وسط ترقب.. تنفيذ عملية تسليم الرهائن الخامسة في غزة
وسط ترقب.. تنفيذ عملية تسليم الرهائن الخامسة في غزة

يشهد قطاع غزة، اليوم السبت، عملية تسليم الدفعة الخامسة من الرهائن الإسرائيليين، في إطار اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وبدعم أميركي.
وللمرة الأولى، تجري عملية التسليم في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما يعكس تحولًا جديدًا في عمليات الإفراج، وسط إجراءات أمنية مكثفة من قبل كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس".
انتشار أمني مكثف في دير البلح
منذ ساعات الصباح، انتشر مئات من مسلحي كتائب القسام في شوارع دير البلح، استعدادًا لتنفيذ عملية التسليم، حيث شوهدت عشرات المركبات العسكرية مزودة برشاشات ثقيلة تجوب المنطقة، بينما اعتلى مقاتلون بزيهم العسكري الكامل مواقع استراتيجية.
وتأتي هذه الإجراءات تأكيدًا على سيطرة الحركة الميدانية، ورسالة رمزية على استمرار نفوذها رغم العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في القطاع.
وفي خطوة تعكس البعد السياسي والعسكري لحماس، أقامت الكتائب منصة رئيسية حملت شعار، "نحن الطوفان نحن اليوم التالي"، يتوسطها علم فلسطين داخل قبضة يد، في إشارة إلى الصمود.
كما تم وضع صور لقادة بارزين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب، إلى جانب صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل مثلث أحمر، أسفلها عبارة بالعبرية "النصر المطلق"، في تحدٍ واضح للقيادة الإسرائيلية.
تفاصيل عملية التسليم
بحسب مصدر في حركة "حماس"، فإن الرهائن الثلاثة الذين سيتم إطلاق سراحهم هم إلياهو داتسون يوسف شرابي، وأور أبراهام ليشها ليفي، وأوهاد بن عامي، حيث إن اثنين منهم من كبار السن، بينما يعاني الثالث من إصابة أو حالة مرضية.
وسيتم نقلهم عبر الصليب الأحمر إلى الجانب الإسرائيلي، في عملية تجري لأول مرة وسط القطاع، وهي منطقة لم تشهد أي توغل بري إسرائيلي منذ بدء العملية العسكرية.
وتتزامن هذه الخطوة مع أجواء ترقب في غزة، حيث ينتظر الفلسطينيون الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين في المقابل، تنفيذًا لبنود الاتفاق، إلا أن إسرائيل أكدت عبر إذاعة الجيش أنها ستمنع أي مظاهر احتفالية بخروج الأسرى الفلسطينيين، في محاولة للحد من التأثير الرمزي لهذه العمليات على الرأي العام الإسرائيلي.
تهديدات إسرائيلية وتأخر في التسليم
ورغم الاستعدادات، شهدت الساعات الأخيرة توترًا بعدما تأخرت "حماس" في تسليم قائمة أسماء الرهائن الثلاثة المزمع إطلاق سراحهم اليوم؛ ما دفع إسرائيل إلى توجيه تحذيرات بردٍ شديد على أي انتهاك للاتفاق، ويعكس هذا التوتر هشاشة التفاهمات القائمة، حيث تحاول إسرائيل فرض شروطها في اللحظات الأخيرة، بينما تسعى "حماس" لتعزيز موقفها التفاوضي في أي مرحلة مقبلة من الاتفاق.
وتأتي عملية التسليم الخامسة وسط ظروف معقدة، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في شمال القطاع، بينما تؤكد "حماس" عبر تحركاتها الميدانية قدرتها على إدارة ملف التبادل وفق شروطها، كما أن اختيار دير البلح كموقع جديد للتسليم يحمل دلالات استراتيجية، إذ يبرز قدرة "حماس" على تأمين الرهائن في مناطق لم تصل إليها القوات الإسرائيلية، ما يزيد من الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو داخليًا.
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب: إن عملية تسليم الرهائن الخامسة في غزة تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية تتجاوز مجرد تنفيذ بنود اتفاق تبادل الأسرى، وأضاف: أن اختيار دير البلح لأول مرة كموقع لتنفيذ العملية يعد مؤشرًا على أن حماس ما تزال تحتفظ بهامش من السيطرة في مناطق لم تشهد توغلات برية إسرائيلية، ما يضفي على العملية بعدًا استراتيجيًا في إدارة الصراع.
وأشار الرقب -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن حماس تسعى من خلال هذه العمليات إلى تعزيز موقفها التفاوضي، خاصة في ظل الضغوط التي تمارسها إسرائيل لفرض شروط جديدة على الاتفاق، موضحًا أن التأخير في تسليم قائمة الرهائن قد يكون محاولة من الحركة لاختبار ردود الفعل الإسرائيلية، وربما لانتزاع مكاسب إضافية مستقبلًا.