صراع الشروط في مفاوضات غزة.. تسوية قريبة أم تصعيد قادم؟.. خبراء يجيبون
صراع الشروط في مفاوضات غزة.. تسوية قريبة أم تصعيد قادم؟.. خبراء يجيبون
في ظل تصاعد حدة الحرب المستعرة في غزة، تتجه الأنظار نحو طاولة المفاوضات التي تجري بين حركة "حماس" وإسرائيل، وسط آمال معلقة في التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للعنف المستمر، ورغم أن الأطراف المعنية تعلن عن إحراز تقدم ملموس في بعض النقاط، إلا إن الخلافات الجوهرية والاشتراطات المتبادلة تشكل عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق أي اختراق حاسم، وفي الوقت الذي تتحدث فيه الفصائل الفلسطينية عن قرب التوصل لاتفاق، تبرز أصوات إسرائيلية تحذر من أن الطريق ما يزال طويلاً وشائكًا، فما بين الضغوط الدولية والكارثة الإنسانية التي تعصف بالسكان المدنيين، تبدو هذه المفاوضات كسير على حافة الهاوية، إذ قد تفضي إلى تهدئة مرتقبة، أو تعود بالمنطقة إلى مربع الحرب المفتوحة.
*تصعيد المواقف واشتداد الخلافات*
تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بسبب تباين المواقف واشتراطات الجانبين، وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية.
من جانبها، كشف تقرير للقناة "13" الإسرائيلية، أن الخلافات تصاعدت في الأيام الأخيرة، حيث يطالب الجانب الإسرائيلي بحصوله أولاً على قائمة تفصيلية بأسماء الرهائن الذين تخطط حماس لإطلاق سراحهم.
في المقابل، تصف حماس هذه المطالب بأنها محاولة لكسب الوقت وتأخير التوصل إلى اتفاق، بينما تشير إلى أنها قدمت مرونة كبيرة في النقاط المتعلقة بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
*تقدم مشروط من الجانب الفلسطيني*
على الجانب الفلسطيني، أعلنت الفصائل، بما في ذلك حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عقب اجتماعها في القاهرة، أن التوصل إلى اتفاق أصبح قريبًا، لكن هذا التفاؤل المشروط يأتي مع تحذيرات من "تغيير قواعد اللعبة" من قبل إسرائيل.
من جانبه، أكد قيادي في حماس، أن المفاوضات قطعت شوطًا كبيرًا، لكنه لم يستبعد أن يؤدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تعطيل الاتفاق عبر وضع شروط إضافية، وفقًا لـ"فرانس برس".
*أزمة إنسانية ودور الوسطاء*
في خلفية هذه المفاوضات المتأزمة، يعيش قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، أرقام الوفيات في القطاع تجاوزت 45 ألف شخص، مع نزوح الملايين من السكان نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة.
وأدت هذه الأوضاع إلى زيادة الضغط على الأطراف الدولية للتدخل بشكل أكثر جدية لإنهاء التصعيد، مصادر طبية في غزة وصفت المشهد بـ"الكارثة"، حيث تم تدمير معظم البنية التحتية الصحية؛ مما أدى إلى انتشار الأمراض ونقص حاد في الإمدادات الطبية.
وسط تعثر المفاوضات، تلعب مصر وقطر دور الوسيط في محاولة لجسر الهوة بين الجانبين، القاهرة استضافت الجولة الأخيرة من الاجتماعات، حيث قدمت مقترحات تتضمن تهدئة تدريجية وإعادة فتح المعابر لتوصيل المساعدات الإنسانية.
الولايات المتحدة والأمم المتحدة تضغطان من جانبهما للوصول إلى اتفاق، إذ شدد مسؤولون دوليون على أن الوضع في غزة أصبح "غير قابل للاستمرار"، مطالبين الجانبين بالتحلي بالمرونة.
*خلافات حول تبادل الأسرى*
من جانبهم.. أكد مراقبون، أن قضية تبادل الأسرى تبقى حجر الزاوية في هذه المفاوضات. إسرائيل تشدد على استعادة الرهائن الباقين أحياء، بينما تطالب حماس بإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في المقابل.
ووفقاً لتقارير إسرائيلية، فإن القائمة التي قدمتها حماس تشمل أسماء أسرى فلسطينيين ترفض إسرائيل إطلاق سراحهم؛ مما يزيد من تعقيد الموقف.
في ظل غياب الحلول السريعة، تتجه الأنظار نحو مسار تصعيدي محتمل إذا انهارت المفاوضات. وقد يفرض المجتمع الدولي ضغوطًا إضافية على إسرائيل وحماس لتقديم تنازلات، خاصة إذا استمرت الأزمة الإنسانية في التفاقم.
*عواقب وخيمة*
من جانبه، يقول عبد الهادي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني: إن تعثر المفاوضات بين حماس وإسرائيل يعكس تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
ويقول مطاوع في حديثه لـ"العرب مباشر"، تعتمد إسرائيل في مفاوضاتها على استراتيجية الضغط المطلق لتحقيق مكاسب أمنية فورية، بما في ذلك استعادة الرهائن دون تقديم تنازلات كبيرة.
في المقابل، تسعى حماس إلى استغلال هذه المفاوضات لتعزيز شرعيتها داخليًا وإقليميًا عبر تحقيق مكاسب سياسية ملموسة مثل: "إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى".
ويضيف المحلل السياسي الفلسطيني، الطرفان يدركان أن أي فشل في المفاوضات سيؤدي إلى عواقب وخيمة، إسرائيل تخشى ضغوطًا داخلية ودولية متزايدة، بينما تواجه حماس خطر خسارة دعمها الشعبي إذا لم تُظهر نتائج ملموسة"، مضيفًا أن نجاح المفاوضات يتطلب تدخلاً دولياً حازماً وإطاراً زمنياً صارماً، لأن ترك الأمور دون قيود سيؤدي إلى استنزاف الوقت وتصعيد جديد في الصراع.