نيران في الجنوب.. هل تشعل الغارات الإسرائيلية شرارة مواجهة جديدة في سوريا؟

نيران في الجنوب.. هل تشعل الغارات الإسرائيلية شرارة مواجهة جديدة في سوريا؟

نيران في الجنوب.. هل تشعل الغارات الإسرائيلية شرارة مواجهة جديدة في سوريا؟
جنوب سوريا

نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية في جنوب سوريا، في تصعيد جديد يأتي بعد ساعات فقط من مطالبة القيادة السورية الجديدة بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي سيطرت عليها منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن الهجمات استهدفت "أهدافًا عسكرية في جنوب سوريا، بما في ذلك مقرات ومواقع تحتوي على أسلحة"، مضيفًا: أن "وجود قوات عسكرية وأصول عسكرية في جنوب سوريا يشكل تهديدًا لمواطني إسرائيل".

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس: إن هذه الضربات تأتي في إطار "سياسة جديدة" تهدف إلى فرض "منطقة جنوب سوريا منزوعة السلاح". وأضاف أن "أي محاولة من قبل القوات السورية أو الجماعات المسلحة لإنشاء وجود عسكري في ما تعتبره إسرائيل منطقة أمنية خاصة بها، سيتم الرد عليها بالنار".

سياسة إسرائيلية جديدة


وجاءت هذه التصريحات بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، عن تبني بلاده لسياسة تهدف إلى "إزالة أي وجود عسكري في جنوب سوريا بشكل كامل".

وقد أثار هذا الإعلان، إلى جانب الضربات الإسرائيلية الأخيرة، غضب الحكومة السورية الجديدة التي اعتبرته انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية.

وفي هذا السياق، عقد الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، مؤتمرًا وطنياً للوحدة الوطنية يوم الثلاثاء، بهدف بناء توافق داخلي حول مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي.


واختُتم المؤتمر ببيان شديد اللهجة يدين "التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية" ويرفض "التصريحات الاستفزازية لرئيس الوزراء الإسرائيلي".

وأكدت الحكومة السورية الجديدة، أن إسرائيل تنتهك السيادة السورية وخرقت الاتفاقيات الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى "التدخل والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها".


تصاعد للتوترات


ومنذ سقوط نظام بشار الأسد وصعود تحالف المعارضة بقيادة الشرع إلى السلطة، كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، حيث استولت على مناطق بالقرب من الحدود المشتركة ونفذت ضربات متكررة ضد الأصول العسكرية السورية.

ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، فقد نفذت إسرائيل 16 غارة على سوريا منذ بداية العام، معظمها عبر غارات جوية، بينما شُنت اثنتان منها باستخدام ضربات برية.

وفي ظل تصاعد التوترات، يبدو أن سياسة "إزالة التسلح" التي تتبناها إسرائيل في جنوب سوريا تمثل مرحلة جديدة من التصعيد، ما يثير مخاوف بشأن اندلاع مواجهات عسكرية أوسع.

توسيع للعدوان


ولم تقتصر العمليات الإسرائيلية على سوريا، إذ أعلن الجيش الإسرائيل، يوم الثلاثاء، عن تنفيذ ضربات جوية داخل لبنان، استهدفت أشخاصًا زعم أنهم "مقاتلون ينشطون في منشأة لتصنيع وتخزين الأسلحة تابعة لحزب الله".

من جهتها، أكدت وزارة الصحة اللبنانية، التي لا تميز بين الضحايا المدنيين والمقاتلين، أن الهجوم أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين.

وتأتي هذه التطورات وسط استمرار المواجهات بين إسرائيل وحزب الله منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وأشعل الحرب في غزة؛ مما دفع حزب الله إلى إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه شمال إسرائيل تضامنًا مع حماس.

ورغم توصل إسرائيل ولبنان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر، استمرت إسرائيل في تنفيذ ضربات تستهدف ما تقول إنها مواقع تابعة لحزب الله.


غضب سوري


على الصعيد الداخلي السوري، خرجت مظاهرات غاضبة في محافظة السويداء، يوم الثلاثاء، احتجاجًا على الضربات الإسرائيلية والتصريحات التي أدلى بها نتنياهو حول نزع السلاح في جنوب البلاد.

ووفقًا لوسائل الإعلام الرسمية السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد اندلعت احتجاجات مماثلة في محافظتي القنيطرة ودرعا يومي الاثنين والثلاثاء، تنديدًا بالتحركات الإسرائيلية.

وكانت إسرائيل قد اجتاحت قرى حدودية سورية بعد سقوط نظام الأسد في خطوة وصفتها بأنها "إجراء مؤقت لحماية أمنها"، إلا أن الضربات الجوية المستمرة منذ يناير وحتى فبراير أثارت مخاوف داخل سوريا من أن هذه التحركات قد تتحول إلى احتلال عسكري طويل الأمد.