مصطفى بكري: القمة الأوروبية المصرية اعتراف بدور القاهرة كقوة استقرار في المنطقة
مصطفى بكري: القمة الأوروبية المصرية اعتراف بدور القاهرة كقوة استقرار في المنطقة

تنعقد اليوم الأربعاء، في العاصمة البلجيكية بروكسل، أول قمة أوروبية مصرية بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في خطوة تعكس عمق العلاقات بين الجانبين، ورغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية.
القمة التي تُعقد بمقر المجلس الأوروبي، تبحث سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين مصر والاتحاد الأوروبي، إلى جانب مناقشة التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وملفات الطاقة والهجرة والتنمية المستدامة.
ويأتي انعقاد القمة بعد شهور من توقيع اتفاق الشراكة الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، الذي وضع إطارًا جديدًا للعلاقات يقوم على التعاون المتوازن والدعم المتبادل في مجالات متعددة تشمل الاقتصاد، الطاقة، الأمن، والتعليم.
وخلال الجلسات، يؤكد الرئيس السيسي أن مصر تمثل شريكًا أساسيًا للاتحاد الأوروبي في الحفاظ على استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، مشيرًا إلى أن القاهرة ماضية في تنفيذ خطط الإصلاح الاقتصادي والتنمية الشاملة.
من جانبه، يشيد رئيس المجلس الأوروبي بالدور المصري في دعم الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى القاهرة باعتبارها ركيزة أساسية في محيطه الجنوبي، ويعتزم توسيع التعاون معها في ملفات الطاقة المتجددة والأمن الإقليمي والاستثمار.
القمة تتناول أيضًا خطة تنفيذ مشروعات استثمارية وتمويلية بقيمة تتجاوز 7 مليارات يورو، ضمن برنامج الشراكة الموقع في مارس الماضي، وتشمل مجالات النقل والطاقة الخضراء والتكنولوجيا والبنية التحتية.
كما يجري الإعداد لإطلاق منتدى أعمال مشترك مصري أوروبي لبحث فرص الاستثمار وتوسيع مجالات التعاون بين القطاعين العام والخاص في الجانبين.
وتؤكد مصادر أوروبية، أن القمة تمثل نقطة تحول حقيقية في العلاقات المصرية الأوروبية، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون القائم على الشفافية والمصالح المشتركة، فيما وصفها مراقبون بأنها بداية شراكة “متكافئة” بين ضفتي المتوسط، تعكس مكانة مصر المحورية في محيطها الإقليمي والدولي.
وقال النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري: إن انعقاد أول قمة أوروبية مصرية في بروكسل يعكس بوضوح حجم الثقة الدولية في الدولة المصرية ودورها الإقليمي المتصاعد، مؤكدًا أن هذا اللقاء التاريخي يمثل اعترافًا أوروبيًا بدور القاهرة كقوة استقرار أساسية في الشرق الأوسط.
وأوضح بكري - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-، أن القمة تأتي تتويجًا لسنوات من التحرك المصري الفاعل على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاعت أن تعيد لمصر مكانتها كشريك يُعتمد عليه في قضايا الأمن والطاقة والهجرة والتنمية.
وأضاف: أن مشاركة الاتحاد الأوروبي بهذا المستوى الرفيع تؤكد أن مصر أصبحت رقمًا صعبًا في معادلة الأمن الإقليمي، وأن الاتحاد الأوروبي بات يدرك أهمية التنسيق مع القاهرة في ملفات الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأمن البحر الأحمر، ومكافحة الإرهاب.
وأشار بكري إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يسعى فقط إلى تقديم دعم مالي لمصر، وإنما إلى إقامة شراكة استراتيجية تقوم على المصالح المتبادلة، مشددًا على أن تلك القمة ستفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون في مجالات الاستثمار والطاقة والنقل والبنية التحتية.
وختم النائب مصطفى بكري تصريحه بالتأكيد على أن القمة الأوروبية المصرية تأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تحديات إقليمية ودولية معقدة، معتبرًا أنها “رسالة تقدير من أوروبا لمصر ولدورها المتوازن في حفظ الاستقرار بالمنطقة ومواجهة الأزمات بوعي ومسؤولية.”