إغلاق معهد فرنسي يكشف خطة الإخوان لبناء نفوذ طويل الأمد عبر التعليم

إغلاق معهد فرنسي يكشف خطة الإخوان لبناء نفوذ طويل الأمد عبر التعليم

إغلاق معهد فرنسي يكشف خطة الإخوان لبناء نفوذ طويل الأمد عبر التعليم
إغلاق المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية

في خطوة جريئة، أعلنت الحكومة الفرنسية عن حل معهد العلوم الإنسانية الأوروبي (IESH) الواقع بالقرب من مدينة شاتو- شينون في الثالث من سبتمبر 2025، وهي خطوة تعكس الإدراك المتزايد لخطورة الأنشطة المشبوهة التي تمارسها جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا. 

وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن المعهد الذي أسس في التسعينيات كان يعتبر واجهة تعليمية أكاديمية، لكنه في الواقع كان يُستخدم كغطاء لتجنيد الأئمة والشباب لصالح الإخوان المسلمين، وهو ما أصبح واضحًا بعد التحقيقات الأخيرة التي ربطت المعهد بشبكة الإخوان.

ازدواجية المعهد


كان المعهد يدعي تقديم برامج تعليمية أكاديمية في مجال علوم الشريعة والدراسات الإسلامية، إلا أن ممارساته الحقيقية كانت تتناقض مع هذه الواجهة التعليمية.

 وتبين أن نشاطاته كانت تشمل دعوة طلابه إلى تبني الفكر الإخواني والعمل على نشره داخل المجتمعات الأوروبية، ما يضع المعهد في دائرة الشكوك كأداة لتوسيع نفوذ الإخوان في المنطقة. 

وبهذا الشكل، أظهرت التحقيقات أن المعهد لم يكن مجرد مؤسسة أكاديمية، بل كان بمثابة مركز لتوجيه الشباب نحو الفكر المتطرف الذي يسعى لاستغلال التعليم لتحقيق أهداف سياسية طويلة المدى.

قرار الإغلاق


قرار الحكومة الفرنسية بحل المعهد يُعدّ ردًا صارمًا على النشاطات المشبوهة التي كانت تُمارس داخل المعهد. 

ويُظهر هذا القرار إدراك السلطات الفرنسية لخطورة المشروع الإخواني الذي يسعى لتوسيع نفوذه في أوروبا من خلال تأسيس مؤسسات أكاديمية تعمل تحت ستار التعليم الشرعي، لكن في الحقيقة تُستخدم لأغراض دعوية وسياسية.

ويشير الإغلاق يشير إلى رغبة فرنسا في التصدي لأية محاولات للتغلغل داخل المجتمعات المسلمة عبر نشر الفكر المتطرف الذي قد يؤدي إلى تفكيك الهوية الوطنية الأوروبية.

استغلال الإخوان للمؤسسات الأكاديمية لبناء نفوذ طويل الأمد
من خلال استغلال المؤسسات الأكاديمية مثل معهد العلوم الإنسانية الأوروبي، يهدف الإخوان المسلمون إلى بناء نفوذ طويل الأمد داخل المجتمعات المسلمة في أوروبا. 

وتقوم هذه الاستراتيجية تقوم على نشر فكر الإخوان بين الأجيال الجديدة من خلال التعليم؛ مما يساعد على خلق شبكة من الأفراد الموالين لأيديولوجياتهم في المستقبل. 

هدف الإخوان من هذه الخطوات هو التأثير على الجيل القادم من المسلمين في أوروبا، وضمان تشكيل أيديولوجية سياسية ودينية تضمن استمرار تأثيرهم داخل المجتمع.

مواجهة تنظيم سياسي مؤدلج وليس التعليم الإسلامي

من المهم التوضيح، أن الحملة التي تشنها فرنسا ضد الإخوان المسلمين ليست موجهة ضد المسلمين أو التعليم الإسلامي بشكل عام، بل هي حملة ضد تنظيم سياسي مؤدلج يسعى لاختراق المؤسسات الاجتماعية والدينية في المجتمع الأوروبي. 

التعليم الإسلامي، في حد ذاته، ليس هدفًا لهذه الحملة، بل التنظيم الإخواني الذي يسعى لتوجيه التعليم والأنشطة الدينية نحو تحقيق أهداف سياسية متطرفة. فرنسا تسعى لتفكيك الشبكات السياسية التي تتخذ من الدين ستارًا لأهدافها السياسية.

إغلاق المعهد الفرنسي يأتي في سياق أوسع من التحركات الأوروبية لمكافحة تغلغل تنظيم الإخوان المسلمين في المجتمعات الأوروبية. 

وقد شهدنا مؤخرًا إجراءات مماثلة في دول مثل النمسا وألمانيا، حيث تم تكثيف الجهود لمكافحة تأثير الإخوان على الشباب في المجتمعات الإسلامية. 

هذه التحركات تهدف إلى تعزيز الأمن الاجتماعي والسياسي في أوروبا، ومنع التنظيمات المتطرفة من استخدام التعليم والدين كأدوات للتأثير على المجتمعات وتوسيع نفوذها.