سلطت وكالة الأنباء الفرنسية الضوء على آخر الكوارث الإنسانية التي يشهدها السودان بعد انتشار وباء الكوليرا في البلاد في أعقاب هطول الأمطار الغزيرة، ما دفع مصر لتشديد الإجراءات الصحية عبر حدودها الجنوبية.

أسوأ الأزمات

وتابعت الوكالة الفرنسية، إن انتشار وباء الكوليرا مع المجاعة تمثل آخر حلقات الكوارث الإنسانية غير المسبوقة في السودان، وقال هيثم إبراهيم وزير الصحة السوداني في مقطع فيديو نُشر يوم السبت: "نعلن وباء الكوليرا بسبب الظروف الجوية ولأن مياه الشرب ملوثة".

وقال: إن القرار اتخذ بالاشتراك مع السلطات في ولاية كسلا الشرقية ووكالات الأمم المتحدة والخبراء بعد "اكتشاف مختبر الصحة العامة لفيروس الكوليرا".

وأشارت إلى أن الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا غرقت في حرب منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الحاكم الفعلي للبلاد عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وأطلق الصراع العنان لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يواجه أكثر من 25 مليون شخص، أي ما يزيد عن نصف السكان، جوعًا حادًا.

نزوح كارثي

وبحسب الوكالة الفرنسية، فقد أعلنت المجاعة في مخيم للنازحين في منطقة دارفور الغربية الشاسعة، حيث شهدت البلاد على مدى أسابيع هطول أمطار غزيرة، وتضررت ولاية كسلا بشدة. وقد ناشدت السلطات هناك تقديم مساعدات دولية "فورية" و"عاجلة".

وتابعت، أنه بسبب الفيضانات نزح الآلاف من الناس ما تسبب في زيادة الأمراض بما في ذلك الإسهال، وخاصة بين الأطفال، فضلاً عن المجاعة.

وأضافت، أن الكوليرا تتسبب في الإسهال الشديد والقيء وتشنجات العضلات، وتنشأ عمومًا عن تناول أو شرب طعام أو ماء ملوث بالبكتيريا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ويمكن أن تسبب الكوليرا الجفاف الشديد، ما يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة في غضون ساعات قليلة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة: إن 307433 حالة إصابة بالكوليرا و2326 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها في 26 دولة حتى 28 يوليو.

لقد أعاقت حرب السودان بشكل كبير عمل المنظمات الإنسانية الدولية، وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من الناس، وتشير بعض التقديرات إلى أن العدد يصل إلى 150 ألف شخص، وفقًا للمبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو.

مباحثات جينيف

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص بسبب القتال، وبدأت محادثات وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي في سويسرا، التي استضافتها الولايات المتحدة والسعودية وسويسرا، على الرغم من رفض الجيش السوداني المشاركة.

وفشلت المفاوضات السابقة في جدة بالسعودية في التوصل إلى اتفاق.

ويواجه السودان ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم في الذاكرة الحديثة، حيث لا تظهر أي علامة على تراجع القتال.