمع المستمر والمنهجي للنشطاء النقابيين.
بينما ردت قوات الأمن الإيرانية على الاحتجاجات بعنف كبير، حيث اعتدت قوات الأمن على التجمع الاحتجاجي للمعلمين في مدينة بوشهر، جنوبي إيران، حيث أظهرت مقاطع فيديو وتقارير منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، عدة تجمعات احتجاجية في مدن كرج وأراك وبوشهر ونور آباد في محافظة فارس، وسقز وكرمانشاه وأليكودرز وخميني شهر، ومدن أخرى في إيران.
وبحسب الفيديوهات والتقارير، هتف المحتجون الإيرانيون بشعارات مثل: "يجب الإفراج عن المعلم السجين"، و"عار علينا عار علينا وزيرنا الجاهل"، و"أيها الوزير غير الكفء الاستقالة.. الاستقالة".
فيما حمل المعلمون صورة صلاح سرخي، عضو نقابة المعلمين في سقز بكردستان إيران، والذي اعتقل أمس السبت، وهو يغني نشيدًا كرديًا، بكردستان إيران.
كما أظهرت الفيديوهات التي بثتها مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من الشرطة يهاجمون تجمعًا للمعلمين في بوشهر، ما أدى إلى إصابة عدد من المعلمين المشاركين في الاحتجاج.
وبحسب "إيران إنترناشيونال"، رفع المعلمون المحتجون مطالب بتنفيذ قانون إدارة الخدمة المدنية، ومعادلة المعاشات، ووقف الخصخصة، وتخصيص الأموال الكافية للمدارس، وإعادة "الأموال المنهوبة من الصندوق الاحتياطي للمعلمين".
كما طالب المحتجون بعودة المعلمين المفصولين من عملهم لأسباب سياسية، وإطلاق سراح النشطاء النقابيين الذين احتجزتهم الحكومة الإيرانية عقابًا لهم على رفع مطالب زملائهم من المعلمين، كما طالب المحتجون بوقف تلفيق القضايا والاستدعاءات.
وكانت قوات الأمن الإيرانية اعتقلت عددًا من المعلمين، منهم علي أكبر باغاني ورسول بداغي ومحمد حبيبي وجعفر إبراهيمي وصلاح سرخي، واستدعوا العشرات من المعلمين الآخرين، وذلك قبل يوم من تظاهر المعلمين في جميع أنحاء البلاد وعشية يوم العمال العالمي.
وبالتزامن مع ذلك، أعلن إسماعيل عبدي، عضو نقابة المعلمين، أنه سيضرب عن الطعام اعتبارًا من اليوم الأحد احتجاجًا على صدور قرارات من السلطات الإيرانية بضبط أمني للنشطاء النقابيين.
ويأتي احتجاج المعلمين الثاني في غضون شهر، حيث كان التجمع السابق للمعلمين في العام الإيراني الجديد بدأ 21 مارس/ آذار الماضي، وقد نُظم يوم الخميس 21 إبريل (نيسان) الماضي في مدن مختلفة في إيران.
لكن قوات الأمن منعت تجمعاً أمام وزارة التربية والتعليم في طهران، واحتجزت حوالي 70 معلماً لعدة ساعات.
وفي أعقاب ذلك، كشفت تقارير الأنباء عن أن قوات الأمن قامت بقطع الإنترنت عبر الهاتف المحمول لما لا يقل عن 15 ناشطاً نقابياً في طهران وكرج، وذلك "بأمر من السلطات المختصة".
وتتواصل احتجاجات المعلمين الإيرانيين منذ العام الماضي، عندما نظم المعلمون تجمعات واعتصامات مرارًا وتكرارًا في جميع أنحاء البلاد، وفي أعقابها، تم استدعاء مئات المعلمين إلى أمن التعليم أو الأجهزة الأمنية الأخرى، وتم اعتقال عدد من المعلمين والنشطاء النقابيين والحكم عليهم بالسجن.