من الزنزانة إلى القصر.. من هو ديوماي فاي أصغر رئيس في تاريخ السنغال

يعد ديوماي فاي أصغر رئيس في تاريخ السنغال

من الزنزانة إلى القصر.. من هو ديوماي فاي أصغر رئيس في تاريخ السنغال
رئيس السنغال

في رحلة الحياة السياسية تتشابك خيوط القدر لترسم مسارات غير متوقعة من زنزانة ضيقة إلى أعلى مرتبة في الدولة، ينبثق نجم باسيرو ديوماي فاي، الرئيس السنغالي الجديد، كمثال حي على أن الإرادة السياسية والشعبية يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا، محققًا انتصارًا غير مسبوق في الانتخابات الرئاسية، بابتسامة تعكس ثقة النصر، وجه فاي رسائله الأولى كرئيس منتخب، مُلقيًا الضوء على مسيرته الاستثنائية من الزنزانة إلى القصر الرئاسي مُحدثًا بذلك زلزالًا سياسيًا في البلاد. 
 
من هو ديوماي فاي؟ 

في قرية زراعية غرب السنغال، ولد عام 1980 ديوماي فاي، الذي أصبح في عام 2024 أصغر رئيس لجمهورية السنغال في تاريخها، عن عمر يناهز 44 عامًا ليقود البلاد دون أي خبرة سابقة في المناصب الرسمية. 

حصل فاي على درجة الماجستير في القانون، وتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة عام 2007، ثم انضم إلى الإدارة العامة للضرائب والممتلكات، حيث التقى بالسياسي البارز أوسمان سونكو. 

في عام 2014، حضر فاي تأسيس "حزب الوطنيين الأفارقة السنغاليين من أجل العمل والأخلاق والأخوة" (الحزب الوطني السنغالي) في قاعة صغيرة بجامعة داكار، ترأس سونكو الحزب، بينما تولى فاي منصب الأمين العام عام 2022. 

كان فاي العقل المدبر لتوسع الحزب في الخارج، خاصة في أوروبا، بيد أنه واجه تحديًا كبيرًا في 14 أبريل 2023، عندما تم اعتقاله بتهم الإساءة إلى قاضٍ والتشهير وتهديد السلام العام، وذلك بسبب انتقاده لطريقة تعامل القضاء مع ملفات أوسمان سونكو، الذي منع من الترشح للرئاسة. 
 
*الحزب الوطني السنغالي* 

أُطلق سراح فاي بموجب قانون عفو عام، ليجد نفسه في قلب الحملة الانتخابية التي استمرت لمدة عشرة أيام فقط. 

رغم الوقت القصير، استطاع فاي أن يحوز على دعم الشارع السنغالي، مستفيدًا من شعبيته التي نمت خلال فترة سجنه ومن القرارات الجدلية للرئيس السابق، وخاصة تأجيل الانتخابات، وقد ساهمت هذه العوامل في تحقيقه لفوز مذهل في الانتخابات. 
 
*الموقف من فرنسا* 

بالنسبة لموقفه من فرنسا، يبدو أن فاي يحمل رؤية مستقلة، مُعارضًا للنفوذ الفرنسي التقليدي في السنغال، وقد أعلن عن نيته إنهاء سيطرة عملة الفرنك الأفريقي، فرنسية الأصل، وبدلا من ذلك صك عملة سنغالية خاصة، ليس هذا فحسب، فديوماي فاي لا يميل كذلك إلى اللغة الفرنسية، بل إلى الإنجليزية، ووعد بإعادة النظر في بعض الاتفاقيات الدفاعية في إشارة إلى باريس، ومع ذلك، في أول خطاب بعد الفوز، طمأن الرئيس السنغالي شركاء بلاده "المحترمين" بأن السنغال ستظل "الحليف الآمن والموثوق به"، واستقبل بعدها تهنئة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.