كيف قوض الفساد والصراع السياسي جهود العراق للتعافي من عقود من الحرب والعقوبات؟

قوض الفساد والصراع السياسي جهود العراق للتعافي من عقود من الحرب والعقوبات

كيف قوض الفساد والصراع السياسي جهود العراق للتعافي من عقود من الحرب والعقوبات؟
صورة أرشيفية

في تقرير لصحيفة "ذا ناشيونال" بعنوان "ماذا يحمل مستقبل العراق بعد عقدين من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة؟"، سلطت فبع الضوء على التحديات التي تقف عائقاً في طريق مستقبل العراق كدولة مستقرة وواعدة، منوهة بأن الإصلاحات ضرورية لتنمية مستقبل البلاد بعد عقدين من الغزو الأميركي، بعدما اتسمت الفترة التي أعقبت حرب 2003 بالبطالة والاضطرابات المدنية والإرهاب وسنوات بدون كهرباء وخدمات عامة أخرى.

كبح الفساد 

قال خبراء لصحيفة "ذا ناشيونال": إن كبح الفساد في مؤسسات الدولة العراقية يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومات المستقبلية، حيث تحتفل البلاد بمرور عقدين على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

أشارت الصحيفة إلى أن البطالة والاضطرابات المدنية والإرهاب وغياب الخدمات الأساسية وزيادة في الأمية وتزايد مشكلة تغير المناخ خلقت احتجاجات قاتلة مناهضة للحكومة. 

قال ريناد منصور، رئيس المبادرة العراقية في مركز الأبحاث تشاتام هاوس في لندن، إنه من الصعب التطلع إلى الأمام بأمل للتغيير بعدما تم تصميم نظام الحكومة لتمكين القادة وليس الأفراد.

نظام لخدمة القادة لا الشعب

وأضاف منصور: "إنه أمر صعب لأن النظام الذي تم وضعه بعد 2003 لم يتم تصميمه لخدمة الناس بقدر ما تم تصميمه لتمكين القيادة العراقية القادمة، وهذا يجعل من الصعب كبح الفساد وتلبية احتياجات الجمهور".

وأوضحت الصحيفة أن العراق يعتبر من أكثر الدول فسادًا في العالم، حيث يحتل المرتبة 157 من أصل 180 في مؤشر مدركات الفساد لمنظمة الشفافية الدولية، وأدى انتشار الفساد إلى شل جهود البلاد للتعافي من عقود من الحرب والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة والتي تم فرضها في أوائل التسعينيات.

ديمقراطية كاذبة

وأردف منصور: "بدلاً من الديمقراطية وسيادة القانون، فما حدث هو أن الغزو أطلق العنان لدورات من الصراع، لقد رأينا بعض هذا الصراع مع صعود داعش، والحرب الأهلية في الأيام السابقة، وكذلك الفساد الذي يقتل العراقيين كل يوم سواء كان ذلك في قطاع الرعاية الصحية وغيره في جميع أنحاء الحكومة العراقية".

أمل في مستقبل أفضل

قال سجاد جياد، الزميل في مؤسسة القرن ومقره بغداد، إنه يجب إجراء إصلاحات حقيقية للعراق حتى يكون لديه القدرة على التعافي بسرعة.

وأضاف جياد لصحيفة" ذا ناشيونال": "هناك احتمال أن يتعافى العراق ويتطور بسرعة، لكن الإرادة السياسية يجب أن تكون موجودة، وبعضها سيتطلب إجراء إصلاحات".

وقال: إن العراق بحاجة إلى مزيد من "المساءلة والشفافية، ونحن بحاجة إلى الحد من هذا المستوى من الفساد".

مكافحة الفساد 

وأشار إلى أن أي حكومة مقبلة عليها أن تضع مكافحة الفساد على رأس أولوياتها وإلا "ستنهار الدولة".

قال جياد: "إن الفساد سيحدث، وهو أمر يتعين على الحكومات المستقبلية على الأرجح أن تأخذه على محمل الجد وإلا فإننا سننهار كدولة".

وقال الخبير العراقي: إن ضرورة الاستماع إلى مطالب الشعب الاقتصادية هي التي ستدفع إلى إجراء إصلاحات.