من رحم المعاناة والحرب.. مبادرات سودانية لوقف الصراع والفوضى
نظم سودانيون مبادرات لوقف الحرب
عقب فشل مبادرات أممية في إنهاء النزاع في السودان من هدنات كثيرة تم اختراقها من قِبل المسلحين، أبرزها هدنة محادثات جدة برعاية سعودية أميركية.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، يعيش السودان حربا متنامية وفوضوية ما بين القوتين: الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش السوداني بقيادة البرهان، أدت إلى عدد كبير من القتلى والجرحى ونزوح الآلاف إلى الدول المجاورة.
مبادرات سودانية
ومؤخرا خرج من رحم المعاناة والحرب دعوات داخلية أطلقها المدنيون لإنهاء الصراع الذي طالهم في حياتهم وجعل منهم أشخاصًا مجبرين على العيش في المنازل بلا طعام أو مياه للشرب.
ويواجه الملايين من السودانيين ظروفا معيشية قاسية جدا بعدما أجبرهم القتال على ترك بيوتهم، وفي ظل توقف رواتب معظم الموظفين بسبب الأضرار الكبيرة التي تعرض لها النظام المصرفي، فضلا عن توقف عجلة الإنتاج في البلاد.
ومع تفاقم المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان الخرطوم ومدن أخرى في البلاد، والارتفاع المستمر في أعداد الضحايا المدنيين التي وصلت إلى أكثر من 5 آلاف قتيل وجريح، تتزايد المطالب بوقف الحرب.
وأطلق خلال الفترة الأخيرة صحفيون وقانونيون وقادة منظمات مجتمع دولي، عددا من المبادرات التي تدعو لوقف القتال وسط تجاوب شعبي كبير.
الصحفية صباح محمد الحسن التي أطلقت مبادرة لوقف القتال سمتها "الأعلام البيضاء" بعد تزايد الخسائر البشرية والمادية وتفاقم المعاناة الإنسانية يتطلب نشر ثقافة السلام ورفض الحرب بالطرق السلمية ومناهضة فكرة تسليح المواطنين، و"إرسال صوت سلام إلى العالم من بلد يحترق فيه كل شيء".
وأشارت إلى أن المبادرة التي أطلقتها تقوم على إشراك الناس في الدعوة لوقف الحرب من خلال رفع الأعلام البيضاء في أسطح البيوت، وتسيير مواكب صغيرة ووقفات احتجاجية في المدن الآمنة.
تفاقم المعاناة
وأبدى آخرون مخاوف كبيرة من تفاقم التداعيات الاقتصادية، حيث قدر مختصون حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالاقتصاد السوداني، خاصة في قطاعي الصناعة والمصارف، بأكثر من 6 مليارات دولار حتى الآن.
ويقول المحلل السياسي السوداني "أسامة أبو بكر": إن الوضع في السودان أصبح لا يطاق خاصة بين العامة فلا يوجد لديهم أي شيء للمعيشة التي أصبحت الأسوأ في العالم، ولطالما وقف الشعب السوداني مناهضاً للحرب في تجارب سابقة طال أمدها، فبعد الاستقلال استمرت الحرب الأهلية في جنوب السودان لأكثر من نصف قرن.
وأضاف أبو بكر في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن حرب دارفور مستمرة منذ عقدين من الزمان، وذلك بسبب عدم استجابة الحكومات من جهة، وبسبب تداخل دوافعها من جهة أخرى، كما أن المبادرات الشعبية ما هي إلا صوت يخرج للقادة في الجهتين من أجل وقف الحرب التي أثرت على الشعب وليس القوتين المتصارعين على السلطة التي هي حق للشعب السوداني.
وأكد أن الحراك الشعبي المناهض للحرب الحالية مترافق مع التحركات الدبلوماسية من أجل وقف إطلاق النار في دفع طرفي الصراع نحو الالتزام بوقف إطلاق النار، لتمكين مسار المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المتضررين.