فايننشال تايمز: يجب الوقوف في وجه الحوثيين لتجنب كارثة بيئية في البحر الأحمر
قالت فاينيشال تايمز أنه يجب الوقوف في وجه الحوثيين لتجنب كارثة بيئية في البحر الأحمر
حثت صحيفة "فايننشال تايمز" على التحرك السريع والوقوف في وجه ميليشيا الحوثي الإرهابية لتجنب كارثة بيئية قاتلة في البحر الأحمر، وذلك بإرسال ناقلة عملاقة ونقل 1 مليون برميل من النفط من ناقلة صافر الراسية قبالة سواحل اليمن، وسفينة صافر ترسو في عرض البحر والمملوكة للحكومة اليمنية دون أي صيانة منذ سيطرة ميليشيا الحوثية الإرهابية على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014.
غياب الصيانة
وأضاف التقرير: أنه لم يتم الحفاظ على صافر أكثر أمانا منذ عام 2015، بسبب عدم الصيانة، وهو ما خلق مزيجا متفجرا من النفط والصدأ، لكن الأمم المتحدة لديها طلب أكثر طموحا: ناقلة عملاقة واحدة، يمكنها استخدامها لوقف كارثة بيئية وشيكة قبالة سواحل اليمن، فلطالما كانت سفينة صافر الراسية قبالة الساحل الغربي بالقرب من مدخل البحر الأحمر، قنبلة موقوتة.
واحدة من كبرى الناقلات
وأضافت الصحيفة: أن الناقلة هي واحدة من كبرى الناقلات التي تم بناؤها على الإطلاق، وتم وضعها منذ أكثر من 30 عاما قبالة اليمن، حيث كانت تستخدم في السابق للمساعدة في تخزين إنتاج النفط في البلاد، ولكن منذ أن بدأت الحرب في اليمن عام 2015، توقفت جميع أعمال الصيانة على السفينة، على الرغم من وجود 1 مليون برميل من النفط الخام في خزاناتها.
مزيج متفجر
وأشارت الصحيفة إلى أنه بدون صيانة، تكون السفينة بدون طاقة، لذلك لا يمكن أن يكون هناك تنفيس للأبخرة من النفط الخام، وهذا ما خلق مزيجا متفجرا داخل بدن الصدأ بالفعل، ومن المستحيل أن نقول بالضبط متى قد ينفصل أو ينفجر، لكن خبراء الشحن يستخدمون كلمات مثل "قريبا" عند مناقشة احتمال أن تقذف السفينة محتوياتها، وهي أربعة أضعاف الحجم الذي أسكبته إكسون فالديز قبالة ألاسكا في عام 1989 في البحر الأحمر.
الحل قريب
وأوضحت الصحيفة أنه وبعد سنوات من العمل الدبلوماسي الدقيق، تعتقد الأمم المتحدة أنها قريبة من الحل، واتفقت ميليشيا الحوثي على أن أعمال الإنقاذ يمكن أن تبدأ - أولا تثبيت السفينة ثم نقل حمولتها إلى ناقلة أخرى أكثر صلاحية للإبحار.
الأمم المتحدة و82 مليون دولار
ولكن على الرغم من أن الأمم المتحدة جمعت حوالي 82 مليون دولار لتمويل العملية، بدءا من التبرعات الحكومية إلى المساهمات الجماعية، فإن الأسواق تتحرك بشكل أسرع بكثير من الدبلوماسية، حسب تعبير الصحيفة، فقد ارتفعت أسعار ناقلات النفط حيث يتعين على النفط الروسي المحظور الآن إلى حد كبير من موانئ أوروبا السير في الطريق الطويل إلى آسيا بدلا من ذلك؛ ما أدى إلى تشديد إمدادات السفن حيث تنتقل نفس الكمية من النفط الخام خمسة أضعاف المسافة السابقة، ويمكن لرحلة واحدة من موانئ البلطيق الروسية إلى الهند، والتي تستغرق بضعة أسابيع، أن تكسب الآن مالكي السفن ما يقرب من 15 مليون دولار.
لذا فإن تأمين ناقلة عملاقة آهلة بالكامل مثل ناقلة خام كبيرة جدا لفترة غير محددة سيكلف أكثر بكثير مما هو عليه المبلغ الضئيل الذي جمعته الأمم المتحدة البالغ 82 مليون دولار، ففي مايو الماضي، قدرت تكلفة العملية بما يزيد عن 140 مليون دولار وارتفعت التكاليف منذ ذلك الحين.
وسيستغرق جمع المزيد من الأموال وقتا قد لا تملكه الأمم المتحدة، لذلك خرج النداء غير التقليدي، بدعم من منشور الشحن قائمة لويدز، للصناعة لتكثيف والمساعدة في تأمين ناقلة عملاقة، إما كتبرع أو بسعر تستطيع الأمم المتحدة تحمله، تجري المحادثات بين المشاركين في الصناعة والأمم المتحدة على قدم وساق، لكن لم يتم الانتهاء بعد من ترتيب لتأمين ناقلة نفط، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
فاتورة التنظيف
واستطردت الصحيفة: إنه نداء مصمم للتحدث إلى أكثر من مجرد طبيعة أفضل لصناعة الشحن، ففي حالة حدوث تسرب، تقدر الأمم المتحدة أن فاتورة التنظيف قد تصل إلى 20 مليار دولار على الأقل، كما أن صناعة الشحن نفسها ستواجه تكاليف إضافية، لا يمكن لمالكي الناقلات السماح لسفنهم بالمرور عبر الممرات المائية شديدة التلوث نظرا للمخاطر التي تتعرض لها البضائع والطاقم؛ ما يعني الالتفاف عبر طرق أطول ما يعني أن تكاليف الصناعة سترتفع بسرعة.
مكاسب مشغلي الناقلات
لذلك تحتاج الصناعة إلى المساعدة في إيجاد طريقة، حيث يتمتع مشغلو الناقلات بمكاسب غير متوقعة نتيجة للحرب في أوكرانيا، وبشكل جماعي، لا ينبغي أن يكون الأمر خارج إرادة صناعة بمليارات الدولارات لإيجاد طريقة لتوفير ناقلة واحدة مناسبة للوظيفة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: إن التكاليف الكارثية المحتملة للبيئة هي سبب كافٍ للعمل بشكل عاجل على تفريع صافر، لكن بالنسبة لصناعة الشحن، فإن حدوث هذه الكارثة يصب في مصلحتها أيضاً.