"سركان جولجي".. حكاية معاناة عالِم "ناسا" في سجون أردوغان

سركان جولجي

رغم شهرته وعمله في واحدة من أفضل الوكالات بالعالم، إلا أن ذلك لم يمنع إرهاب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" من أن يطبق عليه لأربعة أعوام، عانى فيها مرارة الألم والغضب، قبل أن يخرج للنور ليروي "سركان جولجي" مَجاهل ظلمات سجون أردوغان.

من هو "سركان جولجي"؟


"سركان جولجي"، هو عالم فيزياء يحمل الجنسيتين التركية والأميركية، يعمل بوكالة الفضاء العالمية "ناسا"، يبلغ من العمر 40 عامًا، تم اتهامه بالانتماء لجماعة "فتح الله جولن"، عقب المسرحية الانقلابية المزعومة في 15 يوليو 2016.


تم إلقاء القبض على "سركان جولجي" خلال محاولته العودة من مدينة "هطاي" مسقط رأسه الواقعة في جنوبي تركيا، إلى الولايات المتحدة الأميركية، عقب قضاء العطلة مع أسرته، بعد فترة قصيرة من محاولة الانقلاب، لكن صدر في حقه مذكرة اعتقال بعد ادّعاء من مجهول بأنه يعمل لحساب جهاز الاستخبارات الأميركية CIA.


وفي فبراير 2018، صدر حكم قضائي بسجن "جولجي" 7 سنوات و6 أشهر، بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح، بعد أن كانت النيابة العامة تطالب بالحكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا، ليسارع محاميه بالتقدم بطعن على حكم القاضي، في سبتمبر 2018، وهو ما أثار جدلاً أميركيًا ضخمًا حينها، وطالب أعضاء البرلمان بالولايات المتحدة بفرض عقوبات جراء ذلك


وبعد ذلك الطعن، غيرت المحكمة التهمة من الانتماء لتنظيم إرهابي إلى تقديم العون لتنظيم إرهابي وخفضت العقوبة إلى 5 سنوات، وبذلك أصبح "جولجي" قيد الإقامة الجبرية لحين الإفراج عنه أواخر مايو الماضي، ونقله إلى أميركا.


مأساة "جولجي"


عقب عودته لأميركا وتمكنه من التنفس بالهواء النقي، أزاح "سركان جولجي" النقاب عن واحدة من أصعب مراحل حياته، مؤكدًا تعذيبه على يد نظام رجب طيب أردوغان، حيث كشف وضعه في حجرة تضم 31 سجينًا، بينما هي في الحقيقة لا تسع إلا لثمانية أشخاص فقط.


لذلك كان عالم ناسا مجبرًا على النوم على الأرض فوق بطانية فقط، ما أدى لإصابته بالتهاب شعبي، قبل أن يتم تعنيفه أكثر ونقله للحبس الانفرادي، ليروي مأساته فيها بمرارة شديدة قائلاً: "كانت الحجرة صغيرة للغاية تتعرض للشمس قليلاً، وكان الحراس يسمحون لي بالخروج للتريض ساعة واحدة فقط، وبقيت في هذه الحجرة 3 سنوات".


لم ينعم "جولجي" بيوم راحة كاملة في هذا السجن المريع، ضاعف ذلك الألم مطالبة النيابة العامة في تركيا بسجنه 15 عامًا، حيث قال بحزن بالغ: "كنتُ أفكر أنني لن أخرج من هنا مرة أخرى، كانت حالة انهيار نفسي، بكيتُ لفترة طويلة".


 وعقب تلك المعاناة الضخمة بالسجن، خضع عالم الفيزياء للإقامة الجبرية في تركيا لمدة عام بعد الإفراج عنه، قبل وصوله إلى الولايات المتحدة على متن رحلة مجدولة، مؤخرًا قبل أيام قليلة.