أولاف شولتز.. هل يتمكن السياسي الألماني الأبرز من خلافة ميركل؟
يسعي السياسي الألماني أولاف شولتز لخلافة ميركل
مع استعدادها لمغادرة منصبها البارز، عقد زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا أولاف شولتز الذي فاز في الانتخابات العامة في ألمانيا، صفقة مع حزبين آخرين مما ضمن له الوصول لمنصب مستشار ألمانيا خلفاً لميركل.
البداية والنشأة
ولد أولاف شولتز، في 14 يونيو 1958 في أوسنابروك، ساكسونيا السفلى، لكنه نشأ في منطقة راهلشتيدت في هامبورغ، والتحق بمدرسة بيكاسيناو الابتدائية في أولدينفيلدي، لكنه تحول بعد ذلك إلى مدرسة جروسلوهرينغ الابتدائية في جروسلوه، ثم درس القانون في جامعة هامبورغ عام 1978 بدورة تدريبية قانونية من مرحلة واحدة.
وعمل فيما بعد محاميا متخصصا في قانون العمل والتوظيف، ولاحقا انضم شولز إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهو بعمر 17 عاما.
التجربة السياسية
انغمس شولز، سريعا في الحياة السياسية، حيث انتخب لأول مرة لتمثيل هامبورغ ألتونا في البوندستاغ في عام 1998، عن عمر يناهز 40 عاما، وشغل المقعد حتى استقالته في يونيو 2001 لتولي منصب عضو مجلس الشيوخ عن داخلية هامبورغ.
وخلال الفترة القصيرة التي قضاها في مجلس الشيوخ، وافق بشكل مثير للجدل على الاستخدام القسري للملينات لجمع الأدلة من تجار المخدرات المشتبه بهم، ولكنه ترك منصبه في أكتوبر 2001، بعد هزيمة حزبه في انتخابات ولاية هامبورغ عام 2001.
وبعد مرور عام واحد، انتخب مرة أخرى لعضوية البوندستاغ في الانتخابات الفيدرالية الألمانية لعام 2002، حيث شغل منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ثم تولى منصب السكرتير البرلماني الأول لمجموعة SPD Bundestag، وأصبح رئيسًا لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين، وفيما بعد أصبح عضوا في الهيئة البرلمانية المسؤولة عن تعيين القضاة في محاكم العدل العليا.
العمل الحكومي
انضم شولتز في عام 2007 إلى حكومة ميركل بمنصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية، خلفًا لفرانز مونتيفيرينج.
وبعد الانتخابات الفيدرالية لعام 2009، عندما غادر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحكومة، انتخب شولتز نائبًا لقائد الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وبين عامي 2009 و2011، كان أيضًا عضوًا في فرقة العمل الخاصة بأفغانستان/ باكستان التابعة لمجموعة SPD.
وفي عام 2011، فاز شولتز مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي الرئيسي في انتخابات ولاية هامبورغ، وانتخب رسميًا رئيساً لبلدية هامبورغ.
بعد تشكيل الحكومة عقب الانتخابات الفيدرالية لعام 2017، عين بشولتز وزيرا للمالية الفيدرالية، وتولى أيضا منصب نائب المستشار الألماني في عهد أنجيلا ميركل، وخلال الأشهر الأولى من توليه المنصب، أصبح شولتز أحد السياسيين الأكثر شعبية في ألمانيا.
وأشرف أولاف شولتز على حزمة التمويل الطارئة البالغة قيمتها 884 مليار دولار، التي وضعتها الحكومة الفيدرالية لمساعدة الشركات والعمال الألمان في تجاوز تبعات الوباء.
مستشار ألمانيا
في 10 أغسطس 2020، وافق المدير التنفيذي للحزب الاشتراكي الديموقراطي على أن يكون شولتز مرشح الحزب لمنصب مستشار ألمانيا في الانتخابات الفيدرالية لعام 2021، حيث ينتمي شولز إلى الجناح الوسطي للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ونجح شولتز، في تجاوز صورة التكنوقراطي الشبيه بالروبوت وتوصل إلى اتفاق لحكم البلاد مع الخضر والديمقراطيين الأحرار، حيث وعد الناخبين بمواصلة النهج الحالي، فضلا عن أنه ترأس اجتماعات مجلس الوزراء عندما دخلت المستشارة ميركل في العزلة الذاتية كإجراء احترازي.