محلل سياسي: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه مع دخول رمضان واستمرار الحرب

محلل سياسي: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه مع دخول رمضان واستمرار الحرب

محلل سياسي: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه مع دخول رمضان واستمرار الحرب
الحرب السودانية

يستقبل السودانيون شهر رمضان هذا العام وسط أوضاع إنسانية كارثية، مع استمرار الحرب التي تقترب من عامها الثالث، متسببة في تدهور الأوضاع المعيشية ونقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

وفي ظل المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يجد ملايين السودانيين أنفسهم محاصرين بين الفقر والنزوح، حيث تفاقمت الأزمات الإنسانية في العديد من المناطق، خاصة في العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان. 

وأدى النزاع إلى تشريد أكثر من 8 ملايين شخص، ما يجعل الأزمة في السودان من أسوأ أزمات النزوح في العالم حاليًا.

أزمة غذائية خانقة

مع استمرار القتال، يعاني المواطنون من ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية، ما يجعل تأمين وجبات الإفطار والسحور تحديًا يوميًا للكثير من الأسر.

 وأكدت منظمات إغاثية، أن المجاعة تقترب من مناطق واسعة في البلاد، حيث يواجه ملايين السودانيين خطر الجوع، لا سيما في المناطق التي تعاني من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية.

انقطاع الخدمات ونقص الأدوية

تسبب القتال في تدمير واسع للبنية التحتية؛ ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه في العديد من المناطق، كما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية؛ مما يجعل العلاج شبه مستحيل لكثير من المرضى والجرحى.

أكد المحلل السوداني محمد الطيب، أن السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، مع دخول شهر رمضان واستمرار الحرب التي تقترب من عامها الثالث، مشيرًا أن الأوضاع تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم في ظل غياب أي حلول سياسية حقيقية.

وقال الطيب -في تصريح خاص للعرب مباشر-: "الحرب لم تترك مجالًا للحياة الطبيعية، فالسودانيون يعيشون بين النزوح والجوع والخوف، والأسواق شبه خالية، والأسعار بلغت مستويات قياسية، بينما تتضاءل فرص الحصول على الغذاء والمياه والخدمات الأساسية".

وأشار أن المعارك المستمرة أدت إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية، ما جعل تأمين أبسط مقومات الحياة أمرًا صعبًا، لا سيما مع انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود وندرة الأدوية. 

وأضاف: "المجتمع الدولي يراقب، لكنه لا يتحرك بجدية لإنهاء معاناة السودانيين، والمساعدات الإنسانية التي تصل لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية".

وشدد الطيب على ضرورة الضغط الدولي والإقليمي لإيقاف القتال وفتح ممرات إنسانية عاجلة، خاصة مع دخول رمضان، حيث تعاني العائلات من صعوبة الحصول على وجبة الإفطار في كثير من المناطق، مشيرًا أن الأوضاع الحالية قد تؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم يتم التدخل العاجل.