توقفت الخدمات وتصاعدت أزماتهم.. القلق يجتاح اللاجئين الأفغان في قطر
تتزايد معاناة اللاجئين الأفغان في قطر
ظنت قطر أنها يمكنها التغلب على ضعف قدراتها وإمكانياتها المحدودة من خلال البروباجندا الإعلامية والترويج لأكاذيبها وقدرتها على حماية اللاجئين الأفغان، لتتلقى صفعة قوية بفضح الانتهاكات والمعاناة الجسيمة التي شهدها المواطنين في قاعدة العديد بالدوحة.
وأثارت أوضاع اللاجئين الأفغان انتقادات عالمية واسعة، وبات لتلك الأزمة انعكاسات قوية على الدولة الخليجية بداخلها وخارجها، لذلك تتجه قطر لوقف استقبال اللاجئين الأفغان، بزعم وصولها لطاقتها الاستيعابية.
تراكم اللاجئين
ونشرت مواقع عالمية شكوى المواطنين الأفغان في مخيم قطر للاجئين من محنتهم ونقص الخدمات، مع مقطع فيديو لمخيم للاجئين الأفغان في قطر، متضمنة مقطع فيديو لمخيم للاجئين الأفغان في القاعدة الأميركية، يظهر محنة اللاجئين الأفغان في المخيم.
وتضمنت الشكوى عدم وجود نظام تكييف، حيث قال أحد اللاجئين في الفيديو إنه لا يوجد سوى مرحاض واحد في المخيم، كما يمكن سماع اللاجئين الأفغان وهم يشكون من الطقس الحار وقلة الخدمات الأخرى، عبر الفيديو.
لا وجود للخدمات
وكشفت مصادر داخل المخيم الأفغاني بقطر، حدوث ٥ حالات إغماء بين اللاجئين، نتيجة عدم حصولهم على طعام داخل المخيم، ما يضر بصحتهم ويعتبر انتهاكا سافرا لحقوق اللاجئين.
وتابعت أنه بعد ظهور أعراض الحمى والإسهال بين عدد من اللاجئين بسبب غياب الخدمات، أثار ذلك الفزع من إصابتهم بفيروس كورونا، حيث أبدت الأسر الأفغانية مخاوفهم البالغة على أبنائهم من إصابتهم بالفيروس لعدم وجود أماكن للعزل وتكدسهم داخل المخيمات دون خدمات أو رعاية، خاصة لعدم وجود لبن للأطفال الرضع.
ادوية لم تصرف
وأضافت المصادر أن الانتهاك لم يتوقف عند ذلك الحد، وإنما تم تأخر نقل المصابين الخمسة للمشفى، بسبب عدم توافر وجود سيارات إسعاف كافية، فضلا عن غياب الإسعافات الأولية والأدوية للمرضى واللاجئين.
وقال أحد اللاجئين في الفيديو إنه لا يوجد سوى مرحاض واحد في المخيم، كما يمكن سماع اللاجئين الأفغان وهم يشكون من الطقس الحار وقلة الخدمات الأخرى، عبر الفيديو.
وأضاف أنه كان يعتقد أنه ضمن مستقبلا آمنا لنفسه ولأسرته في قطر وهو ما تبين عكسه تماما، متسائلا عن قرار صائب بعد تلك المعاناة.
معاناة بالغة
كما سلطت الضوء وكالة "آسواكا" الإخبارية الأفغانية، صورا وفيديوهات، تندد فيها بالوعود القطرية وأوضاع المواطنين الهاربين من الحرب بأفغانستان ليلقوا ويلات الدوحة.
ونشرت الوكالة الأفغانية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر فيديوهات تكشف تلك المعاناة غير الإنسانية، معلقة عليها بـ"محنة اللاجئين الأفغان في مخيم اللاجئين في قطر.. المواطنون يعانون من عدم وجود نظام تكييف مع مرحاض ودش واحد فقط للجميع"، مشيرا إلى أن اللاجئين الأفغان يشتكون من الطقس الحار وقلة الخدمات.
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تظهر تكدس اللاجئين في قطر، وعدم توفير أي خدمات لهم في القاعدة الجوية في الدوحة، ومعاناة الأطفال البالغة بينهم.
انتقادات دولية
وتسببت أزمة اللاجئين الأفغان الذين تصاعدت معاناتهم وقلقهم، في انتقادات دولية لاذعة لقطر، حيث أكدت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، في تقريرها، أنه: "بات أميركيون وآلاف من الأفغان الذين تمكنوا من الفرار من كابول على متن رحلات عسكرية أميركية، محتجزين في قاعدة جوية مزدحمة في قطر، حيث يعمل عناصر حرس الحدود الأميركية بشكل مكثف لمعالجة أوراق هذا العدد المتزايد من الأشخاص".
وأشارت إلى أنه: "عندما أقلعت الطائرات العسكرية الأميركية من مطار حامد كرزاي في كابول خلال الأيام الماضية، توجهت مباشرة إلى قاعدة العديد الجوية في قطر"، مضيفة: "لكن نتيجة للعدد الكبير من الأشخاص في قاعدة العديد، اضطرت السلطات الأميركية إلى إيقاف رحلات الإجلاء من كابول لعدة ساعات أمس الجمعة، لأن القاعدة الجوية في الدوحة وصلت إلى طاقتها الاستيعابية".
كما أكدت أن الأفغان والأميركيين "متكدسون في قاعدة العديد القطرية في ظروف صعبة"، ما يثبت الأزمة الضخمة لهم وعدم قدرة قطر على إدارة الأزمة.
فيما قال مصدر لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، إن قطر تتجه لوقف استقبال اللاجئين الأفغان، وان السلطات الأميركية تمكنت من استئناف رحلات الإجلاء، بعد ظهر الجمعة، بعد أن أعلنت البحرين تسهيل عملية الإجلاء، من خلال إتاحة المجال أمام الرحلات الجوية للاستفادة من موقع المملكة كنقطة مرور.