نقاشات نيابية حول مدونة الأسرة.. الحكومة المغربية تفتح النيران على الإخوان
تدور نقاشات نيابية حول مدونة الأسرة في المغرب
تشهد المغرب حالة من الشد والجذب بين الديوان الملكي وحزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، وجاءت بمثابة إلقاء حجر في المشهد السياسي الراكد خلال الوقت الراهن، حيث انطلق التوتر ببيان للأمانة العامة للحزب ذي المرجعية الإسلامية حول تصريحات وزير الخارجية المغربي بخصوص العلاقات مع إسرائيل.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تطور إلى ما يشبه "حرب بيانات"، حيث أعقبه بيان للديوان الملكي يوبخ الحزب، الذي بدوره أصدر بياناً آخر يرد فيه على مضامين بيان القصر.
وزير العدل يفتح النيران
ومؤخراً شن وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي هجوماً على حزب العدالة والتنمية الإخواني، على خلفية نقاشات نيابية حول مدونة الأسرة في البرلمان المغربي.
وقال وهبي: إن لدى إخوان المغرب "دكتاتورية دينية"، رداً على هجوم نواب حزب العدالة والتنمية، وتم نقل مضمون السجالات بين وهبي ونواب الحزب الإسلامي، الذين قاطعوا الوزير أكثر من مرة حين كان يتحدث عن مراجعة مدونة الأسرة.
واعتبر وهبي، رداً على مقاطعة رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية عبد الله بوانو له، صنفاً من "الدكتاتورية الدينية، يعتقد فيها أصحابها ملكهم للحقيقة المطلقة".
وكان وزير العدل المغربي يتحدث عن الولاية الشرعية على الأبناء، في معرض رده على سؤال فريق التقدم والاشتراكية، معبراً عن عدم رضاه عن الوضعية، قبل أن يشدد على أن "المشكل المطروح أنه قرار غير مرتبط بي وحدي"، مضيفاً: "ليس لي السلطة، هذا مجال ديني مرتبط بمؤسسات دستورية لها رأيها فيه، وهناك قرار للعاهل المغربي الملك محمد السادس، باعتباره المسؤول عن المجال الديني".
وقال وهبي: "الوزير لا يحمل قلم رصاص ويُشرّع، هناك مجالات يجب أن يكون فيها توافق وطني، وآنذاك نجيبه"، وقال: إنه غير راضٍ عن الولاية الشرعية للأبناء، ليقاطعه رئيس كتلة العدالة والتنمية بالقول: "حتى نحن لسنا راضين"، ليردّ عليه الوزير بالقول: "خليونا (نتحدث) ونقول رأينا، ولستم وحدكم من لديه رأي، لا تملكون الحقيقة وحدكم، كلنا نقول الحقيقة".
وجرت النقاشات في أجواء مشحونة، وقد بدا التشنج واضحاً على نواب العدالة والتنمية، وبرز من خلال ردود الفعل؛ إذ أبدى رئيس الكتلة (عبد الله بوانو) انفعاله وتشنجه، مستنكراً ما اعتبره "منح" رئيس الجلسة الفرصة لوزير العدل لتوجيه حديثه إلى الإسلاميين.
وتدخل بوانو في نقطة نظام قائلاً: "توجه لنا، ولم نطرح لا سؤالاً ولا تعقيباً.
وكان عليكم كرئيس للجلسة، بصفتكم هاته، تنبيه الوزير بأنّنا لم نطرح سؤالاً".
الجماعة في طريقها للتهميش
وقال طارق البشبيشي الباحث في الشؤون الإسلامية: يبدو أن الجماعة في طريقها إلى الحظر والتهميش، في مجمل المغرب العربي.
وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر": فبعد تخلص الشعب التونسي منهم جاء دور التخلص من الإخوان في المغرب منهم بفضيحة انتخابية ثم إرهاصات صدامهم مع ملك المغرب والتي تتواصل، مشيرا إلى أنه يجب تقييم وضع الجماعة في مجمله داخل الدول العربية.